«مازدا» تتحدى الصناعة الكورية الجنوبية بطرازها الجديد «سي إكس ـ 5»

رغم أنها تعد لاعبا صغيرا في عالم السيارات

مازدا سي إكس - 7
TT

ربما دخلت سيارة «مازدا سي إكس - 5» الجديدة سوق السيارات الرياضية الوعرة «إس يو في» المدمجة الحجم متأخرة بعض الوقت، ولكنها تمكنت في فترة قصيرة من إثبات وجودها وتوقع مستقبل واعد لمبيعاتها.

معظم السائقين المحترفين أخطأوا في تقويمها قبل أن تتسنى لهم فرصة تجربتها، وكانوا يأخذون عليها ارتفاع أسعارها مقارنة بأسعار منافساتها؛ فأسعار «مازدا سي إكس - 5» تبدأ من 21.395 جنيه إسترليني في بريطانيا، وهو سعر يفوق كثيرا سعر «نيسان قشقاي»، مثلا، التي أثبتت هي الأخرى وجودها بقوة في السوق كونها مركبة عملية جدا.

بيد أن «سي إكس - 5» مركبة متينة، وأكثر فعالية وأداء من معظم مركبات فئتها، وبمقدورها أن تضاهي أفضلها من أمثال «فورد كيوغا»، «وفولكس فاغن تيغوان»، و«لاند روفر فريلاندر»، خاصة أن الكثير من السيارات الجديدة ما زالت تعمل بتقنيات قديمة، سواء على صعيد المحركات، أو علب التروس، أو حتى المنصات التي تشيد عليها.

إلا أن «مازدا سي إكس - 5» أول سيارة رياضية مدمجة، صغيرة الحجم، متعددة الأغراض تشيد على منصة جديدة كليا، وبمحركات متنوعة فريدة من نوعها، فضلا عن خيار بين أسلوبين جديدين تماما من نواقل السرعة بتصميم جديد يدعى «كودو».

ومن المعروف أن «مازدا» لاعب صغير في حقل صناعة السيارات، وأنها تواجه اليوم تحديا كبيرا من الكوريين الجنوبيين الذين دخلوا هذا المضمار أخيرا، وبنشاط ملحوظ، فسيارتها طراز «آر إكس - 8» باتت في عداد السيارات التي انقضى زمانها، في حين أن سيارتها الصغيرة «سوبر ميني مازدا 2» لم تلق الاهتمام الذي كانت تتوقعه الشركة ولا الدعاية الكافيتين لترويجها في الأسواق، بينما «مازدا 3» التي خضعت لعملية تجميل «كوزميتيكية»، لا تزال سيارة عادية ومتواضعة.

وذلك يعني أن شركة «مازدا» كانت بحاجة إلى نقلة نوعية لتثبت موقعها في عالم السيارات، فأخرجت «سي إكس - 5» مركبة جيدة من كل الوجوه: شكلها الخارجي جميل - وإن لم يكن بجمال سيارة «إيفوك» وشهرتها - ولكنها نحتت بشكل جيد، وزودت بالعديد من المميزات والخاصيات اللافتة للنظر. وهي واسعة ورحبة أيضا، يزيد طولها على 4.5 أمتار، وزواياها مستديرة تبدو ألطف شكلا من زوايا سيارتي «تيغوان» و«كيوغا».

كذلك لم تتخل «مازدا» عما يميز مقصورات سياراتها، أي السعة والراحة اللتان توفرهما للركاب، فالسيارة الجديدة تستوعب نحو 503 ليترات من الحمولة، فضلا عن إمكانية طي المقاعد الخلفية جزئيا بنسب 40:20:40. وفي حال طي المقاعد الخلفية كلها، ترتفع مساحة الحمولة الكلية إلى 1620 ليترا مكعبا، أي ما يزيد على الحيز الذي توفره عادة سيارات الـ«استيت» (ستيشن واغن).

