مبيعات السيارات الصغيرة والهجين تنتعش مع ارتفاع أسعار الوقود

الشركات الأميركية تتسابق على قطف ثمار التوجه الاستهلاكي الجديد

TT

مع تجاوز سعر البترول في الولايات المتحدة ثلاثة دولارات للغالون (نحو الثمانين سنتا للتر الواحد)، ومع توقع العديد من المراقبين استمرار ارتفاع أسعار الوقود في المدى المنظور على الأقل، وبانتظار أن يصبح سعر البديل، أي السيارة الكهربائية، في متناول شريحة أوسع من المستهلكين الأميركيين.. يظل سعر الوقود حافزا أساسيا في خيار المستهلك الأميركي لسيارته الجديدة.

ولأن هذا الأمر لم يغب عن حسابات ديترويت، بدأت شركات السيارات الأميركية الكبرى تستعد لإحياء صناعة السيارات المدمجة والسيارات صديقة البيئة في سباق يهدف إلى قطف ثمار المزاج الاستهلاكي الراهن قبل غيرها من منافساتها.

وعليه، تستعد كبرى شركات إنتاج السيارات - أي «فورد» و«جنرال موتورز» و«تويوتا» - لخوض معركة انتزاع حصة وافرة من سوق السيارات الصغيرة والكهربائية الهجين التي تعفي المستهلك من تحمل عبء الوقود وتقلباته.

منذ مطلع العام الحالي، درجت شركات السيارات الكبرى على الكشف عن طراز سيارة صغيرة إثر الأخرى، والترويج لميزاتها «الخاصة». لكن، خلافا لما حدث عام 2008 حين تخطت أسعار الوقود عتبة الأربعة دولارات للغالون الواحد – مما تسبب في أزمة بالنسبة لصناعة السيارات الأميركية - يبدو أن شركات إنتاج السيارات لا تنظر هذا العام بالكثير من التشاؤم إزاء احتمال ارتفاع أسعار الوقود، إذ إنها ترى في ذلك فرصة مواتية لتجربة حظها في بعض الاستثمارات المكلفة مثل التكنولوجيا صديقة البيئة انطلاقا من قناعتها بأن ارتفاع أسعار الوقود سوف يسهم في زيادة الطلب على السيارات الصغيرة والمدمجة والصديقة للبيئة والسيارات التي تعمل بوقود الديزل، أي السيارات الجديدة الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود.

تجدر الإشارة إلى أن أسعار الوقود في الولايات المتحدة، رغم ارتفاعها الأخير، لا تزال متدنية بالمقارنة مع أسعار أوروبا، حيث تضاعف الضرائب تكلفة الوقود بنسبة ثلاثة أضعاف، تقريبا، مقارنة بالولايات المتحدة. لكن المستهلك الأميركي غير المعتاد على الأسعار المرتفعة للوقود، يفضل تغيير عاداته الاستهلاكية على القبول بالواقع الجديد، خصوصا أن سيارة الأميركي لم تعد من الكماليات بقدر ما هي من الضرورات الحياتية.

ويعتقد خبراء ديترويت أن عتبة الـ3.5 إلى 4 دولارات هي النقطة الفاصلة في قرار المستهلك الأميركي وبداية تفكيره في تغيير سلوكياته ومواصفات السيارة التي يشتريها.

على خلفية هذا التوقع تأمل شركة «تويوتا بريوس»، أن تلاقي مجموعتها من السيارات الهجين إقبالا واسعا في السوق الأميركية، خصوصا أنها استأثرت باهتمام ملحوظ من جانب رواد معرض ديترويت هذا العام.

ولكن، خلافا لما حدث عام 2008، أعد الأميركيون العدة للتعامل مع الطلب على السيارات الأصغر والأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وقررت عدة شركات كسر قبضة الاحتكار التي تفرضها «بريوس» على سوق السيارات الهجين. وبالفعل ظهرت ملامح هذه الاستراتيجية بفوز شركة «جنرال موتورز» بجائزة «سيارة العام» بمناسبة طرحها لسيارة «شيفروليه فولت»، وهي أول سيارة كهربائية هجين تطلقها شركة من الشركات الأميركية الكبرى. لتعلن بهذه المناسبة أنها تخطط لنقل التكنولوجيا لطرازات أخرى. وتستطيع «فولت» السير لمسافة 80 كم بمحركها الكهربائي وحده قبل أن يبدأ محرك الوقود التقليدي في العمل. وباعت السيارة بالفعل الدفعة الأولى من الإنتاج والتي بلغت عشرة آلاف سيارة هذا العام، وذلك رغم سعرها المرتفع، والبالغ 41 ألف دولار.

وبدورها عرضت «فورد» هي الأخرى مجموعة من خمس سيارات كهربائية وهجين في معرض ديترويت الأخير، شملت نسخة كهربائية بالكامل من سيارتها الشهيرة «فورد فوكس». وأوضحت الشركة أن هذه المجموعة تعتبر مجرد انطلاقة في هذا القطاع، ومقدمة لتوجه أوسع نحو السيارات الكهربائية.