تنافس شركات السيارات على سوق الهند يتركز على المركبات الصغيرة المدمجة.. والمصنعة محليا

«إيون».. سيارة «هيونداي» الصغيرة الأكثر مبيعا في الهند
TT

بمناسبة موسم الأعياد الهندية أنزلت شركات السيارات العالمية، «هيونداي» و«تاتا» و«هوندا» و«نيسان» و«ماهيندرا & ميهاندرا» و«دايملر إيه جي» و«سكودا»، موديلات جديدة من سياراتها إلى السوق الهندية في محاولة للاستئثار بأكبر عدد من الزبائن وتجاوز التراجع الذي شهدته مبيعاتها في ثالث أكبر سوق للسيارات في آسيا.

في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تم طرح سبعة موديلات جديدة في أسواق الهند - خمس سيارات ودراجة هوائية ودراجة نارية صغيرة - وهو أمر لم يعتده المواطنون في السابق حتى في الموسم الذي يتزامن مع الاحتفالات بالأعياد الهندية التي تعتبر الموسم الأفضل للمشتريات الغالية القيمة.

«هيونداي»، شركة صناعة السيارات الكورية - التي تتبوأ موقع أضخم مصدر من الهند وصاحبة ثاني أكبر مصنع للسيارات - دشنت موسم الأعياد بسيارتها المدمجة «إيون» الجديدة بالكامل، التي صممت بشكل خاص لتناسب السوق الهندية السريعة النمو، ولتنافس سيارة «ألتو» التي تنتجها شركة «موراتي سوزوكي إنديا»، وهذه السيارة التي يبدأ سعرها بـ232,248 روبية، هي السيارة الأكثر مبيعا في أسواق الهند.. إذ تسجل مبيعاتها الـ25,000 وحدة في الشهر.

في المقابل يتميز محرك سيارة «إيون» البترولي (814 سي سي) بكفاءة لا تنافسه عليها السيارات الأخرى العاملة بالبترول، إضافة إلى أن جهازها اليدوي لنقل السرعات (خمس سرعات) يتيح لهذه السيارة الصغيرة قطع 21.1 كيلومتر لكل لتر من البنزين، كما هو مثبت من جانب «اتحاد بحوث السيارات» في الهند. وهذه الميزة تجعل من «إيون» السيارة الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، حاليا، في فئة السيارات الصغيرة في الهند.

وتعرض سيارة «هيونداي - إيون» في أسواق الهند بستة ألوان جذابة. فسيارتها القياسية المعروفة باسم «دي ليت» تباع بـ2,69,999 روبية، فيما تباع شقيقتها المجهزة بنظام تكييف للهواء بسعر 2,91,869 روبية. وتباع طرازات «إ را» و«ماغنا» و«ماغنا (أو)» و«سبورتز» بـ3,11,869 روبية، و3,46,869 روبية، و3,74,869 روبية على التوالي.

ويقول مدير التسويق والمبيعات في شركة «هيونداي موتورز»، آرفيند ساكسينا: «طراز (إيون) صمم وفي ذهن واضعيه متطلبات العميل الهندي بالدرجة الأولى».

وكذلك تملك شركة «هوندا موتورز» سببا بارزا للاحتفال بموسم الأعياد الهندية يتمثل في طرحها في السوق، مؤخرا، لسيارة تعول كثيرا على مستقبلها هي «بريو»، علما بأن «بريو» تمثل خوض الشركة للمرة الأولى قطاع السيارات الصغيرة.

نائب رئيس عمليات التسويق والمبيعات في شركة «هوندا»، جانيسوار سيل، يقول إن «خيارات العميل تتبدل. وإذا لم يكن فارق السعر بين السيارة التي تسير بالبنزين وتلك التي تعمل بالديزل كبيرا، فإن المستهلك يفضل شراء السيارات العاملة بالبنزين والتي توفر متعة قيادة أفضل».

ويبدو أن موسم الأعياد في الهند أصبح حافز شركات السيارات لطرح طرازات جذابة تكفل الاستفادة القصوى من أوضاع السوق وبالتالي تعزيز مواقع سياراتهم فيها.

