«رينو سبورت ميغان 265».. لا تظهر قوتها إلا بعد تخطي محركها 3 آلاف دورة في الدقيقة

أنتجت بأعداد محدودة وأسعار بغير متناول الكثيرين

«ميغان تروفي 265»
TT

سيارة «رينو سبورت ميغان 265» لا تحمل رقما قياسيا في حلبة نورنبيرغ وحسب، بل تتمتع بالقدرة على الاستجابة للمتطلبات الخاصة ولفنون القيادة على الطرق.

تأتي هذه السيارة ضمن سلسلة سيارات «الهاتش» المثيرة التي طرحتها مؤخرا شركة «رينو» الفرنسية؛ فأبرز ما يثير الإعجاب في هذه السيارة «الهاتش» الكلاسيكية أنها جذابة ومرضية وسريعة وجديرة بالشراء، إضافة إلى أنها تحمل وسام نورنبيرغ.

تمكنت سيارة رينو من تسجيل رقم قياسي في حلبة نورنبيرغ لسيارة تعمل بالدفع الأمامي، العام الحالي؛ حيث قطعت دورة الحلبة كاملة في 8 دقائق و8 ثوانٍ. والسيارة التي حققت هذا الإنجاز مطروحة الآن للبيع. وفي حال إضافة قوة 15 حصانا إلى «رينو سبورت» المعيارية 250، يرتفع سعرها قليلا. لكن المزيج المشكل من الهيكل المعدني المضبوط، وإطارات «بريدجستون» الخاصة والوزن المنخفض، ذلك كله ساعد «ميغان» في أن تصبح سريعة بشكل استثنائي في حلبة نورنبيرغ.

على الرغم من ذلك لم تطرح «رينو» سوى 50 سيارة منها فقط في السوق البريطانية من أصل 500 سيارة أنتجتها الشركة، مما يعني أن سيارة «تروفي» ستكون أكثر سيارات «الهاتش» المرغوبة في الأسواق. وربما يكون ذلك كافيا لتبرير أسعارها المرتفعة التي تبدأ، في بريطانيا، بـ27280 جنيها إسترلينيا.

تتوافر السيارة باللونين الأصفر والأسود، بخطوط حمراء وسوداء معيارية مصقولة وسبائك إطارات «سبيدلاين» سمك 19 بوصة (تخفي كليبرات المكابح)، لا يوجد ما ينقص من قيمة السيارة؛ فهي، من الناحية الفعلية، مزودة بعدد أقل من سمات التصميم الخارجية التي تميز سيارة «رينو سبورت» لكي تخفف من وزن السيارة بمقدار67 كيلوغراما، لكن سائقها لن يشعر بالفارق على الإطلاق.

ومع جهاز نقل «تروفي» الفريد، والهيكل المكتنز وتقديمها أفضل أداء لسيارة «هاتش» معروضة للبيع، تتضح ميزاتها بقوة، على الرغم من أنه لا بد من التساؤل: هل تصلح السيارة لكل الطرق الأوروبية والدولية؟

مع عزم 132.5 حصان لكل لتر، تأتي هذه السيارة بقوة 265 حصانا ولترين. والسيارة مصممة للاستخدام الأقصى، وهي تبدو جديرة بذلك في حالات السرعات العالية يساعدها شاحن هواء مميز؛ لذا يعتمد هذا المحرك بشكل كبير على شاحن توربيني بضغط معزز لمنحه قوته.

ولهذا، تظهر القوة الإضافية للمحرك عند اللفات الأعلى، فإذا كان سائقها كسولا ستبدو «ميغان» بطيئة إلى حد كبير؛ إذ إن قوتها لا تظهر إلا فوق 3000 دورة في الدقيقة (عندما يبدأ تأثير الـ280 رطلا على القدم من عزم التدوير في الفاعلية). قد تثير دواسة البنزين غير المرنة في المسافات القصيرة ذلك الشعور بالملل الذي يختبره السائق في السرعات البطيئة، أما إذا كان عدد الدورانات مرتفعا فستنطلق السيارة مسرعة من نقطة الثبات إلى 60 ميلا في الساعة في 6 ثوانٍ فقط، وبسرعة قصوى تصل إلى 158 ميلا في الساعة. والتنقل بين السرعات لتحقيق ذلك يساعده تعليق المسافات القصيرة وتغيير السرعات في التحويلات القصيرة، على الرغم من أن الأخيرة يمكن أن تكون متراخية عند التسريع.

