«أودي آر 18 إي ترون كواترو» تثبت جدارة المحرك الهجين لخوض سباقات التحمل.. والفوز بها

الشركة الألمانية هيمنت بالكامل على الدورة الـ80 لسباق «لومان 24 ساعة»

«أودي إي ترون كواترو».. تؤكد قدراتها في سباق «لومان»
TT

بحضور نحو ربع مليون مشاهد، أعادت شركة «أودي» الألمانية تأكيد تألقها التقني في قطاع سيارات السباق الرياضية عبر هيمنتها بالكامل على الدورة الثمانين لسباق التحمل الشهير «لومان 24 ساعة».

تميزت «أودي» بمشاركتها للمرة الأولى في سباق «لومان» هذا العام بسيارة هجين. وقد استغرق تحضيرها وقتا وجهدا كبيرين وفي مهلة قياسية. يذكر أن الدورة الـ80 لسباق «لومان 24 ساعة» يشكل أيضا الجولة الثالثة من بطولة العالم لسباقات التحمل (WEC).

لم يخل هذا السباق الفرنسي الشهير من الحوادث التي باتت جزءا لا يتجزأ من فعالياته. وكان الحدث اللافت هذا العام أن «تويوتا»، غريم «أودي» الوحيد في «لومان» هذا العام، لم تتمكن من احتلال الصدارة إلا مرة واحدة ولبضع لفات فقط من خلال إحدى سيارتيها الهجين في ليلة اليوم الأول من السباق. وبعد الانسحاب المبكر لسيارة «تويوتا»، بدأت معركة حامية بين سيارتي «أودي إل آر 18 إي كواترو» (R18 e-tron Quattro) على صدارة السباق والفوز بلقب هذا العام منذ فترات الليل حتى ظهر اليوم الثاني من فعاليات السباق، فكان أن لعبت السيارتين (رقم 1 ورقم 2) لعبة الكراسي الموسيقية بتبادلهما الصدارة عدة مرات. وطيلة هذا التنافس لم تفصل بين سيارتي «أودي» الهجين سوى بضع ثوان فقط.

الدورة الثمانون لسباق «لومان» كانت ميدان تنافس رياضي بامتياز؛ مما أتاح لـ«أودي» إثبات صحة الشعار الذي تتبناه في صناعة سياراتها، أي «التقدم عبر التكنولوجيا». وبالفعل أثبتت أربع سيارات من فريق «أودي سبورت يوست» أنها الأسرع على الحلبة والأكثر اعتمادية وكفاءة في سباق يتطلب من الفرق المشاركة فيه نفسا رياضيا طويلا.

تعليق رئيس مجلس إدارة شركة «أودي»، روبرت شتادلر، على احتلال سيارات الشركة منصة التتويج كاملة - إضافة إلى المركز الخامس - ركز على دور التقنية الجديدة التي أدخلتها الشركة على طراز «آر 18 إي ترون كواترو» الهجين والخفيفة الوزن، معتبرا أن سباق هذا العام «إنجاز كبير يحسب لفريق (أودي) التقني الذي تمكن بدوره من تجسيد معاني التقدم في خبرته التقنية العالية بصورة مذهلة».

مبدئيا، كانت «أودي» تتوقع من كل واحدة من سياراتها الأربع المشاركة في دورة «لومان» الثمانين تحقيق الفوز الحادي عشر لشركة «أودي». وبعد 378 لفة كاملة، تمكن الثلاثي المؤلف من الألماني آندريه لوتيرر والسويسري مارسيل فيسلر والفرنسي بينوا تريلويه من تحقيق انتصارهم الثاني على التوالي في هذا السباق، ولكن هذه المرة على متن «آر 18 إي ترون كواترو» مقابل الثلاثي المؤلف من الدنماركي توم كريستنسن والبريطاني ألان ماكنيش والإيطالي ديندو كابيللو الذين نجحوا في وضع سيارتهم الهجين أيضا في المركز الثاني بالاعتماد على التقنية المتقدمة التي تتمتع بها «آر 18 إي ترون كواترو» في مجال استعادة الطاقة الحرارية الناتجة عن عمليات الكبح واستخدامها بعد ذلك في التسارع وتوزيع قوة المحرك على المحور الأمامي من خلال منظومة كهربائية متقدمة تتمركز في الجهة الأمامية من السيارة.

يذكر أن هذه التقنية التي أثبتت نجاحها في «لومان» تخضع اليوم للتجارب كون أودي تدرس إمكانية الاستبدال بمحور القيادة أسلاكا كهربائية تعتمد في سيارات الإنتاج التجاري.

