رئيس مرسيدس التنفيذي: التحول الديمغرافي وازدياد حجم الطبقة المتوسطة يعززان مبيعاتنا بالمنطقة

قال ل «الشرق الأوسط» ـ إن السوق السعودية تميل إلى السيارات الفاخرة

مايك بيلك
TT

انتقل مايك بيلك، الرئيس التنفيذي لشركة «مرسيدس بنز» في الشرق الأوسط، من مهامه في بريطانيا في مجالات التدريب والتطوير ضمن الجهاز الإداري للشركة إلى المنطقة قبل أكثر بقليل من عام واحد. وخلال وجوده في منصبه الجديد في الشرق الأوسط، سجلت الشركة نسب نمو تزيد على 10 في المائة. وكانت السوق السعودية من ضمن الأسواق التي سجلت هذه النسبة.

يعتبر بيلك سوق السعودية مهمة من ناحية إمكانات التوسع، من جهة، والإقبال على فئات السيارات الفاخرة من جهة أخرى. ويرى بيلك أنه يتعين على الشركة ضخ استثمارات مقابلة في المنطقة في مجالات التدريب والتوظيف، وهو يقود هذه الجهود لتشغيل أكبر عدد ممكن من مواطني الدول التي تنشط فيها الشركة.

وفي لقاء مع مايك بيلك في كاليفورنيا، على هامش إطلاق أحدث سيارات الشركة وهي الجيل الثالث من السيارة الرباعية الرياضية «إم إل 63 إيه إم جي»، قال إن هذه السيارة تتفوق من الناحية الديناميكية على منافساتها، واعتبر أن هذا التفوق يضمن لها مستقبلا جيدا في الشرق الأوسط. وأضاف أن التعديلات التي أدخلت عليها، خصوصا على صعيدي ضبط الشاسيه وتعزيز الراحة الداخلية، تمكنها من منافسة كل سيارات الفئة الفاخرة في القطاع الرباعي الرياضي. وكانت الأجيال السابقة من هذه السيارة قد حققت مبيعات جيدة في الشرق الأوسط، وعبر بيلك عن أمله في أن يتفوق الجيل الجديد عن سابقه في تعزيز مكانته في السوق.

هذا، وتصل السيارة الجديدة إلى الأسواق في شهر أبريل (نيسان) المقبل، وهي تعد من أقوى السيارات المتاحة حاليا في هذا القطاع وأحدثها. وكانت الشركة قد أتاحت للإعلام الدولي فرصة اختبار هذه السيارة في كاليفورنيا مؤخرا. وفي ما يلي نص الحوار:

* ما الذي تقدمه علامة «مرسيدس بنز» لزبائنها في الشرق الأوسط وتتفوق فيه عن غيرها؟

- تتميز علامة «مرسيدس» في المنطقة بتراثها الطويل ومعرفة الجمهور العربي بها لأجيال متعاقبة. وتقدم العلامة الكثير من المزايا؛ مثل: القوة، والفخامة، والاعتمادية. وهي علامة متكاملة في خدماتها للمستهلك. وهي تجذب إليها قطاعات كبيرة من المستهلكين. ونحن نتوجه إلى هذه القطاعات بتعزيز الإنجاز والأمان.

* بعد خبرتك الطويلة في السوق البريطانية في مجال التدريب والتطوير، كيف وجدت أسواق الشرق الأوسط عندما انتقلت إليها؟

- أجد أن أسواق الشرق الأوسط ما زالت منتعشة ومليئة بالفرص، وهي من الأسواق الناشئة بنسب نمو جيدة، خصوصا لشركات القطاع الفاخر. وتعتمد هذه الأسواق على التسويق ومستوى الخدمات الجيد. وكلما زاد حجم العلامة التجارية في المنطقة، زادت أهمية العناية بالزبائن وتلبية حاجاتهم.

* كيف كان إنجاز الشركة في عام 2011؟ وماذا تتوقع لعام 2012؟

- ما زلنا ننمو بقوة في المنطقة، وفي العام الماضي حققنا نموا أكثر من عشرة في المائة. ومن الواضح أن بعض الأسواق تأثرت بأحداث الربيع العربي، ولكن أسواقا أخرى عوضت هذا النقص. وفي ما يتعلق بالمستقبل، نرى مؤشرات على استمرار أسواق قوية من حيث حجم الناتج القومي الذي ينمو بنسب تتراوح بين 3.5 في المائة و5.5 في المائة. وهناك الكثير من الاستثمارات التي تتوجه إلى البنية التحتية، مما يعني زيادة فرص توليد الثروة. ونعتقد أن قطاع السيارات الفاخرة سوف يستمر في النمو بمعدلات مشابهة لتلك التي تحققت في العام الماضي.