لكن على الرغم من قوتها الإضافية، فإن المحرك ليس القوة المهيمنة هنا، على الرغم من كونها السيارة الأقوى على الطرق بين السيارات التي تدشنها «ميغان» على الإطلاق. والواقع أن الطريقة التي يتعامل بها السائق مع «تروفي» هي ما تجعلها مميزة.

وفق معايير «رينو سبورت» الحاصدة للجوائز، تعتبر سيارة «تروفي» حدثا فريدا؛ فالتعامل مع السيارة تقوده وتهيمن عليه الأجزاء الأمامية، كما هو الحال مع سيارة السباق «بي تي سي سي»؛ حيث تبدو مقدمة السيارة مستدقة بشكل استثنائي، ما يمنح سائقها شعورا بالثقة في قدرته على القيادة حين يكون ممسكا بعجلة القيادة.

حسنة نظام السيارة تكمن في أنه حيثما يوجه السائق عجلة القيادة تتوجه «ميغان» فورا وفي الحال؛ فالهيكل المصنوع على شكل فنجان يعفي السائق من كل عوامل القلق والتردد أثناء القيادة، ما يجعل السيارة تبدو ثابتة العزم ورياضية. وقدرة واجهتها الأمامية على السيطرة بشكل جيد على الطرق توفر عامل الشعور بالاطمئنان.

تأتي هذه القوة الميكانيكية الخالصة بمؤخرة لا تتوافر في سيارات «الهاتش» القديمة، بحيث تتوافق بشكل تام حتى مع أصعب المنحنيات. وتحتوي «رينو» على نقطة توازن تعمل عندما تصل إلى حواف الدوران، فإطارات «بريدجستون» الخاصة بها تحقق أكبر قدر من التماسك بوضوح تام.

إلا أن المتعة الحقيقية في قيادتها تأتي من الجوانب، وعندما تعمل السيارة بكامل قوتها. وبسبب الترس التفاضلي الأمامي محدود الانزلاق، تتمتع «ميغان» بسحب هائل، ما يسمح لسائقها بدخول سباق القوة مبكرا، ولكن بحذر، مخافة أن تسبب له عجلة القيادة بعض المتاعب على الطرق غير المستوية.

لكن ذلك لا يؤثر سلبا على السيارة بمقدار ما يؤثر على سيارة «إم كيه آي فور فوكس آر إس»، فـ«ميغان تروفي» قادرة على التحرك بسرعة في السرعات المنخفضة، وهو ما يجعلها بحاجة إلى يد قوية تقبض على المقود للحفاظ على سيرها في خط مستقيم.

وكما هو الحال مع كل سيارات «رينو سبورت ميغان»، زودت السيارة بنظام «رينو سبورت ديناميك» الذي يوفر ثلاث مراحل للمساعدة على التحكم الإلكتروني في الثبات، بما في ذلك مرحلة «سبورت» المتوسطة التي تسمح بمزيد من الانزلاق على الجوانب دون تشغيل تحكم الثبات. ولذلك يظهر الإحساس بأهمية الهيكل الذي يشكل إضافة جيدة للغاية لأيام السباقات (التي يتاح خلالها لمشتري «تروفي» الوصول بشكل مجاني إلى مجموعة من الأحداث التي تشارك فيها «رينو سبورت» طوال عام 2012).