أما المركز الثالث، فقد كان من نصيب «أودي» أيضا؛ إذ نجح الثلاثي الجديد المكون من السائق المبتدئ في سباق «لومان» ماركو بونانومي (إيطاليا)، وأوليفر جارفيس (بريطانيا)، ومايك روكينفيلر (ألمانيا) في احتلال العتبة البرونزية لمنصة التتويج مع «أودي آر 18 أولترا» R18 ultraمما أعطى «أودي» نجاحا ثلاثيا في سباق «لومان 24 ساعة»، علما بأن هذه النتيجة هي الرابعة من نوعها لـ«أودي»؛ إذ سبق لها أن تبوأت المراكز الثلاثة الأولى في سباق «لومان 24 ساعة» في أعوام 2000 و2002 و2010. أما سيارة «آر 18 أولترا» الثانية فقد احتلت المركز الخامس مع الثلاثي رومان دوما (فرنسا)، ولويك دوفال (فرنسا)، ومارك جينيه (إسبانيا).

ولأن «أي شيء يمكن أن يقع في سباق (لومان 24 ساعة) دون سابق إنذار»، كما ذكر رئيس مجلس إدارة الشركة، روبرت شتادلر، فقد كان الحادث الأكثر دراماتيكية هذا العام حادث ألان ماكنيش (رقم 2) عند منعطفي «بورشه» السريعين قبل انتهاء السباق بثلاث ساعات فقط، الأمر الذي أثر على صدارتهما للسباق. مع ذلك تمكن الطاقم الفني لفريق «أودي سبورت يوست» من إصلاح الأضرار في مقدمة السيارات خلال وقت قياسي، الأمر الذي سمح لـ«أودي آر 18 إي ترون» بالمحافظة على المركز الثاني. وكانت السيارة نفسها (رقم 2) قد دخلت منطقة الصيانة قبل حادث ماكنيش بسبب قطعة إطار كبيرة وجدت طريقها من الحلبة لتستقر في نظام التعليق الخلفي، الأمر الذي تطلب وقتا لسحبها مما أفقد السيارة نحو لفة كاملة.

وكذلك لم تسلم «إليكترا» (كما يسميها فريق «أودي رقم 1») من الحوادث؛ إذ تعرضت السيارة الفائزة في دورة «لومان» لهذا العام لحادثي انزلاق على يد الألماني لوتيرر نتج عنهما اصطدام السيارة مرتين بالحاجز صباح اليوم الأول من السباق خلال فترة التحمية. أما الفرنسي بينوا تريلوييه، الذي كان قد تعرض لنزلة برد بسبب الأمطار الغزيرة التي انهمرت على السائقين في يوم مسيرة سائقي «لومان» في وسط المدينة، فقد انزلق هو أيضا مرة عند مدخل منطقة الصيانة.

والسيارة رقم 4 فقدت هي الأخرى في وقت مبكر من السباق ما يقارب اللفة الواحدة على أثر فحص الطاقم الفني لنظام التعليق الخلفي فيها، وبعدها في اليوم الثاني رفضت علبة التروس أن تعمل مرتين، الأمر الذي أجبر السائق على إعادة تدوير المحرك في كل مرة تظهر تلك المشكلة، إلا أن سيارة «أودي» عادت للعمل بكفاءة عالية، مما أعطى مارك بونانومي وأوليفر جارفيس منصتهما الأولى في سباق «لومان 24 ساعة» إلى جانب الألماني مايك روكينفيلر الذي عاد للمشاركة هذا العام وصعد على منصة التتويج بعد الحادث الكبير الذي تعرض له خلال منافسات العام الماضي.

واستمر مسلسل الأحداث المفاجئة بتعرض «أودي أولترا آر 18» رقم 3 لحادث عندما مرت إطارات سيارة الفرنسي رومان دوما فوق منطقة زلقة عند أحد المنعطفات أثناء محاولته اجتياز سيارة «GT»، الأمر الذي أدى إلى فقدان السيارة تماسكها من الأمام لتصطدم بحاجز الإطارات. إلا أن رد فعل الفريق والسائق لاقى إعجاب الجمهور، حيث خرج بسرعة من السيارة ليحطم ما تبقى من قطع عالقة في مقدمة السيارة ويعيد قيادة السيارة بحذر شديد إلى منطقة الصيانة، حيث أعاد فريق «أودي» الفني السيارة إلى ما كانت عليه في وقت قياسي، ليتسلم الإسباني مارك جينيه دفة القيادة ويبدأ رحلته من المركز الـ24 صعودا إلى المركز الرابع. إلا أنه أعاد سيناريو الحادث نفسه ظهر اليوم الثاني من السباق وفي النقطة عينها، مما شكل تحديا جديدا لفريق «أودي سبورت يوست» الذي نجح في إصلاح أضرار السيارة في وقت قياسي.

يذكر أن «أودي» عززت صدارتها في الترتيب العام المؤقت لبطولة العالم لسباقات التحمل، فيما تبوأ الثلاثي كابيللو - كريستنسن - ماكنيش المركز الأول في بطولة السائقين. أما الجولة الرابعة من بطولة العالم لسباقات التحمل فتستضيفها حلبة «سيلفرستون» البريطانية العريقة بسباق 6 ساعات في 26 أغسطس (آب) المقبل.