* هل تتوقع نموا أكثر من 10% مرة أخرى؟

- من الصعب توقع المستقبل، ولكننا نعرف أن لدينا المنتجات الملائمة للأسواق، ولدينا قطاع رباعي قوي يأتي إلى الأسواق هذا العام مثل فئات «إم» و«جي إل»، ونعرف أنه مهما كانت تحولات الأسواق، فإن فئات منتجاتنا أقوى وأكثر وتنافسية عما كانت عليه في العام الماضي.

* ما وضع الشركة في سوق السعودية على وجه التحديد؟

- حققنا في السعودية نموا فاق العشرة في المائة بين عامي 2010 و2011، وهي سوق تميل إلى الفئات الفاخرة وتستوعب على وجه الخصوص فئة «إس كلاس» الفاخرة. ونرى الآن فرصا لتوسيع جاذبية سياراتنا في هذه السوق. ونحن نشيطون في السوق مع وكلائنا لتحقيق المزيد من النمو، وندرس الآن سبل توسيع نشاطنا؛ سواء عن طريق توسيع الرقعة الجغرافية أو التركيز على قطاعات معينة مثل قطاع الأساطيل للشركات.

* ما نوع وتوجه الاستثمار الذي تضخه الشركة في المنطقة؟

- يمكن القول إن أكبر استثمار نقوم به هو توفير شبكة المهارات البشرية لمن يعملون في الشركة، وسنستثمر في ذلك بقوة، خصوصا في مجال التدريب، خلال السنوات الخمس المقبلة. وتتوجه هذه الاستثمارات نحو المواطنين في الدول التي نعمل فيها، خصوصا أن في المنطقة العديد من الكفاءات القادمة من بلدان أخرى. ونعتقد أن أكبر إسهام يمكن أن نقوم به هو أن ننقل الكفاءات وننقل الوظائف إلى صفوف المواطنين. ويقوم وكلاء الشركة، وهم من عائلات معروفة في المنطقة، بالمزيد من الاستثمار والتوسع في الخدمات؛ الأمر الذي سوف يجلب المزيد من فرص التوظيف.

* من هم زبائن الشركة في المنطقة؟

- كل زبائننا يفضلون النوعية، ويفضلون «مرسيدس بنز» عن العلامات الأخرى. وميزة «مرسيدس بنز» أنها تجمع جمهورا مختلفا من المواطنين السعوديين والمقيمين العرب والأجانب في المنطقة، وأيضا من شبه القارة الهندية. وجمهورنا هو الطبقة المتوسطة التي يزداد حجمها في معظم أرجاء المنطقة. أيضا هناك التحول الديمغرافي في المنطقة؛ حيث معظم التعداد من صغار السن الذين سيقبلون على استخدام السيارات في السنوات الخمس أو الست المقبلة. وسوف ينعكس ذلك في توسيع الفرص المتاحة لنا لفئات تسعى نحو الإنجاز والوضع الاجتماعي. ونحن نلبي طلب هذه الفئة الجديدة بسيارات المدخل الجديدة مثل فئة «إيه كلاس».

* هل ترى أن زبائن المنطقة لديهم متطلبات خاصة في سيارات «مرسيدس بنز»؟

- نجد أن زبائن المنطقة يفضلون مزايا إضافية في تجهيزات السيارات، ولذلك نجد أن السيارات المخصصة لمنطقة الشرق الأوسط تكون في العادة كاملة التجهيز بكل الكماليات. وتعكس متطلبات وشروط التسويق في منطقة مجلس التعاون هذه المطالب إلى حد كبير. وهذه المطالب تجعلنا نستمع إلى المستهلك مباشرة، خصوصا في غياب أدوات القياس المتاحة في أسواق أخرى مثل «جي دي باورز» الذي يقيس نسبة رضاء المستهلكين على سياراتهم. ونحن نقوم بأنفسنا ببعض الأبحاث عن المستهلكين لاستشفاف ما يريدونه في سياراتهم ولقياس درجة رضاهم عن سياراتنا. ولا يكفي أن نقول إننا نعرف ما يريده المستهلك؛ لأن الأذواق والتفضيلات تتغير دوما. وعلينا أن نرضي القطاع التقليدي في المنطقة، بالإضافة إلى الجيل الجديد المولع بالتكنولوجيا والمواصفات المستقبلية في السيارات.

* ما أفضل سيارات الشركة مبيعا في المنطقة؟

- أفضل فئات «مرسيدس» مبيعا في المنطقة هي الثلاثي «إس كلاس» الفاخرة مع فئتي «إي كلاس» المتوسطة و«سي كلاس» الأصغر حجما. والفئات الثلاث من أفضل السيارات الفاخرة مبيعا في المنطقة، وتمثل الأغلبية من مبيعاتنا. ولكن الشركة لها حضور أيضا في القطاع الرباعي الذي تمثلنا فيه مجموعة كبيرة من السيارات من فئات «إم» و«جي» و«جي إل كي».