بالنسبة لمتعة الركوب، السيارة ثابتة ومتميزة، مزودة بزنبركات قوية تعطي شعورا بالاطمئنان. وتعتبر جودة القيادة عاملا إيجابيا؛ كون السرعة العالية لا تؤثر على قدرة السائق على الاحتفاظ بسيطرته على هيكل ثابت.

تتمتع مكابح «تروفي»، وهي من صنع شركة «بريمبو»، بقوة توقف رائعة في المناخات الباردة، لكنها تفتقر بطبيعة الحال إلى القوة كلها التي تمتلكها عندما تسخن، وهو أمر لا بد من تقبله في سيارة رياضية.

من الداخل تتميز السيارة بمقاعد استثنائية، لكن مقاعد «ريكاروس» العميقة ذات الحواف الصلبة قد تتسبب بإصابات مؤلمة للراكب إذا لم يجلس عليها بشكل صحيح، لكن ما إن يجلس الراكب عليها تحتويه بإحكام وتدعمه بشكل جيد. غير أنها عالية اللمسة.

أما بقية المقصورة فهي مصممة بشكل أفضل مما يتوقعه المرء من «رينو» - فهي تلبي كل المتطلبات بشكل كبير وتظهر جودة أشبه بـ«فولكس فاغن» في أماكن مختلفة منها - لكنها أكثر بساطة. ربما يعتبر ذلك جزءا من «طبيعة» السيارة الرياضية.

عجلة القيادة سميكة، لكنها في الوقت ذاته لا تحمل الكثير من الأزرار، وحجمها مناسب بوضعية مركزية صفراء بتطريز يؤكد متعة القيادة، أما عدادات علبة السرعة والدواسات فكلها آية في الوضوح أيضا.

وتحصل سيارات «تروفي» على لوحات مرقمة على وحدة تحكم مركزية ومتعقب لأداء «رينو» (مونيتور) على لوحة العدادات، لكن أجهزة مراقبة ضغط الإطارات والملاحة عبر الأقمار الصناعية تقدم كخيارات. لكن تخلي «رينو» عن كلا الخيارين واستخدامها أدوات معيارية للحصول على الوزن المنشود عمليا يعزز الشعور بخصوصية السيارة.

ويعتبر استهلاك السيارة من الوقود (34.4 ميل لكل غالون) مفرطا إلى حد ما وفق المعايير الحديثة حتى بالنسبة لسيارة بقوة 265 حصانا. لكن معدل انبعاثات السيارة من ثاني أكسيد الكربون، الذي يصل إلى 190 غراما لكل ميل، يعتبر عاليا للغاية، ومن خلال الحكم عليها في اختبارنا للقيادة، تكون الأوضاع أكثر سوءا عندما تقودها بقوة.

لكن سيارة «ميغان» سيارة آمنة بامتياز، وسيارة حاصلة على 5 نجوم في البرنامج الأوروبي لاختبار السيارات الجديدة، الأمر الذي تعززه طاقة السيارة العالية وهيكلها المعدني القوي.

سيارة «رينو سبورت ميغان تروفي 265» سيارة هاتش مثيرة صنعت بأعداد محدودة بطريقة كلاسيكية. صحيح أن البعض قد يجدها فاترة، لكن محبي سيارات «الهاتش» سيجدونها رائعة إلى حد بعيد. وعلى الرغم من بعض أوجه القصور فيها، يمكن الترحيب بها بسبب التألق في التعامل المضبوط بخبرة.

* رينو سبورت ميغان 265 تروفي

* السعر في بريطانيا: 27820 جنيها إسترلينيا متوافرة الآن في الأسواق المنافسون الرئيسيون: «فولكس فاغن غولف آر» و«فولكس فاغن سيروكو آر» و«أودي إس 3» و«سيات ليون كوبرا آر» و«مازدا 3 إم بي إس».

أبرز المآخذ على السيارة: عدم توافر نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية، الدورات المنخفضة نسبيا لمحركها، استهلاكها العالي من الوقود وطرح أعداد محدودة منها في الأسواق وبأسعار غير رخيصة.