«بي إم دبليو» تزيح «مرسيدس ـ بنز» عن المركز الأول.. و«أودي» تدفع «بي إم دبليو» إلى الثاني

رغم تباطؤ نمو مبيعات السيارات الفارهة في الهند

لاقت سيارة «أودي Q3» الرياضية المدمجة رواجا كبيرا في السوق الهندية
TT

تتصارع شركات صناعة السيارات الفارهة الثلاث في الهند للتربع على صدارة مبيعات السيارات في السوق الهندية عبر إنتاجها الجديد من هذه السيارات.

يأتي هذا التطور بعد أن تخلت شركات صناعة السيارات الألمانية الكبرى، «بي إم دبليو» و«مرسيدس بنز» و«أودي»، عن طرح سياراتها الفخمة في سوق الهند وعمدت إلى طرح سيارات صغيرة أقل سعرا في سوق المبيعات الهندية الضخمة. وقد بدأ ذلك بسيارة «بي إم دبليو X1» وسيارة رياضية متعددة الأغراض بسعر 2.2 مليون روبية.

وبعد أن فقدت بريقها في السوق الهندية لصالح السيارات الألمانية، تخلت «مرسيدس بنز إنديا» أيضا عن استراتيجيتها للفوز بنصيب وافر في السوق. وهي تستعد الآن لتدشين كل الفئة «بي» الجديدة المعروفة باسم «سبورتس تورر» في سبتمبر (أيلول) المقبل. وستكون السيارة «سبورتس تورر» أقل ثمنا من سيارة «مرسيدس» المعروضة بسعر 2.5 مليون روبية. وتباع سيارات الفئة «سي» لشركة «ديملر إيه جي» الهندية في الوقت الراهن بما يقرب من ثلاثة ملايين روبية، وهو سعر السيارة الأرخص التي تطرحها في الهند. وقد تضطر «مرسيدس» أيضا إلى الاعتراف بالمبيعات الجيدة للسيارات الأصغر حجما والأرخص من الفئة «إيه» العام المقبل، فيما يتوقع أن يكون قرارا مبدلا للعبة بسعر أقل من مليوني روبية.

ويقول مدير «مرسيدس بنز إنديا» للمبيعات والتسويق، ديباشيا ميترا: «نحن نستهدف كل مجموعة جديدة من العملاء بسيارتنا (تورر) متعددة الأغراض في البلاد. وقد توسعنا بالفعل في مدن الطبقة الثانية التي يتوقع أن تحقق زيادة كبيرة في أعداد مبيعات هذا المنتج الناجح عالميا».

ويتوقع أن تنتج الشركة في عام 2014 نموذجها الجديد من سيارات السيدان، القائم على الفئة «إيه»، وتطرحه في السوق الهندية. وقد ظهرت هذه السيارة تحت اسم «سي إل سي» كوبيه مؤخرا في الصين، ويتوقع أن يكون ذلك النموذج الجديد من سيارات «مرسيدس سيدان» الفارهة التي تنتشر في العالم أدنى سعرا من الفئة «سي»، وستنافس سيارة «بي إم دبليو» الفئة الأولى وسيارة «أودي إيه3» السيارة السيدان.

في أعقاب ذلك تخطط «مرسيدس» لطرح السيارة «جي إل إيه» الرياضية المدمجة ومتعددة الأغراض في أعقاب سيارتها الأكثر مبيعا. وهي نموذج رئيسي آخر للعلامة التجارية الألمانية، التي تأمل مضاعفة نجاح السيارة «X1 وQ3».

يتوقع أن تستثمر «مرسيدس بنز» ما لا يقل عن 4 مليارات روبية لتوسيع قدرتها على تجميع السيارات محليا، وهذه الخطوة ستساعد شركة صناعة السيارات الألمانية على توفير الضرائب على أسعار سياراتها بصورة أكثر تنافسية.

سيتم استغلال هذا الاستثمار في إقامة خطي تجميع، بالإضافة إلى الخط القائم في منشأة «تشاكان»، القريبة من ولاية بوني. بيد أن «مرسيدس» تتوقع أن تطرح في الهند بديلا لسيارات الديزل من الفئة «بي» من السيارات المدمجة خلال الـ18 شهرا المقبلة، حيث تحظى السيارات التي تسير بالوقود الرخيص بشعبية أكبر.

