مبيعات «هيونداي» القياسية تحول كوريا الجنوبية من منتج خلفي للسيارات إلى منافس دولي

بعد أن حققت عام 2011 أرباحا بلغت 7.2 مليار دولار

«بيكانتو».. رأس حربة «كيا» في منافسة الأوروبيين والأميركيين
TT

إعلان مجموعة «هيونداي» الكورية الجنوبية عن تسجيلها العام الماضي لأرباح قياسية وصلت إلى 8.1 تريليون وون، أي 7.2 مليار دولار أميركي، لا يشهد فقط بنجاح استراتيجية التسويق التي اتبعتها الشركة عام 2011 بل أيضا بتحول كوريا الجنوبية من منتج خلفي للسيارات إلى منتج دولي مؤهل لمنافسة «الأشقاء الكبار» من المنتجين الدوليين على أسواق العالم أجمع. وقد يكون الإنجاز الأبرز للشركة الكورية الجنوبية تحولها مع شقيقتها شركة «كيا موتورز» إلى واحدة من أكبر خمس شركات لإنتاج السيارات في العالم، وإلى ثامن مسوق للسيارات في الصين، وكل ذلك في سنوات معدودة في عمر قطاعها الصناعي.

عكست أرباح «هيونداي» نجاح الشركة في تسويق أكثر من أربعة ملايين سيارة العام الماضي، الأمر الذي رفع عائداتها السنوية، عام 2011، بنسبة 16.1 في المائة عن العام 2010.

وهذا الإنجاز التسويقي شجع الشركة على الإعلان عن أن مبيعاتها المستهدفة لعام 2012 الحالي تبلغ 4.29 مليون سيارة أي بزيادة نسبتها 5.7 في المائة. عن العام السابق.

في عام أثرت فيه أزمة اليورو سلبا على مبيعات السيارات الأوروبية في أسواق الاتحاد الأوروبي، وأسهمت فيه سوق الصين الواعدة باستيعاب المزيد من السيارات الأجنبية، عرفت الشركة الكورية كيف تتعامل مع السوقين من منطلق المنافسة بالأسعار دون إهمال الميزات الأساسية التي يتوقعها الشاري في سيارته الجديدة.

ورغم أن الشركة عملت بشكل رئيسي، العام الماضي، على تطوير قطاع السيارات الصغيرة، فإنها لم تتخلف عن توسيع نطاق إغراءاتها للراغبين في شراء هذه السيارات، خصوصا زبائنها في الدول الغربية، وذلك عبر تقديم خدمة صيانة مجانية لسياراتهم تمتد إلى سبع سنوات. وكذلك لم تغفل الشركة في استراتجيتها التسويقية حيال أسواق العالم الرئيسية عن مواجهة مشكلة تتفاقم عاما بعد عام أي مشكلة تضخم السير في شوارع مدنها الكبرى.

على صعيد الأسعار، حرصت «كيا» على أن «تتوافق» أسعار سياراتها مع أسعار السيارات «الشقيقة» المنافسة لها، على أن تكون أرخص منها بعض الشيء وأكثر جاذبية أيضا، خصوصا أن منافسيها الرئيسيين هم «فورد كا»، و«شيفروليه سبارك»، و«تويوتا آيغو»، و«رينو توينغو»، و«فولكس فاغن آب».

ولأن السعر هو العامل الرئيسي في قرار المشتري، فقد طرحت «كيا» سيارة «بيكانتو» الصغيرة ذات الأبواب الخمسة لتكون سيارة تلائم القيادة في المدن الكبيرة والمزدحمة، فلاقت إقبالا كبيرا كواحدة من أفضل السيارات الرخيصة الثمن الممكن شراؤها واستعمالها. ولأن طرازاتها العاملة بالبنزين اقتصادية بما فيه الكفاية فلم تطرح كيا سيارة «بيكانتو» تعمل بالديزل. وقد أثبت طراز «أكوينوكس» المزود بمحرك سعة 1.25 لتر أنه قادر على إنتاج قوة تصل إلى 84 حصانا، وأنه قادر أيضا على قطع 60.1 ميل في الغالون بمعدل انبعاث لغاز ثاني أكسيد الكربون لا يتجاوز 109 غرامات في الكيلومتر الواحد. أما طراز «هالو» فهو أفضل أيضا إذ يبلغ معدل انبعاث الغازات من محركه 100 غرام من ثاني أكسيد الكربون في الكيلومتر.

ولأن سيارتي فورد «فيستا» وفولكسفاغن «بولو»، منافسان رئيسيان لها، فقد طرحت الشركة الكورية الجنوبية طراز «كيا ريو سوبر ميني»، لتنافس به السيارتين المذكورتين ثم طرحت للمرة الأولى سيارة صغيرة أخرى ضمن منتجات هذه العلامة التجارية: نسخة بثلاثة أبواب من كيا «بيكانتو» هي الأولى بهذا الشكل. وسعرها يبدأ بـ 11 ألف دولار.

وتتميز سيارة «بيكانتو» الثلاثية الأبواب بكونها سريعة، ومصممة بمقدمة رياضية وحواف نوافذ جانبية وخط نافذة متميز، وخط أحمر على الشبكة الأمامية مثل سيارة «فولكس فاغن - غولف جي تي آي». وتعتبر هذه السيارة أرخص سيارات «كيا» ذات الأبواب الثلاثة، خصوصا أنها تحتوي على تجهيزات فائقة الترف. وقد تجد سيارة «فولكس فاغن آب» في «بيكانتو» الطراز الأكثر تحديا لها داخل المدن.

ولأن سيارة «كيا بيكانتو» ذات الأبواب الثلاثة أقل عملانية من سيارة الأبواب الخمسة، فقد أدخلت «كيا» عليها سمات تعوض هذا الفارق، فمقعد الراكب، على سبيل المثال، ينزلق إلى الأمام عند ثنيه لمساعدة الراكب على الدخول إلى المقاعد الخلفية. ويساعد زنبرك المقعد على ذلك أيضا مما يجعل العملية أكثر سهولة. غير أن العامل الجذاب فعلا في هذه السيارة هو مقاعدها المصنوعة من الجلد الأحمر، التي تجعلها معيارية بالنسبة لغيرها. وتعتبر هذه المقاعد من أفضل المقاعد التي يمكن الحصول عليها في سيارة يقل سعرها عن 18 ألف دولار.