«فولكس فاغن» تشذ عن منافساتها باستعمال اسمي حيوانين.. لطراز واحد

«كوبرا».. أول اسم حيوان يطلق على سيارة
TT

تاريخ صناعة السيارات حافل بأنواع طرازات اشتهرت بأسمائها المستعارة من مملكة الحيوانات. واللافت أن معظم هذه الطرازات لاقت نجاحات ملحوظة ولكن بعضها خيب الآمال.

بداية استعارة أسماء الحيوانات كانت مع سيارة «كوبرا» الرياضية التي اشتهرت في سباقات السيارات، وكانت تتميز بشكل عدواني جعل تشبيهها بثعبان الكوبرا أقرب إلى الواقع منه إلى التمني. وكانت هذه المركبة، منذ أن أبصرت النور في أواسط القرن الماضي في ضاحية «تايمز ديتون»، القريبة من لندن، على يد مصمم أميركي، تتميز بمحركاتها القوية في 8 من سعة 4.7 لتر، وسبعة لترات، فضلا عن تاريخها العريق الذي بلغ عقودا طويلة.

نجاح هذه السيارة حفز شركة إيطالية منافسة «دي توماسو»، على صنع سيارة شبيهة بها سمتها «بانتيرا»، وهو الاسم الإيطالي لحيوان «البانثر»، أي الفهد، أو النمر الأميركي. وقد حاز هذا الطراز في فترة زمنية قصيرة على اسم وشهرة واسعتين.

لم تبق «بانتيرا» الطراز الوحيد الذي استعان باسم حيوان لتشجيع تسويقه، إذ اتبعته الشركة الصانعة نفسها بطراز سمته «مانغوستا»، أي «مانغوس» بالإنجليزية، ويعني النمس. وهو حيوان اشتهر بافتراس ثعابين «الكوبرا».

وبعد قليل طرحت شركة «شيفروليه» التابعة لـ«جنرال موتورز» سيارة صالون أخرى حملت اسم «إمبالا»، وهو نوع لطيف من الظباء، وهذه السيارة التي اشتهرت بهذا الاسم تعاقبت منها تسعة أجيال ولا تزال تحمل هذا الاسم منذ نصف قرن. ولدى تقديم الجيل الرابع منها أصبحت هذه السيارة من أكثر السيارات مبيعا في أميركا، مما اضطر الشركة الصانعة في أواخر الستينات إلى تخصيص ثمانية مصانع لإنتاجها في الولايات المتحدة بغية تلبية الطلب الهائل عليها.

أما شركة «كرايسلر» الأميركية أيضا، فقد أمضت القسم الأكبر من عمرها وهي تصارع الإفلاس. وخلال العقود الماضية تعاقب عليها عدد من المالكين، رغم أنها توصلت إلى إنتاج طرز اعتبرت من أفخر ما أنتجته صناعة السيارات حتى يومنا هذا، وعلى رأسها سيارة «فايبر»، أي الأفعى السامة. وكانت هذه الـ«رودستر» أولى السيارات التي تعرف اليوم بكلمة «متفوقة»، نظرا إلى سرعتها وقوتها فأصبحت في ذلك الوقت حديث الجميع.

من جهتها، أغرقت شركة «فورد» السوق على مدى سنوات بسيارات تحمل أسماء مستمدة من أسماء الحيوانات، مثل الـ«بوما»، (الأسد الأميركي)، والـ«كوغر»، (نوع من الفهود الأميركية أيضا)، والـ«فالكون»، أي الباز، أو الصقر، والـ«ثندربيرد»، طائر الرعد، وهي مركبة رياضية جميلة جدا سرعان ما لاقت شهرة واسعة، بحيث قلما خلى فيلم أميركي في ذلك الوقت من مشهد لها. لكن أشهرها على الإطلاق كانت سيارة «موستانغ»، أي الفرس الجميلة، التي أحدثت ثورة حقيقية في عالم السيارات. ولدى طرحها في الأسواق في عام 1964 باتت أكثر السيارات مبيعا في ذلك الوقت، إذ سجلت أرقام مبيعات مذهلة فاقت المليون وحدة منها خلال الأشهر الـ18 الأولى لطرحها في الأسواق.

ولا تزال سيارة «موستانغ» إلى اليوم، نموذجا للسيارة التي يتعاقب أكثر من جيل على اقتنائها، وإذا رغبت في الحصول على طراز قديم منها، فهنالك شركة تدعى «سكوربيون كونتاك»، متخصصة في بيع النسخ القديمة منها إلى جانب الجديدة، وتلك التي تصنع حسب الطلب، بدءا من طراز السبعينات.

ولم تكن شركة «هدسون»، التي اندثرت، الشركة الأولى التي تعتمد اسم «هورنيت»، ويعني «الدبور» لطرازاتها، فقد سبقتها شركة «ووزلي» البريطانية في استخدام هذا الاسم في ثلاثينات، ثم ستينات القرن الماضي، كذلك استخدمت هذا الاسم شركة «آي إم سي»، في حين كشفت شركة «دودج» في عام 2006 عن سيارة نموذجية مستقبلية تحمل هذا الاسم أيضا. ولكن هذه السيارة لم تبلغ بعد مرحلة الإنتاج التجاري. وكانت شركة «هدسون» الأميركية قد أنتجت طراز «هورنيت» بين عامي 1951 و1957.

