«مرسيدس ـ آيه أم جي 63 أم أل» 2012 تنطلق بـ 550 حصانا

تحتوي على منظومة أمان متكاملة تشمل ضبط نعاس السائق

«مرسيدس بنز» «آيه أم جي 63 أم أل» أثناء التجربة
TT

عند تقديم أحدث فئة من سيارات «مرسيدس بنز» «إم إل 63 إيه إم جي» (ML 63 AMG) لوسائل الإعلام الدولية في كاليفورنيا مؤخرا، قال كريستوف يوغ، مدير قطاع الهندسة في «إيه إم جي»، إن السيارة تجمع مزيجا فريدا من الإنجاز والكفاءة، وأضاف أن هذا هو الجيل الثالث من هذا الطراز الذي دخل جيله الأول الأسواق عام 1999 بسيارة «إم إل 55 إيه إم جي». ومن بين عدد محدود من الصحف العربية انفردت «الشرق الأوسط» بالمشاركة في التجربة العملية التي جرت على الطريق السريع 101 الذي يربط الساحل الغربي للولايات المتحدة بالإضافة إلى عدة طرق جبلية في المناطق المحيطة بمدينة سانتا باربرا شمال لوس أنجليس (كاليفورنيا). وعلى مدار يومين من التجربة أثبتت السيارة أن القطاع الرياضي الرباعي بلغ مرحلة ارتقاء تتفوق فيها على بعض السيارات العائلية العادية.

على الرغم من قوة دفع جبارة تصل إلى 557 حصانا وعزم دوران يصل إلى 760 نيوتن/ متر لهذه السيارة التي تحمل خيار «تعديلات الإنجاز» التي يتيحها قطاع «إيه إم جي» الرياضي في الشركة، فقد تمكنت سيارات الجيل الثالث من توفير نسبة 28 في المائة من استهلاك الوقود عن سابقاتها. ولا تكتفي السيارة بالقوة المجردة، بل تحيطها بالكثير من التقنيات الجديدة التي تحول دون فقدان قائدها السيطرة عليها. وأهم هذه التقنيات الجديدة نظام عوارض توازن فعالة تحافظ على استقرار السيارة في المنحنيات. وهناك العديد من التعديلات الأخرى التي تزيد من القوة والأمان وتعزز الفخامة في هذه الفئة المتميزة من سيارات قطاع «إم» من شركة «مرسيدس» وتجعلها أكثر جاذبية من العديد من منافساتها في هذا القطاع.

وكان أهم تعديل أجراه قطاع «إيه إم جي» هو خيار المحرك، وسعته 5.5 لتر بـ8 أسطوانات وشاحن «توربو» مزدوج، يعمل بتقنية الحقن المباشر والموجه للوقود ونظام «ايكو» لوقف تشغيل المحرك عند توقف السيارة. ويوفر المحرك المصنوع من الألمنيوم قدرة 525 حصانا مع عزم دوران يبلغ 700 نيوتن/ متر، يمكن رفعهما إلى 557 حصانا و760 نيوتن/ متر بتركيب نظام «بيرفورمانس باكيدج» الذي يرفع القدرة عن طريق تعديلات في ضغط المحرك ومن دون زيادة في وزن السيارة. ويضيف هذا التعديل نحو 7 آلاف يورو إلى ثمن السيارة، ولكنه يستحق قطعا هذه الزيادة.

وينطلق هذا المحرك بالسيارة من نقطة الثبات إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في 4.8 ثانية، تنخفض إلى 4.7 ثانية مع تركيب تعديل ضغط المحرك. وتستقر السرعة القصوى للسيارة عند حد 250 كيلومترا في الساعة، وهي محددة إلكترونيا. ويبقى استهلاك الوقود ثابتا حتى مع تعديل المحرك في حدود 11.8 لتر لكل 100 كيلومتر، ولا يتغير كذلك معدل العادم الذي يبقى عند 276 غراما لكل كيلومتر.