وتجني شركات صناعة السيارات الفارهة العاملة في الهند الجزء الأكبر من عائداتها من مبيعات النماذج الأولية. فسيارة«X1» التي طرحتها «بي إم دبليو» والأرخص ثمنا شكلت نحو30 في المائة من مبيعاتها السنوية في عام 2011، فيما لاقت سيارة «أودي Q3» الرياضية المدمجة التي طرحتها بسعر 2.65 مليون روبية، رواجا كبيرا في السوق.

قبل عامين، لقنت شركة «بي إم دبليو» الألمانية درسا قاسيا لمنافستها اللدود شركة «مرسيدس بنز الهند» عندما تصدرت قائمة مبيعات شركات السيارات الفارهة. وبعد ما يزيد على عامين، يبدو أن شركة ألمانية أخرى من الوزن الثقيل هي «أودي»، ستلقن «بي إم دبليو» الدرس ذاته؛ فقد دفعت «أودي»، التي أنتجت السيارة «Q3» الرياضية المدمجة في عام 2012 بشركة «مرسيدس» إلى المركز الثالث. ويتوقع أن تزيح «Q3» سيارة «بي إم دبليو» من قائمة السيارات الأعلى مبيعا في الهند.

ومن المتوقع أن تتصاعد المنافسة بين شركات صناعة السيارات الفارهة الثلاث مع بدء هذه الشركات بإنتاج سيارات أدنى سعرا، وهو ما يجعل سياراتها متوفرة لدى قطاع أكبر من الهنود الواعين للعلامة التجارية.

ويقول براديب ساكسينا، المدير التنفيذي، لشركة «تي إن إس أوتوموتيف»، شركة الأبحاث التسويقية: «دائما ما تمنحك العلامات التجارية الطموحة نوعا من النشوة، ومع رخص أسعار هذه السيارات سيكون هناك المزيد من المشترين الذين سيرغبون في شرائها. وحتى وقت قريب كان طموح أبناء عائلات الطبقة فوق المتوسطة مقصورا على اقتناء سيارات (هوندا) و(تويوتا) لكن هذه الشركات ربما تفقد مكانتها خلال سعيها للوصول إلى القطاع الشعبي. وهناك تحول واضح لدى شركات صناعة السيارات الفارهة التي تحاول زيادة انتشارها».

وقد طرحت «بي إم دبليو» التي تتصدر المركز الأول، بالفعل سيارتها المتميزة «ميني» ويتوقع أن تطرح منافستها «إيه4»، الفئة الثالثة الجديدة، في السوق قريبا.

يقول الدكتور إندرياس سكاف، رئيس شركة «بي إم دبليو إنديا» إن «هناك كثيرا من المنتجات التي سيتم تدشينها خلال الأشهر القليلة المقبلة من الفئة الثالثة الجديدة. وسوف تطرح «X1» أيضا في نهاية العام سيارة منافسة للفئة السابعة الجديدة. ولا يزال في جعبة الشركة كثير لباقي العام. وسوف ندرس هذا القطاع لطرح المنتجات التي ستلبي طلبات المستهلكين لا في السعر فحسب بل في مادة المنتج أيضا». وقد أعلنت شركة صناعة السيارات الألمانية أن سيارات السيدان ذات الدفع الخلفي ستضاف إلى سيارات الفئة الأولى من «بي إم دبليو» في عام 2015. وسيارات السيدان الجديدة هذه ستنافس نظيراتها من الدفع الأمامي الألمانية، وسوف تدشن سيارة «أودي إيه3» في عام 2014، كما ستطرح «مرسيدس بنز» سيارتها «سي إل إيه» للبيع العام المقبل.

بيد أن «بي إم دبليو» لم تقدم تفاصيل بشأن محرك أو أداء هذه السيارة. وقد أوضحت «بي إم دبليو» أن عددا من السيارات التي طرحتها في السوق في النصف الثاني من هذا العام تجاوزت نسبة مبيعاتها 10.000 وحدة مما يعزز صدارتها لقمة اللائحة.

