سباق التكنولوجيا مع «أذواق العصر» تسبب في إنتاج سيارات سبقت أوانها.. ففشلت تجاريا

طلاق صناعة المستقبل مع مفاهيم الحاضر يحتاج إلى مرحلة تمهيد

«أكوادا».. محاولة جمع البر والماء على سطح واحد
TT

أصبح معروفا، إن لم يكن تقليدا، أن على شركات صناعة السيارات طرق أبواب الإبداع والاستكشاف والتحديث لتبقى قادرة على المنافسة بشكل مستمر. وعليه، درجت على إدخال نماذج جديدة إلى السوق واتباع تكنولوجيات متقدمة والوصول إلى تصميمات جديدة.

ولكن من الإبداع ما قتل؛ إذ إن العديد من الشركات حدثت تصاميم سياراتها إلى حد استباق عصرها بسنوات لتفاجأ في ما بعد أن هذه التصاميم كانت خارجة عن المألوف إلى حد الفشل تجاريا.

قائمة أسماء السيارات التي تم إنتاجها لاستباق عصرها، ولكنها في نهاية المطاف فشلت في تسويقها، تبدو طويلة. واللافت أنه على الرغم من أن هذه السيارات كانت تحتوي على تجهيزات وتصاميم جديدة ومعجزات تكنولوجية، إن جاز التعبير، فإن مبيعاتها كانت كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وقد انحرفت سيارات أخرى عن الكماليات التي يبحث عنها الناس في السيارات بشكل عام، في حين وقعت سيارات أخرى ضحية القرارات التجارية غير الواقعية.

وثمة أمر مشترك بين كل السيارات المدرجة في هذه الخانة وهو أنها قد قدمت إسهامات كبيرة لمجال صناعة السيارات، وأن العديد من التقنيات التي نستمتع بها في سياراتنا في عالم اليوم ما هي إلا نتيجة لجهود هؤلاء المستكشفين.

* «كرايسلر إيرفلو»

* كان العلم الحديث لمعاملات السحب والديناميكا الهوائية موجودا بالكاد عندما اقتحمت «كرايسلر إيرفلو» سوق السيارات الأميركية عام 1934. لقد كان تصميمها عصريا، وركز على دراسة مقاومة الهواء في ما يعرف باسم نفق الرياح - وكان لا يعلم طريقة إدارته سوى العالم ويلبر رايت - فجاء التصميم متطورا لدرجه أنه بدا غريبا جدا للمشترين في ذلك الوقت. ولذلك فشلت السيارة من الناحية التجارية.

* «جنسن إف إف إنترسيبتور»

* قبل فترة طويلة من قيام شركة «أودي» بتصنيع أول سيارة بدفع رباعي، نجحت «جنسن» في ذلك من خلال إنتاج السيارة «جنسن إف إف». وعلى الرغم من الأسس المستقبلية للسيارة من الناحية الفنية، فإن «جنسن إنترسيبتور» فشلت من الناحية التجارية. وفي عام 1976 خضعت شركة «جنسن» لإشراف قضائي بسبب متاعبها المالية.

* «جنرال موتورز إي في 1»

* بغض النظر عن أي موقف تجاه النقاش الدائر حول ما إذا كانت شركة «جنرال موتورز» قد وأدت أم لا صناعة السيارات الكهربائية، فإن سيارة «إي في 1» مهدت الطريق أمام المركبات الكهربائية الحديثة التي سارت على المنوال نفسه. ولم يقتصر التطور على مجموعات نقل الحركة في السيارة، ولكنه امتد إلى فرامل نظام منع انغلاق المكابح ونظام مراقبة الجر والوسائد الهوائية ونظام تثبيت السرعة.

* «هوندا إنسايت»

* في حين تحتل سيارة «هوندا إنسايت» الحالية في السوق مكانة أفضل بكثير من السابق، كان موديل عام 1999 متقدما للغاية بالنسبة للعملاء الذين وجدوا صعوبة بالغة في التأقلم مع تصميم السيارة. وبعدما كانت «هوندا» هي الشركة الرائدة في هذا المجال، فإن «تويوتا» نجحت في انتزاع الريادة منها من خلال إنتاجها لسيارة «تويوتا بريوس».