وتنتقل قدرة المحرك إلى العجلات الـ4 بتوزيع يحقق الحد الأقصى من الاستقرار وهو 60 في المائة إلى العجلات الخلفية مقابل 40 في المائة للعجلات الأمامية. ويوفر هذه القدرة ناقل تروس أوتوماتيكي بـ7 نسب، اسمه «7 جي ترونيك»، تستخدمه الشركة في العديد من طرزها الفاخرة. ويمكن الاختيار بين 3 من أنظمة التشغيل أولها اقتصادي يوقف تشغيل المحرك في حالات ثبات السيارة بلا حركة عند إشارات المرور أو في الطرق المزدحمة، وهو نظام يوفر المحافظة على الوقود وعلى البيئة ويتميز بتغيير النسب بسلاسة وبداية انطلاق على السرعة الثانية.

أما النظام الثاني، فهو الرياضي الذي يلغي توقف تشغيل المحرك عند أي ظروف وينطلق بالسيارة في تأهب واضح بداية من السرعة الأولى. أما النظام الثالث فهو النظام اليدوي الذي يديره السائق من المقود وفق رغبة التسارع، وهذا أيضا يلغي توقف المحرك أثناء الرحلات. وتتعامل كافة الأنظمة مع نظام التعليق الذي يمكن تبديله بنظام أكثر نعومة يعمل بضغط الهواء ويتعامل مع سرعة السيارة بحيث يخفض مستواها عن سطح الأرض على السرعات العالية من أجل خفض مقاومة الهواء ورفع مستوى الاستقرار.

من تقنيات المحافظة على الطاقة، المساعد الهيدروليكي على المقود الذي يتغير مع السرعة ولا يستهلك أي طاقة إلا عند تحريك السائق للمقود. واختارت الشركة عجلات رياضية خماسية الأذرع مطلية بلون التيتانيوم وبحجم 20 بوصة أو 12 بوصة اختياريا. وتظهر خلف العجلات المكابح القوية، وهي قرصية مهواة على العجلات الـ4.

ويعكس تصميم «إم إل 63 إيه إم جي» الجديدة الكثير من الثقة واللمسات الرياضية وتتوسط نجمة «مرسيدس» كبيرة الحجم فتحة التبريد الأمامية بينما تظهر 3 فتحات سفلية أخرى مغطاة بشبك من الصلب الأسود. ويتناسق شكل المصابيح الأمامية مع الشكل العام لمقدمة السيارة، بينما يمكن اختيار نظام الإضاءة الفعالة لها. ويضيف قسم «إيه إم جي» حيزا من الصلب والكروم في أسفل المقدمة يوحي بعرض أكبر للسيارة ويكسبها لمسة رياضية. وتحمل السيارة اسم المحرك على جانبيها وهو «في 8 باي توربو» وهو يميزها عن بقية سيارات «إم كلاس» العادية. ومن ملامح السيارة أيضا أنابيب العادم المزدوجة مربعة الشكل على جانبي المؤخرة.

وفي الداخل يتمتع السائق والركاب بتصميم مقاعد فاخرة يمكن ضبطها كهربائيا، توفر الكثير من الدعم الجانبي أثناء المناورات. وتوفر الشركة خيارات الكسوة الجلدية بألوان متعددة. وتشمل الكسوة الجلدية المقود أيضا الذي يتميز بقاعدة مسطحة وبدالين من الألمنيوم لتغيير السرعة. وتحمل المقاعد الأمامية شعار «إيه إم جي» وكذلك عتبات الأبواب المعدنية. ويظهر الشعار كذلك على لوحة القيادة وعلى شاشة نظام الملاحة والترفيه، ويقتصر نظام المعلومات الذي تعرضه الشاشة على سيارات «إيه إم جي» فقط.

وتشمل التجهيزات الأساسية أيضا سجادا خاصا للأرضية يحمل الشعار وبدالات السرعة والمكابح المصممة من الألمنيوم المكسو بالمطاط من تصميم القسم الرياضي في الشركة، ونظام موسيقى يمكن تحميله 20 أسطوانة مدمجة، ويمكن تبديله بنظام «بانغ آند أولفسون». كما تحمل السيارة نظاما لمراقبة ضغط الإطارات، وسقفا زجاجيا عريضا ومقاعد أمامية يمكن تسخينها.

