«جاغوار» تعيد إحياء طرازها «إي ـ تايب» وتنتج سيارة تستخدم تقنيات «فورميولا 1»

.. والبديل الحديث
TT

إحدى أشهر السيارات الرياضية التي أنتجتها شركة «جاغوار» كان طراز «إي - تايب» الذي اكتسب شعبية واسعة في أواخر الستينات من القرن الماضي. وبالفعل لا تزال الأعداد القليلة التي بقيت منها تعتبر من السيارات الكلاسيكية التي يحتفظ بها هواة السيارات الرياضية. ومن المعروف أن بعض النسخ التي تم تحديثها بواسطة ميكانيكيين مهرة، وأعيد طلاؤها وإبراز رونقها من جديد، بيعت بأسعار تفوق النصف مليون دولار رغم قدم عمرها.

وكان الكثيرون من عشاق السيارات قد أصيبوا بخيبة أمل كبيرة يوم أوقفت الشركة إنتاجها في منتصف سبعينات القرن الماضي لتعلن أن خليفتها هي سيارة «إكس جاي إس» التي جاءت على شكل طراد حربي ثقيل، وليس، كسابقتها، سيارة مرهفة الخطوط، أنيقة التقاسيم. فكان أن أصيب جمهور «جاغوار» بخيبة كبيرة وتساؤلات حول وضع الشركة بعد أن انتقلت ملكيتها لأكثر من جهة واحدة.

خلال هذه الفترة استمر إنتاج سيارات «جاغوار» الرياضية بطرازات عدة، لكنها بمجملها لم ترق إلى المستوى الجمالي الذي كرسته «إي – تايب»، ولا إلى الجاذبية التي تحلى بها هذا الطراز الذي يقول البعض إنه كان ولا يزال من أجمل الطرز الرياضية قاطبة.

لذلك، فإن محاولة إنتاج خليفة لها، كان أمرا صعبا للغاية. ولكن بعد نصف قرن على طرح «إي - تايب»، تبدو «جاغوار» وكأنها أصبحت قادرة على إعادة إحياء صورة هذه السيارة التاريخية.. وصورتها كشركة مبدعة في تصاميمها.

السيارة الجديدة التي تعيد صورة الماضي الجذاب هي طراز «سي إكس - 16». إلا أنها لا تزال سيارة نموذجية مستقبلية. ولكن الإقبال الشديد على مشاهدة نموذجها الذي عرض في معرض فرانكفورت العالمي الأخير للسيارات يشجع التوقعات المتزايدة بأن تعمد الشركة إلى تحويلها إلى سيارة فعلية قد تبصر النور في منتصف العام المقبل، أو نهايته على أبعد حد، وفقا لمصادر الشركة الصانعة.

الطراز الجديد سيارة جذابة بشكلها وتصميمها، خصوصا تصميم مؤخرتها، حيث أنابيب العادم تبدو وكأنها راجمات صواريخ صغيرة. واللافت فيها أيضا الأضواء والمصابيح الخلفية. وتبدو السيارة برمتها، أداء وشكلا، نسخة جديدة من طراز «إي - تايب» الشهير.

والمهم أيضا أن جماعة «جاغوار» متحمسون جدا لهذه السيارة الجديدة، وبالتالي لإطلاقها في أقرب وقت، أملا في استعادة مجد «إي - تايب» القديم، ومنافسة الشركات العملاقة ندا للند الصانعة لـ«فيراري» و«مزراتي» ولها محرك كهربائي كبير نسبيا يعمل بأسلوب سيارات السباق «فوميولا1» عن طريق زر مثبت على عجلة القيادة، يمنحها قوة إضافية قدرها 94 حصانا مكبحيا تستخدم في الأحوال الطارئة لفترة قصيرة خاصة عند تجاوز المركبات الأخرى، ومحاولة الإقلاع والانطلاق بسرعة عالية في الحالات المفاجئة.

وقد كان المقصود من هذه التقنية استخدامها بشكل عملي وعقلاني، بدلا من استخدامها لمجرد زيادة السرعة والقوة خلال فترات القيادة الطويلة، كما يحصل حاليا مع معظم سيارات الهجين، علما بأن قيادة سيارة بسرعة 200 ميل على الطرق العامة يعتبر ضربا من ضروب المغامرة بحياة السائق والآخرين؛ إذ إن قيادة السيارات على مثل هذه الطرق تكون عادة ضمن سرعات تتراوح بين 40 و120 ميلا كحد أقصى. وقد صممت السيارة الجديدة لهذا الغرض تماما، مع إضافة عامل المتعة والجمال.

وسيارة «سي إكس - 16» الجديدة ذات المقعدين ستشكل، لدى طرحها في الأسواق، منافسة حقيقية لطرازات «آستون مارتن» الأغلى سعرا (نحو نصف سعر الأخيرة) والأكثر تعقيدا. أي ستكون في متناول قطاع كبير من الميسورين، خلافا للسيارة الأخيرة التي لن تتفوق عليها، لا من ناحية الأداء، ولا من ناحية الجمال والشكل الخارجي، إضافة إلى متعة القيادة، والمسافة الطويلة التي تقطعها في الخزان الواحد من الوقود، لكونها بمحرك هجين. فـ«الجاغوار» الجديدة فخمة جدا من الداخل، خاصة تصميم لوحة القيادة التي هي في منتهى الأناقة والترتيب، مع إمكانية الرؤية الواسعة للطريق، كما صممت عجلة القيادة بشكل جذاب جدا راقت جدا حتى للسيدات اللاتي تسنى لهن الجلوس داخلها في معرض فرانكفورت.

يولد المحرك البترولي للسيارة السداسي الاسطوانات 375 حصانا مكبحيا من القدرة، لكن هذه القوة يعززها محرك كهربائي بقوة 94 حصانا مكبحيا يمكن التحكم به كما ذكرنا عن طريق زر موجود على عجلة القيادة. ويبلغ عزم دوران المحرك الأول 332 رطل/ قدم، والثاني 174 رطل/ قدم. أما ناقل الحركة، فهو أوتوماتيكي من 8 سرعات، يمكن من سرعة قصوى تبلغ 186 ميلا في الساعة. كما يمكن من الانطلاق من سرعة الصفر إلى سرعة 62 ميلا خلال 4.4 ثانية فقط. ويبقى السعر، وهو متواضع جدا لسيارة بمثل هذه المواصفات، الذي سيكون في حدود 55 ألف جنيه إسترليني تقريبا.