سيارة «إيفوس» تتعامل مع الطريق انطلاقا من أسلوب سائقها

«إيفوس».. حلم تكنولوجي يسابق الزمن
TT

يشاهد زوار معرض فرانكفورت للسيارات هذه السنة واحدة من أروع مفاجآت المعرض على الإطلاق، سيارة «فورد» التجريبية الجديدة «الكوبيه» التي أطلقت عليها اسم «فورد إيفوس».

توخت الشركة من عرض هذا النموذج الفريد في تصميمه إلقاء الضوء على توجهاتها المستقبلية في مجال التصميم وما ستصبح عليه طرازات الشركة ابتداء من العام المقبل، حيث إن من المقرر أن تحل «فورد إيفوس» محل طراز «مونديو».

هل يعني ذلك، أيضا، توقع الكشف عن تصميم مستقبلي لسيارة «كوبيه» من موديل «فورد كابري»؟ لا يبدو ذلك واضحا حتى الآن، خصوصا أن شركة «فورد» تحرص على التركيز حاليا على النموذج التجريبي لسيارة «إيفوس» فحسب.

تتميز سيارة «فورد» الجديدة بثلاثة عناصر أساسية هي: التصميم المتميز، والتكنولوجيات الذكية، والاقتصاد في الوقود. تصميم الطراز الجديد الذي تطلق عليه شركة «فورد» اسم «كينيتيك 2.0» نفذه مارتن سميث، رئيس قسم التصميم في شركة «فورد»، يتميز برسم «وجه» جديد لسيارات «فورد»، فقد تم رفع شبكة تزويد الهواء التي تتخذ شكلا شبه منحرف إلى الأعلى، كما تم نقل الشارة البيضاوية زرقاء اللون إلى غطاء محرك السيارة.

وسوف يصبح التصميم الجديد الذي ظهرت به السيارة التجريبية لـ«فورد» منطلق التصميمات الثمانية العالمية لشركة «فورد»، كما سيتم استخدامه من قبل 1150 مصمما في مختلف أرجاء العالم.

يتضمن التصميم الجديد للسيارة «الكوبيه» أربعة أبواب وأربعة مقاعد، ويتباهي مصممو هذا الموديل بوجود سقف منحنٍ حتى مؤخرة السيارة، وهو ما يرسم صورة ظلية وأبعادا مثيرة وحديثة للغاية. ومن المرجح أن يصبح ذلك سمة من سمات موديلات الإنتاج في المستقبل، على الرغم من أن توقع رؤية أبواب تفتح للأعلى في سيارات «فورد» ليس واردا في وقت قريب، فقد زودت السيارة بها لتقديم المزيد من الإثارة لرواد معرض فرانكفورت للسيارات.

في حقيقة الأمر، تعتبر أبواب السيارة التي تفتح للأعلى غاية في الروعة لأنها تصبح غير مرئية تماما بمجرد غلقها، ولا يمكن ملاحظتها إلا عند فتحها.

ومن حيث الطول، تشبه سيارة «إيفوس» سيارة «فورد فوكس»، ولكن سعتها توازي سعة سيارة «فورد مونديو». وتمنح سيارة «إيفوس» مشاهدها إحساسا بالقوة وهي تسير على الطرق. ويعد ذلك هدفا تستوحيه «فورد» في طرازاتها المستقبلية. وتقول الشركة إن شكل السيارة الخارجي يعتبر تفسيرا معاصرا للسيارة الكلاسيكية «جي تي».

رئيس جهاز التصميم في الشركة، مارتن سميث، يعتبر أن نموذج «فورد إيفوس» يجسد المزايا الأساسية للغة التصميم الجديدة، وأبرزها وجه «فورد» الجديد المتمثل في الشبكة الأمامية المرتفعة للسيارة والرسومات الخارجية البارزة. وهذا النموذج يتمثل بشكل نحت بعناية كي يمنح السيارة مظهرا قويا وإنتاجا أغلى سعرا، ما يوحي بنيات «فورد» المستقبلية.

المظهر الرائد للسيارة لا يخلو من مغزى أيضا على اعتبار أن شركة «فورد» تتطلع إلى رفع المستوى العام لسيارات المستقبل، انطلاقا من قناعتها بأن الجيل الجديد من الراغبين في اقتناء سيارات في مختلف أرجاء العالم يتوقع الحصول على نوعية أرقى من السيارات. بشكل عام يخر نموذج «فورد» الجديد بكل المظاهر التي تولد صورة حقيقية لتوجهات «فورد» المستقبلية.