ولمع اسم «جاغوار»، (ويعني النمر المرقط) كاسم لسيارة شهيرة سهل التعرف عليها، وأضحى اسمها معروفا على نطاق واسع، خاصة بعدما احتفلت الشركة الصانعة بعيد ميلادها الخمسين في العام الماضي. وقد طرح الكثير من طرازات «جاغوار» التي لاقت ترحيبا حارا من محبي السيارات الرياضية الإطلالة. ولكن الشركة الشركة البريطانية مرت بأوقات صعبة، استوجبت تغيير ملكيتها، إلى أن استردت عافيتها تماما. في عهدة مالكيها الهنود.

أما «لامبورغيني»، الطراز الرياضي المشهود له بالقوة والسرعة والفخامة أيضا، فلم تكن السيارة الوحيدة التي استخدمت شارة «الشيتا»، أي الفهد الصياد. فقد استخدمها أيضا بيل ثوماس لسيارته الرياضية عام 1964. كما استخدمت هذا الشعار أيضا كل من سيارة «كرايسلر صنبيم»، و«فورد كورتينا»، و«إن جي إف»، و«بيجو 205 جي تي آي»، والطرز الحديثة في ذلك الوقت من «تالبوت سامبا».

وعلى الرغم من أن شركة «ميتسوبيشي» تأسست في عام 1917 وأنتجت أول سيارة يابانية، فقد ظلت سياراتها تباع في أوروبا، لعقود كثيرة، باسم «كولت»، أي مهر الفرس. وفي أوائل الثمانينات بدأت الشركة تستخدم شعار «كولت» للإشارة إلى طراز معين، لا إلى علامة تجارية. وبعد مضي نصف قرن على طرح اسم «كولت»، ولا يزال هذا الاسم موجودا كتسمية لسيارة جديدة.

وكان فرع سيارات «بليموث» التابع لـ«كرايسلر» قد أطلق اسم «باراكودا»، وهو نوع من الأسماك المتوحشة، على سيارة جديدة بغية منافسة سيارة «موستانغ» من صنع «فورد». وفي البداية كان فرع «بليموث» ينوي إطلاق اسم «باندا»، الحيوان الصيني الجميل، على السيارة، لكنه ارتأى تغيير الاسم لإضفاء سمة القوة عليها، بحيث تضاهي اسم «موستانغ». وقد طرحت هذه السيارة في الأسواق عام 1964، واستمر إنتاجها عشر سنوات، أي حتى عام 1974. إلا أنها لم تتمكن من مقارعة «موستانغ» التي فاقتها مبيعات وشهرة أيضا.

ومن جهتها، طرحت شركة «بورشه» سيارة «كايمان» التي تعتبر نسخة مطورة من طراز «بوكستر» المعروف. وكما هو معروف «كايمان» هو نوع من التماسيح. وإذا كانت «كايمان» سيارة رياضية سريعة تليق بسمعة «بورشه»، فقد كانت هناك سيارة أخرى لا تملك قوتها اسمها «روبن»، ذلك العصفور الملون الجميل الصغير الذي يدعى بالعربية «أبو الحن». وظلت هذه السيارة قيد الإنتاج 30 سنة. وكانت هناك أيضا في الستينات شقيقة لها هي «الشمواه»، وهي نوع من الظباء. وكانت تنتجها شركة «سينغر» إلى جانب سيارة أخرى تدعى «غازيل» (الغزال). وكانت تأتي إما على شكل صالون، وإما «استايت»، (ستايشن واغن)، أو مركبة مكشوفة.

ولا بد هنا من ذكر الـ«لينكس» وتعني الوشق، أي السنور البري، وكانت عبارة عن سيارة «تي آر7 هاتشباك». وكانت من جيل سيارة «ستاغ»، أي الأيل، وهي المركبة الوحيدة التي أنتجتها شركة «ترايمف» وأطلقت عليها في ذلك الوقت اسم حيوان. إلا أنها كانت تعاني من عدة عيوب، وعلى رأسها موضوع الصيانة، على الرغم من قوة محركها سعة ثلاثة لترات، المؤلف من ثماني أسطوانات.

إلا أن المفارقة اللافتة في هذه السياق أن يكون معنى سيارة «غولف»، التي تنتجها شركة «فولكس فاغن» هو الظبي أيضا، وأن تباع في الولايات المتحدة باسم حيوان آخر هو «رابيت»، أي الأرنب، وكذلك سيارة «فوكس» الصغيرة التي تعني الثعلب، والتي تتفاخر بها الشركة الألمانية، فكلتا المركبتين حلت الآن محل سيارة الـ«بيتل» الشهيرة، والتي يعني اسمها الخنفساء، وهي سيارة لاقت شهرة كبيرة لم تحظ بها أي سيارة أخرى.