«فورد» و«أوبل» و«سيتروين» و«أودي» تتنافس بـ4 سيارات تجمع بين راحة الصالون وعملانية الشاحنة الصغيرة

«فورد غالاكسي».. رحابة كافية لسبعة ركاب
TT

كثيرا ما تعتمد العائلات الكبيرة على سيارات النقل العائلي الرحبة التي تتسع عادة إلى سبعة أشخاص، وغالبا ما تستخدم هذه السيارات لنقل جميع أفراد العائلة في الرحلات الطويلة أو لنقل الأولاد إلى المدارس ومنها. ويبدو أن معظم شركات السيارات الكبرى بدأت تأخذ في الحسبان متطلبات العائلات الكبيرة؛ فبعد أن كان التركيز الأساسي في السابق على إنتاج سيارات تتسع لأربعة ركاب فقط بدأت عدة شركات بإنتاج سيارات رياضية وعرية متعددة الأغراض (إس يو في) بسبعة مقاعد مستهدفة شريحة اجتماعية كانت قد أهملت في السابق.

من أحدث السيارات التي أخرجها هذا القطاع في السنوات الأخيرة: سيارة «زافيرا» من إنتاج «أوبل» (فوكسهوول) - التي تملكها شركة «جنرال موتورز» الأميركية - والتي لاقت إقبالا ملحوظا في أوروبا بالنظر إلى مرونتها الفائقة، وحجمها المتوسط، وإمكانية استخدامها في أغراض شتى. وقد روعيت فيها المتطلبات العملية، والشكل الانسيابي، مع توفير الراحة القصوى.. وذلك كله بسعر مناسب.

«زافيرا» مجهزة من الداخل بالكثير من وسائل الراحة، كالجيوب والحجيرات الكثيرة، وأماكن وضع أكواب الشراب؛ فهي تضم نحو 30 مرفقا من هذا النوع لاستيعاب الحاجيات الكبيرة والصغيرة على السواء.

والأهم من ذلك أن سيارة «زافيرا» تتيح لأصحابها إمكانية ترتيب الكراسي وتعديل وضعها وفقا لرغبة الراكب، فتتيح مثلا زيادة المساحة المخصصة لنقل الحقائب والأمتعة على حساب المقاعد، أو بالعكس، أو ترتيب المقاعد بشكل متقابل أشبه بمقاعد مجالس الصالون الصغيرة، وذلك لإفساح المجال للركاب للتحادث وتقطيع الوقت خلال الرحلات الطويلة. وذلك كله يمكن أن يتم بسرعة وسهولة وبساطة وبدقائق معدودة وقليل من الجهد؛ إذ إن نظام «فليكس 7» (الحائز براءة تجارية) يوفر توزيعا مدهشا للمقاعد، يبدأ بمقعدين وينتهي بسبعة وذلك خلال 15 ثانية فقط.

هذه التسهيلات جعلت «زافيرا» سيارة مرغوبة للأغراض العائلية، وحتى لأرباب العمل الخاص من عمال وفنيين، الذين يجولون في الطرقات حاملين معداتهم. ولدى إزالة غالبية المقاعد، أو طيها، أو حتى طي عدد منها، تتحول السيارة إلى شاحنة صغيرة قادرة على نقل الكثير من الأحمال.

تتوافر هذه المركبة بخيارات واسعة من المحركات، ابتداء من محرك بترولي بسعة 1.6 لتر، الذي لا يوفر الكثير من القوة، خاصة عندما تكون السيارة بكامل ركابها وحمولتها، مرورا بمحرك ديزل سعة 1.9 لتر المفضل من قبل الكثيرين لغرض التوفير، وانتهاء بمحرك بترولي سعة لترين وأكثر. والمحرك البترولي الأخير سلس الاستخدام ويعمل بطاقة كبيرة. وهنالك طراز «في إكس آر» في نهاية مجموعة «زافيرا» سريع جدا، ومرن على المنعطفات.

وفي حال رغب المشتري بطراز أكثر سعة ورحابة فبإمكانه اقتناء «غراند سي 4 بيكاسو» من إنتاج شركة «سيتروين» الفرنسية، علما بأن الكثيرين يعتبرونها من أكثر المركبات العائلية عملانية في الوقت الحاضر. وتمتاز هذه السيارة بالنوعية الجيدة لمقصورتها الداخلية والصلابة النسبية في قيادتها، مما يسهل التحكم بها على الطرق الصعبة ويقلل من متعة القيادة ويعرض سائقها للملل. وأحد المآخذ المسجلة عليها أن لوحة قيادتها، غير التقليدية، غير واضحة المعالم تماما.

تأتي «غراند سي 4 بيكاسو» بثلاثة خيارات من محركات الديزل الجيدة، وبمحركين بتروليين. والأخيران كلاهما بسعة 1.6 لتر، لكن أحدهما بقوة 118 حصانا مكبحيا والآخر بقوة 153 حصانا مكبحيا، لكونه مزودا بشاحن توربيني. بيد أن محركات الديزل هي المفضلة من المستهلك، وهي تأتي بسعة 1.6 لتر، قدرة 1.8 حصان، وتتميز بالمرونة والعملية، مما يجعل محرك الديزل الآخر سعة 2.0 لتر خيارا غير ضروري. والميزة الإيجابية التي تتمتع بها «بيكاسو» هي مرونة عجلة قيادتها، مما يسهل كثيرا عملية ركنها في الأماكن الضيقة.