وتفاخر «مازدا» باعتزاز بمحركات سيارتها الجديدة وتقول إنها تنتمي إلى تقنية «سكاياكتف» الجديدة. وهي تقنية مثيرة للاهتمام، ولكنها معقدة أيضا؛ فهي تضم محركا بتروليا جديدا سعة ليترين يولد 165 حصانا مكبحيا من القوة نتيجة نسبة انضغاطه العالية (14:1) التي تؤمن الاقتصاد في استهلاك الوقود (47.1 ميل بالغالون الواحد). ولكن ضجيج هذا المحرك عال نسبيا، وزئيره يفوق صوت محرك الديزل الجديد أيضا سعة 2.2 ليتر، والمشحون توربينيا، كما ينقصه عزم الدوران الذي تتميز به محركات الشحن التوربيني.

يولد محرك الديزل 173 حصانا مكبحيا من القوة. وقد حاز إعجاب كل من تسنت له فرصة تجربته. ومع ذلك، يتوقع أن يستأثر المحرك الأول، أي البترولي، بنسبة 85 في المائة من المبيعات بالنظر إلى قوته وسلاسته. وحتى المحرك البترولي الأصغر والأقل قوة منه (150 حصانا مكبحيا) سريع أيضا، ويملك عزم دوران كافيا يبلغ 280 رطلا/ قدم بتسارع يبلغ 9.2 ثانية للانطلاق من نقطة الثبات إلى سرعة 60 ميلا في الساعة. وتتسم هذه المحركات بأنها أكثر صداقة للبيئة من المحركات الأخرى في فئتها، حيث إن ما تنفثه عوادمها من غاز ثاني أكسيد الكربون يقل عن المعدل الذي تنفثه المحركات المنافسة، مما يعني أن لا حاجة فعلية إلى المحرك البترولي الأكبر (173 حصانا)، كون المحرك الأصغر يفي بالمطلوب. ولأن السيارة تقطع نحو 8 أميال بالغالون الواحد، فلا حاجة أيضا إلى الدفع الرباعي على العجلات جميعها، وإن كان البعض يفضله. أما الخيار الآخر الذي توفره هذه السيارة، فهو بين ناقل سرعة يدوي أو أوتوماتيكي، وكلاهما جديد وجيد وبست سرعات. مع ذلك يبقى الخيار الأوتوماتيكي أفضل بعض الشيء، إذ يكفي وضع ذراع السرعة على حرف D الخاص بالقيادة بالنسبة إلى ناقل الحركة الأوتوماتيكي، حتى يشعر السائق أنه يسير باستمرار على السرعة الصحيحة والمناسبة. مع ذلك لا بد من التذكير بأن عدم وجود القابض المزدوج من شأنه التأثير على نسبة التوفير في استهلاك الوقود. ولا بد من التذكير أيضا بأن الناقل اليدوي جيد هو الآخر، علما بأن «مازدا» دوما تعنى بمثل هذه اللمسات التي تضفيها على موديلاتها المختلفة، لا سيما على صعيد الانسيابية ومقاومة الريح من دون سماع هسيسه. ويبدو أن «سي إكس - 5» ليست استثناء، فأول ما يلاحظه سائقها خلوها نسبيا من الضجيج، ليس على صعيد محركاتها البترولية فحسب؛ بل أيضا على صعيد محركات الديزل المعروفة عادة بصوتها العالي، كما أنها قادرة على التعامل بسلاسة مع الطرق الرديئة خاصة في حال تزويدها بعجلات كبيرة قياس 19 بوصة، بدلا من 17.

إلا أن المأخذ الوحيد عليها يعود إلى داخلها، فمقصورتها متواضعة من حيث التصميم والمواد المستخدمة معا، وتعتبر عادية جدا، ويتوقع أن يساهم هذا الطراز في زيادة حصة «مازدا» من السوق، كونها تجمع بين جمال الشكل والعملانية أيضا. ويبدو أن شركة «مازدا» التي اشتهرت بمحركات «وانكل» الرحوية، تسعى جديا للحفاظ على قدرتها التنافسية في سوق تزداد فيها الخيارات والابتكارات بوتيرة متسارعة.

* بطاقة فنية

* الطراز الذي سبق «سي إكس - 5»: «مازدا سي إكس - 7».

* النوع: سيارة «إس يو في» مدمجة متحولة (كروساوفر).

* المنصة: «سكاياكتف».

* ارتفاع المركبة: 67.1 بوصة.

* الوزن الفارغ: 1.510 كلغ.

* محركا الديزل: مشحونان توربينيا على طورين.