السيارة الكهربائية «صديقة» للبيئة.. ولكنها لن تكون «صديقة» للمشاة

TT

رئيس مجلس إدارة شركة «نيسان»، ومديرها العام، كارلوس غصن، يتوقع أن تستأثر السيارات الكهربائية بنسبة 5 في المائة من السوقة العالمية للسيارات في غضون السنوات الخمس المقبلة.

الإقبال المتزايد على استعمال السيارات الكهربائية داخل المدن الكبرى على الأخص، يكشفه قرار عمدة العاصمة البريطانية، بوريس جونسون، بتحويل أسطول تاكسيات لندن، تدريجيا، إلى سيارات تعمل بالكهرباء، التوجه المرحب بهذه النقلة النوعية من السيارة العاملة بالوقود التقليدي إلى السيارة الكهربائية في أوساط المستهلكين يظهره فوز سيارة «تسلا»، الكهربائية بالكامل، بلقب «سيارة العام 2013» الذي تمنحه، سنويا، مجلة «موتور تراند» الأميركية المتخصصة بشؤون السيارات.. ولكن السؤال يبقى: إذا كانت السيارة الكهربائية الحل الأمثل لمراعاة سلامة البيئة فهل يمكن اعتبارها سيارة مثالية لمراعاة سلامة المشاة أيضا؟

مؤسسة الأبحاث في مركز «أليانز» الألماني للتأمين دقت ناقوس التنبيه من تزايد حوادث السير، وتحديدا حوادث دهس المشاة، بسبب السيارات الكهربائية، وحث خبراء المؤسسة شركات السيارات على إضافة نظام تحذير صوتي للسيارات الكهربائية كتجهيز أساسي من أجل خفض مخاطر الحوادث.

وتلفت المؤسسة الألمانية العملاقة إلى مأخذ رئيسي على السيارات الكهربائية بتنبيهها إلى أهمية وضرورة التعرف على السيارات الكهربائية من جانب «المستخدمين الآخرين للطرق». ولأن السيارات الكهربائية والسيارات الهجين التي تعمل بالبنزين والكهرباء معا تكون صامتة عند تشغيلها على الوضع الكهربائي؛ فهي تثير مخاوف واسعة من أن لا يتنبه مستخدمو الطرق الآخرين مثل المشاة أو راكبي الدراجات لوجود هذه السيارات، فيذهبون ضحية «صمتها». لذلك طالبت المؤسسة أن يكون نظام التنبيه الصناعي «إجباريا» عند السرعات التي تزيد على 30 كيلومترا في الساعة.

ولكن هذا المأخذ قد تسهل معالجته دون الاضطرار إلى إضافة أزيز مصطنع على السيارة الكهربائية لتنبيه المشاة إلى مرورها أو اقترابها منهم، في حال أعطت اختبارات تستضيفها مدينة فرانكفورت الألمانية النتائج المرجوة منها.

اختبارات فرانكفورت الميدانية المكثفة، تجري على أسطول من 120 سيارة مصممة لاختبار إمكانيات تطوير ما أطلق عليه اسم «السيارات الذكية».

سوف تجري الاختبارات على مدار السنوات الـ4 المقبلة باستخدام تقنية مصممة للتخلص من الخطأ البشري في عملية القيادة. ويشكل البحث جزءا من مشروع يطلق عليه «الحركية الذكية الآمنة - حقل التجربة ألمانيا».

ومن خلال استخدام شبكة لاسلكية محلية، تتبادل السيارات المعلومات بشأن المخاطر المحتملة على الطريق باستخدام أنظمة اتصال من سيارة إلى سيارة وأنظمة اتصال من سيارة إلى مراكز للبيانات الأساسية. وتشمل هذه الأجهزة نظام مساعدة لإشارات المرور يوفر تفاصيل فورية عن التحويلات في الطريق والقيود المؤقتة مسبقا بالإضافة إلى الحدود القصوى للسرعة. وفي حال استقبال أضواء المكابح الذكية رسالة من سيارة أمامها يتعين عليها عندئذ التوقف فورا.

ونظام التحذير الذي يجري العمل على تطويره يحذر مستخدمي الطريق من العراقيل ومن الأشياء التي تشكل خطرا على الطريق، ويشتمل على برنامج إدارة تحذيرات سير عام مصمم لتنبيه السائقين إلى ازدحام السير في طريقهم، وبالتالي يخفف من ازدحام حركة السير ويقلل من استهلاك الوقود.

تقدم الأبحاث التكنولوجية الهادفة إلى تأمين التكنولوجيا المتقدمة للسائقين في كل أحوال القيادة اليومية مساعدة للسيارة الكهربائية على «استشعار» المشاة وتجنبهم أوتوماتيكيا.. ولكن ذلك سيعني زيادة ملموسة في سعر السيارة الكهربائية.. المرتفع أصلا دونها.