بعد الصين والهند وروسيا، جاء دور البرازيل لاستضافة التوسع الإنتاجي لشركات السيارات العالمية الكبرى. ومما يشجع الشركات الأجنبية على طرق أبواب البرازيل سعي الحكومة البرازيلية لتسهيل إقامتها لمشاريع إنتاجية داخل البرازيل، كما ظهر من قرار وزير المالية البرازيلي جويدو ماجنيتا، في سبتمبر (أيلول) الماضي، رفع الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة بمقدار 30%.
أبرز القادمين إلى البرازيل، في الآونة الأخيرة، كانت شركة «نيسان» اليابانية التي أعلن رئيسها التنفيذي، كارلوس غصن، بعد اجتماعه بحاكم ولاية ريو دي جانيرو، أن «نيسان موتور» تعتزم استثمار 2.6 مليار ريال (1.45 مليار دولار) في منشأة جديدة لتجميع السيارات في البرازيل. وكشف غصن عن أنه من المقرر أن تنتج المنشأة الجديدة في ريزيندي – التي تقع على بعد 160 كيلومترا إلى الغرب من ريو دي جانيرو - 200 ألف سيارة سنويا، اعتبارا من عام 2014، وأن توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لألفي شخص.
وبينما أكد غصن أن شركته تستثمر في مناطق تتسم بنمو كثافتها السكانية، أوضح بهذه المناسبة أن «السوق البرازيلية هي رابع أكبر سوق في العالم، وهو ما يبرر إقامة المنشأة الجديدة». وأضاف أن المنشأة الجديدة ستنتج أيضا سيارات للتصدير إلى دول أخرى في أميركا اللاتينية.
بدورها، كشفت شركة «بي إم دبليو» الألمانية للسيارات عن أنها تعتزم إنشاء مصنع جديد لها في مدينة ساو باولو بالبرازيل. وقالت صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية، استنادا إلى مصادر في الشركة: إن مجلس الإشراف والمراقبة على «بي إم دبليو» سيوافق على قرار بهذا الخصوص مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وذكر أحد مديري «بي إم دبليو» للصحيفة أن الشركة اختارت ساو باولو كي تكون قريبة قدر الإمكان من أهم شركات الصناعات المغذية للسيارات مثل «بوش» و«زد إف» و«كونتيننتال»، وهي شركات تمد بمنتجاتها عددا من الشركات المنافسة في البرازيل بينها شركتا «فولكس فاغن» و«دايملر» الألمانيتان.
ومن المعروف أن البرازيل تشكل، إلى جانب الهند والصين، أهم الأسواق بالنسبة لشركة «بي إم دبليو» من حيث سرعة نمو المبيعات. ولم تقصر شركة «فولكس فاغن» الألمانية عن اللحاق بركب القادمين إلى البرازيل؛ فأعلنت عن عزمها استثمار نحو 3.4 مليار يورو في البرازيل في الفترة الحالية وحتى عام 2016.
في سياق متصل، ذكرت تقارير أن شركة «رينو - نيسان» الفرنسية – اليابانية تعتزم هي أيضا استثمار 1.1 مليار يورو في البرازيل.