صورة السيارة كرمز لوضع مالكها الاجتماعي مرشحة للزوال في السنوات الـ5 المقبلة

في دراسة لمؤسسة ألمانية للاستشارات

TT

تتوقع مؤسسة «غارتنر» المستقلة للاستشارات وأبحاث الأعمال، التي تتخذ من مدينة شتوتغارت الألمانية مقرا لها، أنه بحلول عام 2016 سيتحول واحد من بين كل عشرة من مالكي السيارات في المدن الكبيرة إلى نظام مشاركة السيارات - أو نظام تقاسم استخدام السيارات - بدلا من امتلاك سيارة خاصة به.

ويقول المحللون الاقتصاديون في المؤسسة إن صورة السيارة ستتغير «كرمز للمكانة الاجتماعية وكسلعة يجب امتلاكها»، ما يستتبع تراجع أهمية وصورة السيارة كرمز في المجتمعات الغربية. ويتوقع المحللون الألمان أن التوجه إلى نظام المشاركة في استخدام السيارات والسيارات المتصلة بالإنترنت سوف يشكل تحديا كبيرا للشركات المصنعة للسيارات.

لذلك، ومن أجل احتفاظ شركات إنتاج السيارات بعملائها، تعتقد المؤسسة أنه سيتعين على هذه الشركات أن تتأكد، في المستقبل، من أن منتجاتها تتماشى مع التطور السريع في تكنولوجيا المعلومات. وذلك يعني الاتصال والتفاعل القوي مع كل شيء بدءا من الهواتف الذكية والإنترنت إلى أنظمة ذكية لتنظيم حركة السير.

وفيما تظهر بعض الإحصائيات أن واحدا من بين كل اثنين من مالكي السيارات يميل في الوقت الحالي إلى استخدام تطبيقات الهواتف الذكية المتداولة حاليا، فإن على سائقي السيارات توقع المزيد من التطبيقات المتوافقة بصورة أكبر مع سياراتهم. هذا لا يعني تحويل السيارة إلى كومبيوتر متجول على إطارات، ولكن تمكين السيارة من استيعاب المزيد من التفاعل الخارجي من أجل تحسين الحركة والحصول على وضع مثالي قدر الإمكان.

وقول محللو المؤسسة الألمانية إن مثل هذه السيارات سترسم مسارات وستوجه السائقين خلال الاختناقات المرورية في حركة السير على الطرق لتجنبها، وحتى إنها ستعمل على تزامن وضبط تواريخ ومواعيد الارتباطات لتأخذ في اعتبارها التأخر بسبب الازدحام المروري.

إلا أن هؤلاء المحللين لا يستبعدون أن تجد الكثير من الشركات المصنعة للسيارات صعوبة في التعامل مع المستوى الجديد من الانفتاح المطلوب، ولذلك يتوقعون أن تكون الشركات العالمية فقط في وضع يمكنها من مواكبة كل الاتجاهات الجديدة.