ويمكن الاختيار من بين العديد من التجهيزات الأخرى مثل نظام الترفيه للمقاعد الخلفية ونظام موسيقى من نوع «هارمان كاردون» وإغلاق كهربائي للباب الخلفي، ونظام «مالتيميديا» من نوع «كوماند» ومشغل تلفزيوني على الشاشة وغطاء خشبي للكونسول الوسطي يمكن طيه.

واهتمت الشركة كذلك بنواحي الأمان التي تعتبرها من أهم سمات سيارات «مرسيدس» لمدة تزيد على قرن من الزمان. وهي توفر أقصى درجات الأمان في أحدث أجيال «إم كلاس» الرياضية المعدلة. وتحمل السيارة 9 وسائد هوائية تستجيب وفقا لحاجات الأمان في السيارة. وتتكامل في السيارة عناصر الأمان الإيجابية والسلبية لتوفير منظومة أمان هي الأفضل في القطاع. ومن الأنظمة المساعدة في هذا المجال نظام المساعد على ضغط المكابح ونظام «بريسيف» الذي يتوقع المواقف الصعبة ويعد السيارة وركابها للتعامل الأمثل مع الظروف كافة. ويوجد أيضا نظام ضبط نعاس السائق وتنبيهه للاستراحة، ونظام الحماية من النقاط غير المرئية على جانبي السيارة عبر مثلثات على المرايا يتغير لونها من الأصفر إلى الأحمر في حالة وجود عائق لا يراه السائق. هذا بالإضافة إلى نظام الحفاظ على بقاء السيارة في حارة السير على الطريق وضوء المكابح الفعال، وأخيرا نظام مراقبة ضغط الإطارات.

وسوف تطرح هذه السيارة في الأسواق العالمية ابتداء من أبريل (نيسان) هذا العام وتبدأ أسعارها بـ108.8 ألف يورو، بالإضافة إلى 7021 يورو لنظام زيادة الإنجاز، لمن يرغب به.

* التجربة العملية على مسافة 300 ميلانطلاق من الشاطئ إلى سطح فوكسن كانيون

* أتاحت شركة «مرسيدس» فرصة تجربة سيارة «إم إل 63» على فترة يومين، غطى اليوم الأول منهما مسافة 171 ميلا في المرحلة الأولى، بالإضافة إلى 40 ميلا إضافية بعد ذلك. وكانت نقطة البداية من شاطئ سانتا باربرا شمال لوس أنجليس ثم انطلقت السيارات جنوبا على الطريق السريع 101، ثم شمالا إلى منطقة تلال وهضاب جبلية تنتهي بعدة مرتفعات شاقة ومنحنيات حادة على جبال فوكسن كانيون. وانتهت المرحلة الأولى في منطقة سانتا إنيز. واستكملت المرحلة بالوصول إلى فيلا فاخرة في منطقة مونتيسيتو اسمها فيلا ايسبرانزا. وانتهت مرحلة اليوم الثاني في سانتا مونيكا على مسافة 93 ميلا.

تعاملت السيارة مع الطرق كافة بكفاءة متميزة، ولم يشعر ركابها أو سائقها بطول المسافة من جلستهم الوثيرة المرتفعة عن الطريق. وأسهم نظام الملاحة في تسهيل الرحلة بتوجيه السائق في كافة المراحل. نظام الموسيقى في السيارة من النوع فائق النقاء، وزوايا الرؤية جيدة على كل الزوايا، وتميزت السيارة بالكاميرا الخلفية التي توضح المسافة خلف السيارة على الشاشة عبر شبكة تحدد امتداد المسافة بدقة. تخطى بعض السائقين السرعات القانونية لسهولة تحقيق ذلك بشعور الأمان الذي تمنحه السيارة وكانت النتيجة مخالفات مرورية باهظة التكلفة لاثنين من المشاركين: سائق شاب من المكسيك، وسائقة ألمانية مخضرمة.