تايلاند تتحول إلى المنتج العالمي الثاني للشاحنات الخفيفة وتطلق التنافس على إنتاج السيارات المقتصدة والمحابية للبيئة

بعد أن اجتذبت استثمارات شركات دولية ببرنامج الحوافز الضريبية

نسخة «سويفت» التايلاندية
TT

تحصد تايلاند اليوم ثمار برنامجها الخاص بمنح تخفيضات ضريبية لشركات السيارات التي تنتج سيارات مقتصدة في استهلاك الوقود ومحابية للبيئة على أكثر من صعيد واحد. كان الهدف الأساسي من برنامج الحوافز الضريبية الحكومي في تايلاند هو تشجيع شركات السيارات الكبرى على ضخ المزيد من الاستثمارات في قطاع صناعة السيارات الناشئ في تايلاند، فوفق هذا البرنامج يتوجب على أي شركة أن تنتج 100 ألف سيارة بحلول العام الخامس من إنتاج طرازها الجديد لكي تحصل على التخفيضات الضريبية.

وبموجب هذا البرنامج تحصل الشركات التي تنتج سيارات اقتصادية في استهلاك الوقود وتصدر معدلات أقل من الانبعاثات الغازية على خفض ضريبي من الحكومة التايلاندية إذا التزمت بالمعايير الحكومية من حيث استهلاك الوقود ومعايير الأمن والسلامة وحجم المحرك ومستويات الإنتاج. هذا ويتوجب على كل الطرز يجب أن تتوافق مع معايير السلامة الأوروبية.

وفي حين اجتذب هذا البرنامج العشرات من الشركات للاستثمار في تايلاند وبناء مصانع تجميع فيها، كانت الحصيلة الأبرز لهذا الحافز الإنتاجي والاقتصادي معا تحويل تايلاند إلى ثاني أكبر منتج ومصدر للشاحنات الخفيفة حمولة طن واحد في العالم.

أولى الشركات الخارجية السباقة في الاستفادة من التسهيلات التي قدمها البرنامج التايلاندي كانت شركة «نيسان» اليابانية التي أنتجت في تايلاند سيارة اقتصادية في استهلاك الوقود من طراز «مارش» في 2010، ثم تلتها «هوندا» بطرح السيارة «بريو» العام الماضي. وسرعان ما وصل عدد شركات السيارات اليابانية التي حصلت على مزايا ضريبية في تايلاند لتصميم وإنتاج سيارات مدمجة منخفضة استهلاك الوقود للسوق المحلية وللتصدير إلى خمس شركات.

وفي حين بلغ متوسط حجم مبيعات سيارة «مارش» من إنتاج «نيسان» في تايلاند إلى ثلاثة آلاف وحدة في الشهر عرقل طرح سيارة «بريو» الفيضانات المدمرة التي اجتاحت مصنع «هوندا» في وسط تايلاند في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مما تسبب في توقف الإنتاج لأشهر كثيرة.

ومن المقرر أن تتم إعادة تشغيل المصنع في 31 مارس (آذار) 2012، إلا أن هذا الموعد لا يزال غير نهائي. وكانت «هوندا» قد نفت تقارير إخبارية بأن الفيضانات ستدفعها إلى نقل مركز إنتاجها الرئيسي من تايلاند إلى إندونيسيا، حيث يوجد لها فرع هناك، وأكدت «هوندا» في بيان أصدرته قبل أيام قليلة، أن «خطة التوسع في إندونيسيا قيد التنفيذ قبل فترة طويلة من الفيضانات»، هذا مع العلم بأن مصنع «جاكرتا»، الذي يهدف إلى تلبية الطلب الإندونيسي على السيارات صغيرة الحجم، سينتج نسخة إندونيسية من سيارة «بريو» عوض استيراد طرزها المنتجة في تايلاند.

وقبل أيام معدودة أطلقت شركة «سوزوكي موتور» اليابانية لصناعة السيارات جيلا جديدا من السيارة المدمجة «سويفت» في إطار البرنامج المدعوم من الحكومة التايلاندية لتشجيع مصانع السيارات المحلية على إنتاج سيارات اقتصادية تستهلك وقودا أقل وتراعي سلامة البيئة. وذكر النائب التنفيذي لرئيس «سوزوكي موتور»، توشي هيرو، أنه سيتم طرح ثلاثة نماذج مختلفة من سيارة «سويفت» صديقة البيئة في السوق التايلاندية بأسعار تتراوح ما بين 469 ألف باهت و559 ألف باهت تايلاندي (15370 و18328 دولارا). وقد تم تصميم السيارة الجديدة بحيث تقطع أكثر من 20 كيلومترا بكل لتر بنزين، وذلك بعد أن طرحت شركة «ميتسوبيشي» اليابانية المنافسة سيارة «ميراج» المماثلة لها في السوق التايلاندية أمس.

وكانت «سوزوكي» قد كسبت، الأسبوع الماضي، الدعوى التي أقامتها عليها شركة «فولكس فاغن» الألمانية أمام محكمة في الاتحاد الأوروبي بشأن استخدام الشركة اليابانية علامة «جي تي آي» للنسخة عالية الأداء من طراز سيارتها «سويفت». وقد أفتت المحكمة، ومقرها بروكسل، بأنه لا خطورة من حدوث التباس بين طرز «جي تي آي» من إنتاج «فولكس فاغن» و«سوزوكي» ورفضت الاستنئاف.

ومن جانبها أعلنت «تويوتا موتور»، المنتج الأكبر للسيارات في اليابان، أنها ستطرح طرازا جديدا في السوق التايلاندية بنهاية العام الحالي.