شيفروليه ماليبو 2013: رشاقة ترتقي بمعايير سيارات القطاع المتوسط

اختبرتها على مسافة مليون ميل قبل طرحها في الأسواق

تجربة ماليبو في دبي
TT

يعتقد جون ستادويك، المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» في دبي، أن جيل سيارة «ماليبو» الجديد سوف يفوق توقعات المشترين عندما تصل إلى الأسواق في السابع من شهر مايو (أيار) المقبل. وسبب هذا التفاؤل أن الشركة أجرت تجارب على السيارة لمسافة مليون ميل قبل طرحها في الأسواق للتأكد أن هذا الجيل، وهو الثامن في سلسلة ماليبو، سوف ينافس بكفاءة في قطاع تشارك فيه سيارات مرموقة مثل تويوتا «كامري» وهيونداي «سوناتا». وعند الكشف عن «ماليبو» الجديدة تحت الأضواء الليلية في دبي كانت السمة الواضحة هي مدى انسيابية السيارة التي أكد مدير التصميم في المشروع، مايك بيفوفار، أنها تتفوق فيها على «كورفيت» التي تعد أيقونة شيفروليه الرياضية. أما ستادويك فطلب من المشاركين في تجربة «ماليبو» على طرق صحراوية خارج دبي حتى يلاحظوا جيدا مدى هدوء السيارة أثناء الانطلاق.

في الشهر المقبل سوف يكون التدشين عالميا عبر طرح متزامن للسيارة في اليوم نفسه في 100 دولة. ولكن الاهتمام بأسواق الشرق الأوسط، والخليج على وجه الخصوص، كان واضحا من قرار طرح السيارة للتجربة فيه أولا، وذلك بعد أن حققت الشركة أفضل مبيعاتها في دول المنطقة (ما يقرب من 100 ألف سيارة في العام الماضي) ليرتفع بذلك ترتيب أسواق المنطقة إلى المرتبة الحادية عشرة على مستوى العالم، علما بأن شيفروليه سجلت ارتفاعا متواصلا في مبيعاتها على مدى 16 شهرا على التوالي.

الملامح الرئيسية لتصميم «ماليبو» الجديدة تتلخص في فتحتي التبريد الأماميتين وقبوة على غطاء المحرك والمصابيح المربعة والجسم العريض. هناك بعض الملامح من السيارة الرياضية «كامارو» ولكن الشكل ينتمي إلى جينات «ماليبو» التي يعود تاريخها إلى عقد الستينات. وشرح بيفوفار أن الجيل الجديد هو أهدأ طراز ماليبو في تاريخ السيارة، وأضاف أن الكثير من جهد التصميم توجه إلى تنعيم الانسيابية، خصوصا على النافذة الأمامية وحوافها الجانبية. وحققت السيارة معامل مقاومة هواء لا يزيد عن 0.293 وهو أقل من الكثير من السيارات الرياضية في أسواق اليوم. وأضاف بيفوفار أن الجهد توجه أيضا إلى زيادة المساحة الداخلية وأماكن التخزين، حتى خلف شاشة الملاحة المسطحة في لوحة القيادة. وهي توفر الكثير من التقنيات مثل الدخول والتشغيل بلا مفتاح ونظام ملاحة جديد مع تكييف فعال.

وأضافت تجربة السيارة الكثير من الملاحظات الأخرى على جيل ماليبو الجديد. فهي مريحة ودقيقة التوجيه وذات مساحة جيدة حتى في المقاعد الخلفية. ويمكن الاختيار بين محركين أحدهما سعته 2.4 لتر من نوع إيكوتيك بقدرة 170 حصانا والآخر أكبر حجما، وهو الذي جرت تجربته على فئة القمة من ماليبو، «إل تي زي»، وهو بقدرة 258 حصانا. وكلاهما يعمل بتقنية الحقن المباشر للوقود مع ناقل حركة أوتوماتيكي من الجيل السادس يتسم بسلاسة الانتقال بين السرعات المختلفة ويساهم في توفير الوقود عبر خفض الاحتكاك الداخلي.