يتراوح سعر هذه المركبة بين 18.455 و24.500 جنيه إسترليني في بريطانيا - حسب نوع المحركات والإضافات - وهي تقارب أسعار شقيقتها الأخرى «بيجو 5008» («بيجو» تملك ماركة «سيتروين») التي لا تقل عنها جودة.

ومن أشهر السيارات العائلية سباعية المقاعد التي لاقت إقبالا تجاريا في السنوات الأخيرة سيارة «فورد غالاكسي» الفخمة، التي يبدأ سعرها في المملكة المتحدة من 24.645 جنيها. وهي تتميز بتصميم وتقنية متطورين، وبشكل جذاب، كما تتضمن الكثير من الخاصيات رفيعة المستوى، سواء على أصعدة المساحة أو الراحة أو الابتكار.

وتضفي الفخامة الداخلية للسيارة جوا حميما على أفراد العائلة والأصدقاء التي يستقلونها. ويمكن للراغب في اقتنائها الاتفاق سلفا مع الوكيل على إجراء التعديلات التي يرغب فيها عليها لكي تلائم ذوقه ومزاجه. أما من الخارج فهي ذات شكل انسيابي مميز، وفقا لما تسميه «فورد» بـ«كاينتيك ديزاين»، كما أن مصابيحها الأمامية مستديرة الزوايا هي أشبه بجوهرتين. وهنالك أيضا اللمسات الأخرى الناعمة الشبيهة بالنحت، التي أضفت على غطاء المحرك، ومادة الكروم التي تغطي أكثر من مكان، مزيجا كامل التناسق والتمازج، بحيث أصبحت الأناقة الكاملة عنوان هذا التجانس.

ومما عزز ذلك كله المساحة الرحبة في الداخل، والفخامة الظاهرة، والراحة الكبيرة التي ينعم بها الركاب في الرحلات الطويلة، خاصة إن كانت «فورد غالاكسي» من فئة «تايتانيوم» التي هي من أعلى المراتب في هذا القطاع. ويغطي الفرش ونسيجه الفخم المقاعد، وغالبية الأجزاء الأخرى، إلى جانب وجود نظام صوتي وموسيقي رقمي من «سوني».

بإيجاز يعتبر المراقبون «فورد غالاكسي» هي الأفضل، حتى بين فئة السيارات العائلية سباعية المقاعد، بعدما كانت «رينو سباس» تتصدر هذه المكانة لفترة طويلة، خاصة أن «رينو» كانت الشركة الأولى التي بادرت إلى إطلاق هذا النوع من السيارات، قبل عقود من الزمن وحازت شهرة كبيرة في هذا المجال.

وعلى الرغم من توجه معظم الشركات العالمية المصنعة للسيارات لإنتاج سيارات عائلية تستعد للتنافس على سوقها الواعدة، اعتبر الكثير من المحللين السيارة الوعرية الشهيرة متعددة الأغراض «أودي كيو 7»، أنها تنتمي بجدارة إلى هذه الفئة، على الرغم من أن السيارات الوعرية من الأنواع الأخرى، مثل «راينغ روفر»، و«ميتسوبيشي»، و«تويوتا لاند كروزر» غالبا ما تأتي بـ5 مقاعد رئيسية، ومقعدين ثانويين مطويين في الخلف.

تعتبر «كيو 7» من أقوى وأفخم سيارات الدفع الرباعي (إس يو في)، لكن بعض المحللين يأخذون عليها أنها على الرغم من مظهرها الخارجي الضخم والقوي، لا تتميز بداخل فسيح بما فيه الكفاية. والأمر الآخر اللافت في هذه السيارة هو محركها الديزل من الجيل الجديد سعة 3 لترات، الذي يولد 147 كيلو واط (240 حصانا) من القدرة، ويتمتع بعزم دوران عال يصل إلى 300 نيوتن - متر (368.78 رطل - قدم) يتوافر لدى دوران المحرك بين 1500 و3000 دورة بالدقيقة، مما يتيح للمركبة تحقيق سرعة تفوق الـ220 كيلومترا بالساعة.

تتوفر «كيو 7» إما بناقل حركة يدوي سداسي السرعات، وإما بتقنية «إس ترونيك»، وهو عبارة عن ناقل حركة سباعي السرعات بقابض (كلتش) مزدوج، على قدر كبير من الكفاءة والفعالية بحيث يمكن نقل السرعات بواسطته بسلاسة مطلقة خلال أجزاء من الثانية. ويمكن للسائق استخدام هذا النظام المتطور إما أوتوماتيكيا، وإما يدويا حسب الرغبة، عن طريق مبدل صغير مركب على المقود.