السيارات الأجنبية في الصين تهدد الوطنية في عقر دارها

رغم سياسة استحواذ مصانع السيارات الغربية المعروضة للبيع

«جيلي» الصينية الصنع.. باعت 10 آلاف سيارة في الخارج
TT

بينما لا تزال الصين السوق الواعدة لمعظم شركات السيارات العالمية، ويتطلع قطاعها الصناعي النامي للسيارات إلى منافسة الشركات الأجنبية في الأسواق العالمية، يواجه هذا القطاع اليوم تحديا غير متوقع في عقر داره يهدد بفقدانه لسوقه المحلية على الرغم من أنها أكبر سوق سيارات في العالم نموا وأسرعها أيضا.

وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، أكدت قبل بضعة أيام، نقلا عن «اتحاد منتجي السيارات» في الصين إن مبيعات السيارات في السوق الصينية خلال النصف الأول من العام الحالي زادت بنسبة 2.9 في المائة لتصل إلى 9.6 مليون سيارة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما كان معدل نمو المبيعات خلال العام الماضي ككل 3.4 في المائة، وخلال النصف الأول من العام قبل الماضي 4.8 في المائة.

واستنادا إلى إحصاءات «اتحاد منتجي السيارات»، باعت شركات السيارات الصينية خلال النصف الأول من العام الحالي 3.15 مليون سيارة، بانخفاض بلغت نسبته 0.2 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي، كما انخفضت حصة السيارات الصينية من السوق المحلية بنسبة 3 في المائة إلى 41.4 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، بعد تراجعها بنسبة 3.4 في المائة خلال العام الماضي.

ونقلت وكالة «شينخوا» عن هوانج هايتاو، نائب مدير مبيعات شركة «جيلي»، إحدى أهم شركات السيارات الصينية قوله: «تقريبا كل السيارات المحلية عانت من تراجع المبيعات منذ يناير (كانون الثاني) الماضي. وقد تراجع كل من حجم المبيعات والحصة السوقية».

وكانت «جيلي» قد استحوذت على شركة «فولفو كارز» السويدية للسيارات في ذروة ازدهار صناعة السيارات الصينية عام 2010 عندما زادت المبيعات بنسبة 32 في المائة عن العام السابق. وفي شهر يونيو (حزيران) الماضي، أعلنت عن تصدير 10 آلاف سيارة من مصنعها إلى الأسواق الخارجية.

ولكن كثيرا من مديري المبيعات في الشركات الصينية يعربون اليوم عن قلقهم من أن يفشلوا في تحقيق المبيعات المستهدفة للعام الحالي إذا استمر تراجع نمو السوق.

من جانبها، تعتبر شركة «فولكسفاغن» الألمانية أن سوق السيارات في الصين بدأت، بعد سنوات من النمو الاستثنائي، تظهر «مؤشرات على أنها طبيعية»، وفقا لبيان أصدرته الشركة عقب الإعلان عن ارتفاع مبيعاتها في الصين بنسبة 17.55 في المائة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

ووفقا لبيان مكاتب الشركة في بكين، باعت «فولكسفاغن» 1.3 مليون سيارة لتنمو بوتيرة أسرع من سوق السيارات الأسرع نموا في العالم، فقد باعت الشركة 982 ألفا و600 سيارة من السيارات التي تحمل العلامة التجارية الأساسية «فولكسفاغن» بنسبة ارتفاع بلغت 15.2 في المائة على أساس سنوي، و193 ألفا و900 سيارة من سيارات العلامة التجارية «أودي» بزيادة نسبتها 37.2 في المائة و120 ألفا و700 سيارة من سيارات «سكودا» بنسبة ارتفاع بلغت 7.6 في المائة، عن الفترة نفسها قبل عام.

تجدر الإشارة إلى أن صناعة السيارات في الصين أصبحت، منذ عام 2008، الصناعة الأضخم في العالم من حيث عدد السيارات التي تنتجها. وفي عام 2009 تجاوزت الصين الولايات المتحدة كأكبر دولة منتجة للسيارات في العالم؛ إذ إنها أنتجت في العام المذكور 13.79 مليون سيارة من بينها 8 ملايين سيارة ركاب و3.41 مليون سيارة نقل تجارية.

ومن أصل هذا الإنتاج، شكلت الماركات الصينية 44.3 في المائة من الإنتاج (ومن بينها شركتا «جيلي» و«شيري»)، بينما تشكلت النسبة الباقية من إنتاج الشركات المشتركة مع الصناع الأجانب، وفي مقدمتهم «فولكسفاغن» و«جنرال موتورز» و«هيونداي» و«نيسان» و«تويوتا» و«ميتسوبيشي».

وقد بلغ عدد السيارات الصينية الصنع التي صدرت إلى الخارج 814300 عام 2011 الماضي.