* «إن إس يو آر أو 80»

* كان تصميم هذه السيارة في عام 1967 سابقا لأوانه لدرجة أنها لم تكن تبدو مختلفة عن السيارات التي تم إنتاجها بعد ذلك التاريخ بخمسة عشر عاما. كانت هذه السيارة تعكس البراعة من الناحية التقنية من خلال احتوائها على محرك «فانكل» ذي المروحتين، كما كانت تحتوي على نظام تعليق مستقل تماما وعلبة تروس يدوية التحرك. وقد توقف إنتاج هذا الموديل بعدما قامت شركة «أودي» بالاستحواذ عليها.

* «ستوت سكاراب»

* تم إنتاج هذه السيارة في عام 1932 لتمهد الطريق لإنتاج سيارات «ميني فان» (سيارة الأغراض المتعددة) وذلك قبل إنتاج سيارة «فولكس فاغن ترانسبورتر» بنحو 20 عاما. كان تصميم سيارة «سكاراب» تصميما عبقريا في واقع الأمر بفضل هيكلها الديناميكي الهوائي وإمكانية إعادة تشكيلها من الداخل. وخلال السنوات الـ14 التالية، تم إنتاج موديلات مختلفة من هذه السيارة.

* «أستون مارتن لاغوندا»

* كانت هذه السيارة تشتمل على أحدث المبتكرات التكنولوجية في ذلك الوقت، بما في ذلك شاشات «إل إي دي»، وكان موديل السيارة لعام 1976 يفاخر بأن تصميمه من الداخل يشبه السفينة الفضائية. لقد كان اعتماد السيارة الكثيف على التكنولوجيا المتطورة وبالا عليها وذلك عندما تعطلت أجهزة الكومبيوتر في السيارة.

* «جاغوار XJ220»

* تضم سيارة «جاغوار XJ220» المقومات كافة التي يحلم بها أي إنسان في أي سيارة. وعلى الرغم من أنها اعتبرت في الأساس شبيهة بسيارات «فيراري» رباعية الدفع، فإنه اتضح في ما بعد أنها أقرب ما تكون إلى سيارات الدفع الخلفي، وهو ما تسبب في غضب العملاء. وبالوضع في الاعتبار الانهيار الاقتصادي العالمي، فقد أصبح من الواضح أن الحلم النهائي لـ«جاغوار» قد تحول إلى كابوس.

* «رينو أفانتايم»

* كان ينظر إليها على أنها سيارة هجين من طراز «كوبيه - ليموزين» كونها تحتوي على اثنين من الأبواب المفصلية الكبيرة. إلا أن موديل سيارة «أفانتايم» لعام 2001 لم يستطع جذب أي شخص إليه من خلال التصميم وحده. وعلى الرغم من نواياها النبيلة للاستحواذ على مكانة جديدة في السوق، فإن شركة «رينو» عمدت إلى سحب سيارة «أفانتايم» من السوق بعد عام واحد فقط على طرحها للبيع وبعد أن بيعت 190 سيارة منها خلال تلك الفترة.

* «جيبس أكوادا»

* إذا كان قلبك متعلقا بالسيارات القادرة على السير على الماء، فلن يكون هناك أفضل من «أكوادا» مركبة مناسبة لك، فهي تحتوي على محرك 6 سلندر بسعة 2.5 لتر، وهي قادرة على السير 100 ميل في الساعة على الطريق و30 ميلا في الساعة في الماء.

* «أودي A2»

* بفضل تصميمها المتطور وخصائصها الفريدة في القيادة وهيكلها المصنوع من الألومونيوم وروعتها ورقيها من الداخل، بدت سيارة «أودي A2» وكأنها مصممة خصيصا لمستقبل واعد عند طرحها في السوق عام 1999. ولكن معظم المشترين لم يكونوا، آنذاك، مقتنعين بأن التكنولوجيا المتقدمة في سيارة «سوبر ميني» تبرر سعرها المرتفع.