وتخطط شركة «هوندا» اليابانية لصناعة السيارات لجعل الهند محورها لتصدير سيارات «بريو»، التي تباع في الهند بسعر يبدأ بـ395,000 روبية. وبادئ ذي بدء، تنوي «هوندا» تسويق طراز «بريو» في بوتان ونيبال اعتبارا من عام 2012 المقبل. إلا أنها بدأت بالفعل في تصديرها إلى بعض دول جنوب شرقي آسيا، مثل ماليزيا وإندونيسيا، من مصانعها في تابوكارا في ولاية راجستان الهندية.

طرحت «هوندا» طراز «بريو» بأسعار تنافسية للغاية في سوق السيارات الهندية، وبهذا المستوى من الأسعار سوف تتمكن «هوندا - بريو» من منافسة سيارات تهيمن على سوق السيارات الصغيرة في الهند، مثل «هيونداي - إيل 10» و«ماروتي سوزوكي واغون - ر» التي تعمل بمحرك 1200 سي سي، مما يجعلها سيارة قوية ومقتصدة في استهلاك الوقود.

وخلافا لما كان يحدث في الماضي، جرى تطوير معظم النماذج الجديدة، بالكامل، من أساسها وبالتالي تتجاوز هذه الموديلات التغييرات الجمالية فحسب. ويأتي طرح السيارات الجديدة على خلفية ارتفاع معدلات الفائدة المالية وأسعار البنزين الأمر الذي حمل العديد من الراغبين في شراء سيارات جديدة إلى إرجاء خطط الشراء. وذلك يعني أن طرح النماذج الجديدة يأتي في وقت تترنح فيه سوق السيارات الهندية من تأثير الارتفاعين المزدوجين المتزامنين اللذين انعكسا انخفاضا في المبيعات بلغت نسبته 10 في المائة في أغسطس (آب) الماضي، وذلك في أعقاب تراجع سابق بلغت نسبته 16 في المائة في شهر يوليو (تموز) قبل الماضي - وهو أكبر انخفاض شهدته مبيعات السيارات في الهند منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، والأول منذ عام 2009.

وتأمل الشركات، كما في السابق، من أن تتمكن السيارات الجديدة من تحفيز اهتمام المستهلك ودفعه، عاطفيا، للعودة إلى السوق وإعادة تنشيط حركة المبيعات.

بدورها، دشنت شركة «نيسان» اليابانية للسيارات سيارة «صني»، وهي الطراز الخامس الذي تنزله إلى أسواق الهند خلال السنوات الأربع الماضية. وتنافس سيارة «صني»، المطروحة بسعر يبلغ 578,000 روبية، سيارات «موراتي إس إكس4»، و«شيفروليه آفيو»، و«فيات لينيا» (ستطرح نسخة بمحرك ديزل خلال الشهور القليلة المقبلة). وقد قررت «نيسان» خوض قطاع السيارات الأكثر مبيعا في الهند، أي قطاع السيارة الصغيرة المدمجة الذي تتنافس عليه كل الشركات الراغبة في تحقيق نجاح لمبيعاتها في الهند.

ويقول المتحدث باسم شركة «تاتا موتورز»، ديباسيس راي، إن «صناعة السيارات ليست كصناعة الصابون. في هذه الصناعة تعمل الشركات على المدى الطويل. وعندما تقدم منتجات جديدة، فهي توسع السوق».

في الوقت ذاته قدمت شركة «تاتا موتورز» طراز «تاتا ميرلن»، سيارة الأغراض المتعددة من إنتاجها، التي يصل سعرها إلى المليون روبية أو يزيد عليه بقليل، فيما طرحت شركة «ماهيندرا آند ماهيندرا» الهندية سيارتها الجديدة «ماهيندرا XUV500» والتي يبدأ سعرها بـ1.8 مليون روبية. وتتميز سيارة «تاتا ميرلين» بمحرك بترولي سعته 2,179 سي سي وبمجموعة وافرة من تجهيزات الأمان مثل 6 وسائد هوائية، ونظام كوابح مانعة للانزلاق، ونظام إلكتروني لتوزيع قوة الفرملة، ونظام استشعار لركن السيارة، وأضواء مقاومة للضباب ونظام مانع لانزلاق السيارة.