منظومة الأمان وتتسم السيارة أيضا بصلابة أعلى من سابقتها بنسبة 20%، كما تأتي بمنظومة لأجهزة وأنظمة أمان متكاملة تشمل نظام «ستابيليتراك» للتحكم الإلكتروني في التوازن ونظم توزيع قدرة المكابح إلكترونيا والتحكم فيها لتعزيزها عند الطوارئ. وهي تحمل 6 وسائد هوائية أمامية وجانبية وستائر داخل السقف، بالإضافة إلى نظام المساعدة على صف السيارة مع كاميرا خلفية. وحققت السيارة تقدير 5 نجوم في اختبارات «انكاب» الأوروبية.

وتشعر الشركة بالكثير من الفخر من التجارب التي أجرتها على «ماليبو» قبل طرحها في الأسواق والتي وصفتها بأنها تماثل رحلتين إلى القمر ذهابا وإيابا. وجرت التجارب في أنحاء مختلفة من العالم وفي كافة الظروف المناخية. وكان من بين التجارب رحلات في درجات حرارة قياسية في «وادي الموت» في أريزونا ثم على جبال روكي الباردة. وأجرت الشركة أيضا اختبارات مقارنة مع السيارات المنافسة، خصوصا طراز «كامري»، والكثير من الأنواع الأخرى المتوفرة في سوق كوريا الجنوبية حيث صنعت السيارة المعدة لأسواق الشرق الأوسط.

وتتوجه الشركة بطراز ماليبو الجديد إلى جمهور السيارات العائلية السيدان المتوسطة، وهم فئة الشباب حتى عمر 45 عاما أغلبهم (78%) من الذكور مع نسبة 13% من الإناث. وتبلغ نسبة المتزوجين من زبائن ماليبو نحو 60%. وهؤلاء يختارون من بين مجموعة سيارات كبيرة في السوق تشمل كامري وسوناتا وأكورد وألتيما وتوروس وأورايون. وأظهرت أبحاث سوقية أجرتها الشركة أن نسبة 68% من هؤلاء عبروا عن رغبتهم في شراء ماليبو الجديدة، على أساس أن تجهيزاتها أفضل من المنافسة وأنها تحتفظ بقيمة أعلى بعد الشراء وتقدم قيمة جيدة بالمقارنة مع غيرها.

وتعد المملكة العربية السعودية أكبر أسواق ماليبو وسوف تباع فيها ماليبو بأسعار تتراوح بين 73 ألف ريال لفئة «إل إس» إلى 85 ألف ريال لفئة «إل تي زي». ويبدأ التسويق الشهر المقبل.

التجربة العملية في دبي أظهرت أناقة سيارة متناسقة المعالم ذات انسيابية أخاذة من الخارج ومريحة ودقيقة القيادة من الداخل. وهي هادئة التشغيل تنطلق بتسارع واثق ومناورات دقيقة. كما أنها سهلة القيادة وجيدة الرؤيا للزوايا الخلفية والجانبية.

ولكن ما لم تذكره الشركة في المواصفات هو نسبة إفراز الكربون للمحركات الجديدة ومدى التحسن الذي تم إنجازه في الجيل الجديد مقارنة بالجيل السابق. وقد يكون ذكر هذه المعلومات في صالح السيارة لأنها تستخدم محركات ذات حقن مباشر للوقود، وهو من أنظف المحركات المتاحة في العالم اليوم. ولكن هذه المعلومات ظلت ناقصة رغم سؤال الشركة عنها. وقد لا تكون هذه مسألة ملحة الآن في المنطقة ولكن نظافة التشغيل قد تمثل العامل الحاسم في اختيار سيارات المستقبل، ومن المنتظر أن تحدد الحكومات الخليجية معايير هذه النظافة، كما هو الحال في أوروبا، على أن تلزم بها كافة الشركات.