«ستروين إس إم» ذهبت هذه السيارة، إلى حد كبير، ضحية لأزمة الوقود في السبعينات من القرن الماضي. وكانت هذه السيارة تفتخر بأنها مجهزة بمحرك 6 سلندر يتسع لـ2.7 لتر، والعديد من المزايا المبتكرة، مثل ستة مصابيح أمامية (اثنان منها لتسليط الضوء بشكل أفضل على الانحناءات). ولكن بعد مرور خمس سنوات على طرحها، سحبت «ستروين» هذا الطراز من السوق بعد أن كانت قد أنتجت 12290 نسخة منها فقط.

* «ألفا SZ/RZ»

* أنتجتها شركة «ألفا» في محاولة منها لإعادة التأكيد على أهميتها ومكانتها في السوق، وكانت السيارة «SZ» وشبيهتها «RZ» قادرتين على السير بسرعة 150 ميلا في الساعة. وعلى الرغم من محاولات الشركة المستمرة للتوصل إلى توجه جديد، فإنه لم تتمكن أي سيارة جاءت بعد «SZ» من السير على المنوال نفسه. يذكر أنه لم يتم إنتاج سوى 1000 وحدة فقط من هذا الموديل.

* «رولز رويس كامارغ»

* أنتجت شركة «بينينفارينا» للسيارات هذا الطراز ليكون باكورة أعمال مجموعة «رولز رويس». وكانت سيارة «كامارغ» ذات البابين تضم التجهيزات التقنية والميكانيكية كافة التي يمكن تخيلها والمتاحة في ذلك الوقت؛ بدءا من نظام التعليق الذاتي وحتى نظام التحكم في درجة الحرارة، الذي يتكلف أكثر من سعر سيارة ميني جديدة. إلا أن هذه السيارة كانت مكلفة للغاية، مما يفسر اقتصار إنتاجها على 350 سيارة فقط على مدار 11 عاما هي عمر إنتاج هذه السيارة.

* «ألفا روميو ديسكو فولانت»

* كان الخيال العلمي حاضرا بدرجة كبيرة للغاية في فترة الخمسينات من القرن الماضي. ولذا لم يكن من غير المتوقع تماما أن تطلق «ألفا روميو» على هذه السيارة اسم «الطبق الطائر». وكان الموديل الذي أنتجته الشركة الإيطالية يهدف إلى وضع معايير جديدة في الديناميكية الهوائية. وعلى الرغم من ذلك، فإنه تم إنتاج أربعة سيارات فقط من موديل «ديسكو فولانت».

* «بروب 16» كانت هذه السيارة ملساء ورياضية ويصل طولها إلى 34 بوصة فقط، ولذا كانت تمتلك جميع المقومات الموجودة في سيارة خارقة في زمن الخيال العلمي. لقد كان تصميمها الجذري دافعا للمخرج الأميركي الشهير ستانلي كوبريك لإظهار السيارة في فيلمه الخيالي العلمي «كلوكورك أورانج»، ولكن السيارة لم تكن عملية على أرض الواقع بسبب عدم وجود أبواب فيها؛ إذ كانت الوسيلة الوحيدة للولوج إلى داخلها عبر فتحة خاصة في سقفها. وقد تم إنتاج أربعة سيارات فقط من هذا الموديل.

* «مورغان بلاس فور بلاس»

* على الرغم من أن شركة «مورغان» تشتهر بتصاميمها التقليدية الطابع، فإنها حاولت وضع نفسها على قائمة منتجي سيارات المستقبل وذلك من خلال إنتاج طراز «بلاس فور بلاس» الأنيق والعصري جدا، وكانت أهم ميزة غير تقليدية في هذا الطراز هو هيكله المصنوع من الألياف الزجاجية، وهو ما كان يعد انحرافا واضحا عن السيارات التقليدية التي كانت تنتجها الشركة. وكانت هذه السيارة سابقة لأوانها بشكل كبير، الأمر الذي دفع الشركة إلى التوقف عن إنتاجها بعد صنع 26 سيارة منها فقط.