ومن المعروف أن صناعة سيارات الركاب تسعى حثيثا للتغلب على حالة التباطؤ الراهنة للمبيعات، على اعتبار أنها لا تستطيع تحمل المزيد من الركود، آخذة في الاعتبار النتائج الاقتصادية لهذا الوضع. ولكن، رغم هذا الوضع المتعثر يبدو مصنعو السيارات أكثر جرأة في ولوج السوق كما يشهد بذلك استمرارهم في طرح نماذج جديدة تباعا. وبالتالي، تواصل مبيعات السيارات المدمجة والسيدان تصدر حركة المبيعات، مستفيدة من كل بادرة سانحة مثل موسم الأعياد الذي يشهد عادة طلبا كبيرا.

وكما حصلت النماذج الجديدة لسيارات «تويوتا» و«فورد» و«نيسان» على تغطية إيجابية في وسائل الإعلام الهندية، تتوقع «هيونداي» و«هوندا» التجاوب نفسه مع طرازاتهما الجديدة.

ومن بين الطرازات الجديدة المتوقع نزولها إلى أسواق الهند في نوفمبر الحالي، سيارة «رينو هاتشباك». وهذه السيارة التي يرمز إليها برقم «B58»، هي «هاتشباك» مبنية على قاعدة الهيكل الذي على شكل «V» والذي تستخدمه «نيسان» لصنع طراز «ميكرا». وسوف يكون الطراز الجديد لـ«رينو» منافسا مباشرا لطراز «ماروتي سويفت» على اعتبار أنه سيزود بمحرك بترولي بثلاث أسطوانات سعة 1.2 لتر، أو محرك «SOHC» ديزل بأربع أسطوانات سعة 1.5 لتر.

بدورها تطرح شركة «سكودا» التشيكية لصناعة السيارات سيارة سيدان مدمجة هي «سكودا رابيد»، التي تتوقع شركتها أن تجتذب شريحة واسعة من المواطنين الهنود خلال الأشهر المقبلة. وفي مقابلة أجريت مؤخرا مع وينفرد فاهلاند، الرئيس العالمي لشركة «سكودا»، كشف عن أن الشركة تعول بشكل كبير على هذه السيارة لتحقيق نسبة مبيعات عالية في الهند وبالتالي زيادة حصتها من سوق السيارات فيها.

ومن المرجح أن تباع سيارة «سكودا» بأسعار تتراوح بين 700,000 إلى مليون روبية. وقد استلهم تصميمها إلى حد بعيد من سيارة «سكودا» التجريبية «فيغن دي» التي كشفت عنها الشركة التشيكية في معرض جنيف الأخير للسيارات.

وتخطط شركة «ميهاندرا» إلى أن تطرح خلال الشهرين المقبلين طراز «ميهاندرا إكسيلو»، وهو طراز مطور من سيارة «إم يو في» الشعبية. وإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تطرح الشركة، قريبا، نسخة مصغرة من هذه السيارة. وسوف تسمى سيارة «الهاتشباك» الجديدة «ميهاندرا إكسيلو ميني». وقد استغنت شركة «ميهاندرا» عن مؤخرة طراز «إكسيلو» لإنتاج سيارة «إكسيلو» صغيرة، وهذه السيارة التي يقل طولها عن أربعة أمتار سوف تطرح في السوق بأسعار تتراوح بين 500,000 و600,000 روبية.

من ناحية أخرى، سوف تطرح شركة السيارات الألمانية «أودي» - التي تطمح إلى احتلال المرتبة الأولى في سوق السيارات الفارهة في الهند - طراز «أودي - إيه5» بأسعار تصل إلى 3.9 مليون روبية. وتتميز سيارة «أودي - إيه 5» بتصميم أخاذ وهندسة استثنائية في أشكالها الثلاثة المختلفة: «أودي - إيه 5 كابريوله»، و«أودي - إيه 5 سبورت باك»، و«أودي - إيه 5 كوبيه».