في الداخل توفر مقصورة «إيفوس» لركابها رحابة وافرة وتقنيات رائعة قد تحول الكثير من المهام اليومية إلى مهام موكلة إلى «إيفوس»، ففي إمكان هذه السيارة أن تتولى مهام تنظيم مواعيد عمل مالكها وفتح وغلق باب المرأب لدى وصوله أو مغادرته المنزل، إضافة إلى تصفح الإنترنت لالتقاط أحدث الخرائط والتعرف على حالة الطقس لضبط أنظمة الثبات والتحكم عليها والإضاءة وكذلك الاطلاع والتعليق والمكابح بما يتناسب مع الأجواء اليومية.

ويتميز هيكل سيارة «إيفوس» بأنه مصمم بعناية فائقة لكي يبدو قويا ورائعا في نفس الوقت. وعادة ما يبدو هذا التصميم الخارجي بمثابة علامة تجارية لشركات السيارات الألمانية المتميزة وعلامة مميزة على الهدف الذي تنوي شركة «فورد» الوصول إليه في سوق السيارات.

ومن جانبه صرح سميث قائلا: «إننا نؤمن بأن الجيل الجديد من المشترين في جميع أنحاء العالم لديهم توقعات كبيرة لتصميم أكثر تميزا في جميع المنتجات، ولذا فإن فهم عقلية المستهلك قد لعبت دورا مهمّا للغاية في تشكيل هذا التصميم الجديد».

وبصفة عامة فإن سيارة «إيفوس» الجديدة مجهزة بكل الميزات التي يقول سميث عنها إنها ستخلق نظرة مستقبلية لا لبس فيها بالنسبة لـ«فورد»، وهو ما سيخلق متعة في الحركة، وهو الأمر المحوري في الموديل الجديد».

وتتميز «إيفوس» من الداخل بتصميم بسيط وخطوط منسابة تتناقض مع التصميمات المعقدة والمنمقة في الكثير من السيارات في عالم اليوم، كما يهتم التصميم الجديد براحة سائق السيارة للغاية.

وتتطلع «فورد» لاستخدام أنظمة تكنولوجية حديثة بهدف الوصول إلى نمط حياة سلس يربط بين المنزل والمكتب والسيارة من خلال الوصول إلى المعلومات الشخصية الخاصة بالسائق، حسب تصريحات بول ماسكاريناس، رئيس قسم الأبحاث والتنمية بشركة «فورد». وقد تم الوصول إلى هذه التقنية نتيجة تطوير نظام التحكم في السيارة، وهو ما تعلن عنه شركة «فورد» في الموديل الجديد «إيفوس».

وتقدم كابينة السيارة الفكرة التي توصلت إليها «فورد» لمعالجة وضبط الأداء على الطرق على أساس البيانات التي يتم تغذية السيارة بها. وتقول «فورد» إن أحد الحلول يتمثل في عرض الخرائط وبيانات الطقس لضبط المحرك ونظام التوجيه والتعليق والمكابح، بمجرد أن تتعرف السيارة على أسلوب السائق.

وتدرس «فورد» عملية تحسين الرفاهية بالنسبة للسائق، من خلال تقنيات محتملة تحتوي على مقعد يرصد ضربات القلب. وتحتوي سيارة «إيفوس» على أجهزة استشعار لجودة الهواء وأنظمة تنقيتها. ويمكن للسيارة كذلك تغيير مسارها لكي تتبع طريقا صحيا أفضل من غيره.

وبما أنها سيارة للمستقبل فقد تم التوصل إلى تصور مستقبلي للطاقة التي تسير بها السيارة، وهو نظام هجين يجمع بين الوقود والكهرباء، وهو نفس النظام الذي ستسير به سيارة «فورد سي ماكس إينرجي» في عام 2013. إنه نظام يتمتع بدرجة عالية من الكفاءة والجودة. وتقول «فورد» إن السيارة تستطيع السير مسافة 500 ميل اعتمادا على البطارية وقوة المحرك.

وتخطط «فورد» لاستخدام التكنولوجيا الحديثة لتحسين نظام الطاقة المحركة للسيارة، حيث سيستخدم سلوك السائق في الفترات الماضية في تبديل وسائط القيادة والاستفادة المثلى من النظم المختلفة للطاقة المحركة للسيارة. وبمجرد أن تتعرف السيارة على أسلوب القيادة تختار نظام الطاقة المناسب والأكثر كفاءة.

من غير الواضح بعدُ ما إذا كانت «فورد إيفوس» التجريبية تعطي أيضا نظرة عامة وأولية عن السيارة «فورد فوكس كوبيه» أم لا، فسيارة «فورد كابري» الجديدة جذابة للغاية. ولكن شركة «فورد» لا تعتبر «إيفوس» عرضا لسيارة مستقبلية، بل نظرة عامة على تصميم عالمي جديد. ويقول ديريك كوزاك، وهو مدير قسم تطوير المنتجات العالمية بشركة «فورد»: «لن نرى هذه السيارة على الطريق أبدا».