«ميتو» سيارة صغيرة جاذبيتها في محركها.. ولكن استهلاكها للوقود عقبة

«ألفا روميو» تتطلع إلى منافسة «أودي - إي 1» و«سيتروين - دي إس 3» و«ميني»

«ميتو» تنطلق من نقطة الثبات إلى سرعة 62 ميلا في الساعة خلال 12.5 ثانية وهو تسارع يقل عن تسارع سيارة «مونديو» الأبطأ منها
TT

سيارة «ميتو» تعتبر نسخة «ألفا روميو» من طراز «ميني»، فهي سيارة صغيرة استثنائية الشكل تختلف عن المألوف من السيارات الصغيرة وتندرج في فئة مدمجة من الموديلات المتميزة التي تكلف شاريها أكثر من مثيلاتها ولكنها تقدم له مبادرة خاصة إلى حد ما.

تأتي سيارة «ميتو» هذا العام بمحرك جديد، وهو محرك ثنائي الأسطوانات (Twin Air) الذي استعمل للمرة الأولى في سيارة «فيات 500». ويبدو المحرك ذو الأسطوانتين ابتكارا غريبا إلى حد ما هذه الأيام، لكنه يحقق اقتصادا مذهلا في الوقود، وبالتالي فقد يكون تصنيعه على المدى البعيد أرخص من تصنيع المحرك ذي الأربع أسطوانات.

إلا أن سيارة «ميتو توين إير» المجهزة بمحرك سعة 875 سي سي، أغلى ثمنا من طراز «ميتو 1.4 8v» ذي الأربع أسطوانات، ذلك أن ثمن السيارة «توين إير» يزيد في السوق البريطانية بنحو 945 جنيه إسترليني عن الطراز 1.4 الأقل قوة نسبيا، وبالتالي لا بد من أن تكون هذه السيارة جيدة حقا ليكون ذلك مبررا لهذه التكلفة الإضافية.

مواصفات السيارة لا تبدو، على الورق، واعدة إلى هذا الحد، فقوة الـ85 حصانا لا تكفي لإثارة حماس أحد حيال الأداء المتوقع منها، حتى في سيارة صغيرة مثل «ميتو»، كما أنها تنطلق من نقطة الثبات إلى سرعة 62 ميلا في الساعة خلال 12.5 ثانية، وهو تسارع يقل عن تسارع سيارة «مونديو» الأبطأ منها.

ولكن حين تختبر «ميتو» على الطريق، تتجاوز هذه السيارة التوقعات بكثير، فالمحرك الصغير ذو الأسطوانتين يدور بسلاسة، كما أنه يحتوي على رقيقة معدنية رفيعة للحفاظ على عزم التدوير عند سرعات الدوران المنخفضة، مما يجعل الأداء يبدو قويا.

وتنفد قوة تسارع المحرك عند سرعة 6 آلاف لفة في الدقيقة، مما يحتاج إلى بعض التعود عليه، إذ يتم الوصول إلى الحد الأقصى للدوران، نسبيا، بسرعة عند كل تغيير للسرعة، وبالتالي فإن المحرك يصبح في حاجة إلى تغيير السرعة مرة أخرى قبل أن ينتبه السائق إلى ذلك.

ولا تخلو السيارة من الثلاثي المميز لسيارات «ألفا روميو»، أي وضع القيادة «الديناميكي» (Dynamic) أو «الطبيعي» (Natural) أو «المناسب لجميع الأجواء» (All Weather) وهي تعرف اختصارا بتقنية «DNA»، فبحركة واحدة على لوحة التحكم الوسطى، باستطاعة السائق تغيير نمط قيادة السيارة. وإذا انتقل السائق من نمط القيادة «الديناميكي» إلى «الطبيعي»، تتراجع قوة المحرك إلى 78 حصانا ويحدث انخفاض أكبر في عزم التدوير، وتصبح سيارة «ميتو» على الفور أكثر تثاقلا في الحركة، لكن هذا الاختيار لا ينبغي استعماله إلا إذا كان الهدف هو تحقيق أقصى قدر من الاقتصاد في استهلاك الوقود.

الانطلاق والقيادة على الطريق تعرضت سيارة «ميتو» لبعض الانتقادات الشديدة حين جرى إطلاقها في المملكة المتحدة أوائل عام 2009 وذلك بسبب هيكلها ونظام التعليق بها مما حدا بشركة «ألفا روميو» إلى إدخال تغييرات سريعة عليها في ذلك العام. أما وقد أصبحت «ميتو توين إير» سيارة تنطلق على الطرق بالثبات المتوقع منها، ولكن ليس بثبات كامل، فطرازات «ألفا روميو» تصنف في الأساس ضمن فئة السيارات الرياضية.

