«جنرال موتورز» و«فولكس فاغن» تتزامنان في الإعلان عن مشروعين لصنع السيارات الكهربائية في الصين

«شيفي فولت».. شهادة «جنرال موتورز» التقنية
TT

يبدو أن قناعة شركات السيارات الكبرى بأن الصين أصبحت «ملاذ المستقبل» بالنسبة لصادراتها أصبحت راسخة، بدليل ما تشهده الصين من تهافت دولي على ولوج سوقها إما لافتتاح مصانع تجميع للشركات الغربية، أو المساهمة مع المؤسسات الصينية في مشاريع إنتاج مشترك.

«جنرال موتورز» الأميركية، التي كانت حتى الأمس القريب تشكو من ممارسات التقليد الصينية لبعض طرازاتها، رأت أن أفضل «حماية» من التقليد هي إشراك المقلد في إنتاجها، وعليه، أبرمت «جنرال موتورز»، الشهر الماضي، تحالفا مع شركة «إس إيه آي سي» الصينية لإنتاج سيارة كهربية، فيما يعتبر أحدث اتفاق من نوعه بين اثنتين من كبريات شركات السيارات التي تتنافس لإخراج أفضل مفهوم لسوق السيارات الكهربية، علما بأنه سبق للشركتين أن دخلتا في شراكة ناجحة لإنتاج سيارة صينية صغيرة محلية الصنع أطلق عليها اسم «وولينج»، ولحقتها شركة «فولكس فاغن»، بعد أسابيع قليلة، في الإعلان عن حصولها على ترخيص رسمي من وزارة الصناعة الصينية، للتعاون مع شركة محلية على تطوير سيارة كهربائية. والجدير بالذكر أن فولكسفاغن كانت قد حصلت في مايو (أيار) الماضي على ترخيص من الحكومة الصينية لتصنيع سيارة كهربائية باسم «كايلي» بالتعاون مع شركة «فاو» (فرست أوتوموتيف وركس) الصينية في مدينة تشانغتشون.

تعتبر شركة «جنرال موتورز» الأميركية شركة رائدة في مجال تطوير جيل جديد من السيارات الكهربائية، وتعتمد على استراتيجيات متقدمة لتقنيات الدفع من شأنها تعزيز كفاءة توليد القوة المحركة للسيارة.

وبالفعل حققت «جنرال موتورز» تقدما ملحوظا في تقنية السيارات الكهربائية مع طراز «شيفي فولت» المزودة بمحرك بنزين يكفل زيادة مدى سيرها، ويستطيع في الوقت نفسه إعادة شحن بطارياتها. وسوف تطرح هذه السيارة الجديدة في الأسواق الأوروبية، تحت اسم «أوبل أمبيرا».

وتعتبر «جنرال موتورز» أن تحقيق الاعتماد الكلي على الطاقة الكهربائية يقتضي، مرحليا، استخدام السيارات الهجين التي تسمح بتوليد طاقة كهربائية إضافية عن طريق دمج مصادر الطاقة.

أما كبرى شركات السيارات الأوروبية، «فولكس فاغن»، فقد كانت قد حصلت في مايو (أيار) الماضي على ترخيص من الحكومة الصينية لتصنيع سيارة كهربائية باسم «كايلي»، بالتعاون مع شركة «فاو» (فرست أوتوموتيف وركس) الصينية في مدينة تشانجتشون.

وتعتزم شركة «فولكس فاغن» إنتاج سيارة صينية أخرى تحمل اسم «تانتوس»، وذلك بالتعاون مع شريكتها الصينية «سايك شنغهاي أوتوموتيف»، كما تعتزم الشركتان إنتاج سيارة كهربائية تحمل نفس الاسم.

وفي حين لم يُعرف بعد موعد طرح هذه السيارات في الأسواق، تؤكد شركات تصنيع السيارات الأجنبية الكبرى أنها تعتزم البدء في إنتاج السيارات الكهربائية في الصين خلال عامي 2013 أو 2014 على أبعد حد. تأتي أنباء سباق السيارات الكهربائية في الصين في وقت تسجل فيه صادرات الصين من السيارات ومستلزماتها انتعاشا ملحوظا منذ 2010، مع خروج الاقتصاد العالمي من دائرة الركود في أواخر 2009.

واستنادا إلى تقرير للإدارة العامة للجمارك نشرته مؤخرا وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، بلغت صادرات الصين من السيارات، خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2011 الحالي، 465 ألف سيارة، أي بزيادة نسبتها 53.3 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي.

وذلك يعني أن القيمة المالية لصادرات الصين من السيارات ومستلزماتها بلغت، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، 22.86 مليار دولار، أي بزيادة نسبتها 33.3 في المائة عن العام الماضي.

وكانت الصين قد صدرت عام 2010 نحو 566 ألف سيارة مسجلة زيادة نسبتها 52.9 في المائة عن صادرات عام 2009. وبلغت القيمة الإجمالية لصادرات السيارات ومستلزماتها، خلال العام الماضي، 31.05 مليار دولار بزيادة نسبتها 43.1 في المائة عن 2009. إلا أن نمو صادرات الصين من السيارات، على الرغم من التحسن الكبير الذي حققه، ما زال يواجه الكثير من التحديات، في مقدمتها ارتفاع قيمة العملة الصينية والأزمة المالية العالمية التي قد تستتبعها الإجراءات الحمائية من جانب بعض الدول.