وتخطط «أودي» بطرحها لما لا يقل عن ستة طرازات جديدة خلال الأشهر الـ18 المقبلة في الهند لاجتذاب أعداد أكبر من الزبائن، وتنوي توسيع أعداد مصانع التجميع إلى 25 موقعا بنهاية العام.

وتخطط الشركة أيضا لإنشاء خط تجميع جديد يتولى تجميع سيارات «Q3» و«Q7» وتخطط أخيرا لطرح السيارة «A3» خلال الأعوام القليلة المقبلة، التي ستساعد شركة صناعة السيارات في التخلص من الضرائب المرتفعة على الواردات وأسعار منتجاتها بشكل كبير. ومع ازدياد الطلب عالميا على «Q3» خصصت أودي 1.000 وحدة للهند فقط لعام 2012، لكن ما إن يبدأ خط التجميع في عام 2013 يتوقع أن تتضاعف الأعداد.

وبعد حلول «مرسيدس» في المركز الثاني لأضخم صناع سيارات في البلاد، أعدت «أودي» العدة للحصول على المركز الأول في بداية عام 2014 مدعومة بمحفظة موسعة وشبكة موزعين ضخمة. ويشير المقربون من الشركة إلى أن سلسلة الطروحات الجديدة، وشبكة التوسعات تمثل هدفا واقعيا، وربما تتمكن «أودي» التي تملكها مجموعة «فولكس فاغن» من التغلب على «بي إم دبليو» في النصف الثاني من 2014 نفسها.

بيد أن رئيس «أودي إنديا»، مايكل بيرستشك، أشار إلى أن الشركة تعتزم بلوغ المركز الأول بحلول عام 2014 بطرحها سلسلة من السيارات الجديدة في القطاعات الناشئة. وعلى الرغم من تراجع نمو المبيعات في سوق السيارات الهندية، تحقق شركات صناعة السيارات الفارهة أرقام مبيعات مذهلة عبر الدخول إلى قطاعات جديدة في السوق، حيث تتنامى سوق السيارات الهندية الممتازة والفاخرة بمعدل 30 إلى 40 في المائة سنويا ليستقر عند 23.000 وحدة في عام 2011. ويتوقع أن يصل إلى ما بين 30.000 و31.000 وحدة بنهاية عام 2012. بيد أنه برغم الاضطراب الذي صاحب النماذج الأولى من سيارات «أودي» و«بي إم دبليو» و«مرسيدس بنز»، يتوقع أن تعود السوق إلى سابق عهدها وبسرعة كبيرة للغاية. ويقول هورمازد سورابجي، محرر مجلة «أوتوكار إنديا»: «ستكون المنافسة قوية. وسيكون القتال بين (أودي) و(بي إم دبليو). فقد خسرت (مرسيدس بنز) موقعها نوعا ما. لكن دخول المزيد من السيارات المدمجة سيعزز النمو وستتمكن الشركات التي تحظى بانتشار واسع واستثمارات جديدة على ميزة كبيرة».

ويرى ديبش راثور، المدير الإداري لشركة «آي إتش إس غلوبال إنسايت» أن الهند صغيرة لكنها تمثل سوقا كبيرة للسيارات الفارهة، يقودها في ذلك بشكل أساسي التكنولوجيا والمنتجات الجديدة. فلا يوجد ولاء كبير للعلامة التجارية لكن الحاجة إلى شراء أفضل السيارات يعزز مبيعات أي لاعب في السوق. وأضاف أن «مرسيدس بنز» تفتقر في الوقت الحالي إلى الحافز للحصول على مزيد من العملاء نتيجة لاستثماراتها القديمة معلقا بقوله: «إنها بحاجة إلى تجديد عروضها وجعلها أقرب إلى منافسيها للحصول على مزيد من الاهتمام في السوق الهندية، فسيارات الفئة (بي) قد لا تكون الأنسب في سوق تهيمن عليها سيارات السيدان والسيارات الرياضية متعددة الأغراض».