وتتساوى قيادة هذه السيارة مع قيادة معظم منافسيها، فهي خفيفة بما فيه الكفاية، لكنها تصبح أكثر ثقلا في وضع القيادة «الديناميكي»، كما أنها تتميز بمقود يعمل بمساعدة الـ«باور ستيرينغ»، مما يلغي إلى حد كبير تأثيرات الطريق على الإطارات.. ولكن هذا هو ما تفعله مثيلاتها أيضا.

على صعيد الصالون تسجل «ألفا روميو» بعض نقاط التفوق، فإذا مل المستهلك من التصميمات الداخلية الكرتونية لسيارة «ميني» أو من لوحة العدادات الصماء في السيارة «أودي A1»»، فإن سيارة «ميتو» هي الحل، فلوحة العدادات تتمتع بتصميم محبب يمزج قيم «ألفا روميو» مع الغرابة المتفردة التي تمنحها بعض السحر.

كذلك فإن الجلوس على مقاعدها مريح بشكل جيد، ويعطي الراكب إمكانية إدخال كثير من التعديلات، وبالفعل قفزت مبيعات سيارات «ألفا روميو» للسيدات بفضل طراز «ميتو»، مما يعني أن مثل هذه الميزات قد تكون في غاية الأهمية.

أما الوضع في المؤخرة فليس بنفس الجودة، رغم أن المقاعد جيدة هنا أيضا. ومع أن حجم صندوق السيارة مناسب إلى حد ما، فإن عتبة الباب مرتفعة جدا.

وربما تكون مستويات الضوضاء التي تنبعث منها مثيرة للجدل، ففيما يرجح استمتاع السائقين بصوت المحرك، فإن من السهل كذلك تخيل الركاب وهم يعلقون ببساطة على مستوى ارتفاع الصوت بدلا من جودته. وفي كلتا الحالتين، فعند السير بالسرعة المناسبة للطرق السريعة، يصدر عادة قدر ملحوظ من الضوضاء، سواء من الإطارات أو من الرياح.

الاقتصاد والأمان شركة «ألفا روميو» تروج لـ«ميتو» بوصفها سيارة اقتصادية تقطع 67.3 ميلا بكل غالون، وهي نتيجة جيدة إلى حد مدهش. إلا أنه من الصعوبة بمكان الاقتراب من هذا الرقم، ففي حال قيادة السيارة داخل المدينة في وضع القيادة «الديناميكي»، تشير عدادات السيارة إلى أن معدل استهلاك السيارة للوقود هو 31 ميلا للغالون.

وبالانتقال إلى وضع القيادة «الطبيعي»، الذي يتضمن قوة حصانية منخفضة ورد فعل أخف لدواسة البنزين وبذل جهد كبير في القيادة، بحيث لا يتجاوز المحرك 3 آلاف لفة في الدقيقة أو 60 ميلا في الساعة، ويصل استهلاك سيارة «ميتو» إلى 40 ميلا في الغالون.

ولكن على الجانب الإيجابي، فإن انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى 98 غراما لكل كيلومتر يعني أن سيارة «ميتو توين إير» معفاة في بعض الدول الأوروبية وخصوصا في بريطانيا من ضريبة الطرق ورسوم الاحتقان المروري في لندن.

باختصار تعتبر سيارة «ميتو» آمنة بالنسبة لكونها سيارة صغيرة، وهي تتمتع بخمس نجوم كاملة من البرنامج الأوروبي لتقييم السيارات الجديدة.

* ميتو.. في أسطر

* الطراز: «ألفا روميو ميتو توين إير»

* تاريخ الطرح في السوق: يوليو (تموز) 2012

* السعر في المملكة المتحدة: 15350 جنيها إسترلينيا

* متوافرة منذ: أغسطس (آب) 2012

* المزايا: ممتعة القيادة، صالونها رياضي التصميم، تقدم تحسينات كبيرة عن طراز «ميتو» الأصلي

* العيوب: غير اقتصادية، وصوتها مزعج

* المحرك: متميز ويمنح سيارة «ميتو» جاذبية حقيقية ويشكل إغراء كبيرا للسائقين.

* المنافسون الرئيسيون: «أودي A1»، «سيتروين DS3»، «ميني» هاتشباك