«فيات» تخضع سيارتها باندا لعملية تجميل

كي تتخلص من تلقيبها بـ«علبة البسكويت المتنقلة»

TT

قد تبدو «فيات باندا» سيارة صغيرة وبالتالي قريبة للقلب. لكن جيلها الجديد قادر على منافسة السيارات الأكبر حجما على صعيدي السرعة وخفة الحركة.

«فيات باندا»، المحببة للشباب والكبار على حد سواء، بدأت تظهر بشكل متزايد في شوارع المدن الأوروبية، يقودها الشبان والكبار، وأحيانا ربات المنازل لدى توجههن إلى المتاجر والمحلات للتبضع.

وهي لصغرها تملك الكثير من السحر، وحتى الدلال فهي تتبختر كالحسناء في شوارع المدن الضيقة، متغلبة على الازدحام ومشكلات السير، نظرا إلى مرونتها وعمليتها، وحتى «خفة دمها» إذ إن الكثير من السيارات الكبيرة تفسح لها الطريق حالما تراها سائرة بقربها.

«فيات باندا»، بشخصيتها المميزة، تملك محركا صغيرا واقتصاديا، لا ينتج عنه تأثير يذكر على أدائه الجيد. على العكس من ذلك، تعتبر السيارة نشيطة جدا على الرغم من صغرها، سواء أثناء تنقلها في شوارع المدن، أو في حال ركنها في ألأماكن الضيقة.

في الماضي كان الكثيرون يطلقون على هذه السيارة الصغيرة لقب «علبة بسكويت مركبة على عجلات». أما اليوم فقد باتت السيارة مدعاة لتفاخر لدى أصحابها بها، تماما مثل اقتناء السيارات الرياضية الغالية الثمن. وكانت حتى وقت قريب تعتبر مجرد سيارة غير مريحة، وخطرة، خاصة في حال ارتطامها بسيارات أكبر حجما. لكن جاذبيتها الشرائية كانت تكمن في رخص ثمنها وفي سهولة ركنها في الشوارع المزدحمة.

لكن صورة السيارة تغيرت كثيرا في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد الارتفاع الحاد في أسعار الوقود واتجاه معظم الراغبين في اقتناء سيارة جديدة إلى البحت عن سيارة اقتصادية. وهذه التطورات تزامنت مع تحسينات أدخلتها فيات على سيارتها الصغيرة «باندا» بعد أن أخضعتها لعملية تجميل وافرة على صعيدي التصميم والتقنية معا. هذا التحول في صورة «باندا» حمل الكثير من العائلات على اقتنائها كسيارة ثانية مخصصة لأغراض التبضع والتسوق، ولتكون بتصرف الأبناء كبديل عن سيارة العائلة الكبيرة التي «يستولون» عليها عادة في نزهاتهم وزيارتهم لأصدقائهم.

«باندا» الجديدة توفر متعة خاصة لسائقها، إذ يشعر السائق أنه يقود مركبة خفيفة ظريفة من نوع خاص تتميز بسهولة التحكم وبمطواعيتها في جميع الظروف.

وكانت هذه المركبة قد أبصرت النور للمرة الأولى عام 1980 كسيارة معدة بشكل خاص للتنقل داخل المدن، ولتكون الجواب الإيطالي على سيارة «سيتروين 2 سي في» الفرنسية التي لاقت رواجا كبيرا آنذاك. وكان شكلها في البداية أساسيا وبسيطا ومتميزا بمصابيح أمامية جاحظة. وكانت رخيصة الثمن بحيث أن سعرها كان يقل عن سعر دراجة نارية متوسطة الحجم. ومع ذلك أعجب الكثيرون بها مما أتاح لشركة «فيات» الإيطالية أن تبيع نحو 200 ألف مركبة سنويا خلال السنوات الثلاثين التي أعقبت طرحها ليصل مجموع المبيعات الإجمالي إلى 6.5 مليون مركبة.

ومع مطلع عام 2003 الحالي قررت «فيات» إعادة تصميم السيارة من جديد بهدف الحصول، في عام 2004 المقبل على جائزة العام الأوروبية. وكانت في العام الماضي 2012 قد أخضعتها مجددا إلى عملية تجميل لتدخل المركبة في جيلها الثالث الراهن.

وعلى الرغم من أن الجيل الثالث يبدو شبيها بالجيل الثاني فإن هيكلها الصغير يضم محركا قويا هو بمثابة «نمر صغير» مروّض مع ذلك فهو أكثر سلاسة وهدوءا وأمانا وتطورا من المحرك السابق. وقد بذلت «فيات» جهودا كبيرة لخفض ضجيج المحرك وزيادة عوامل راحة الركاب، فهنالك مخفف الصدمات الذي يتيح تشغيل مكابح الطوارئ لدى انطلاق السيارة بسرعة تقل عن 19 ميلا في الساعة.

أما داخل السيارة، فقد أدخلت عليه لمسة عملية وطاولت حتى الخزائن الصغيرة المتعددة الأغراض، والفرش الداخلي الأنيق والذي يعمر طويلا، والسطوح الجيدة. ولكن بعض التصاميم لا تخلو من الغرابة فذراع المكبح اليدوي على سبيل المثال، صمم كي يعمل كمسند لليد أيضا.

وعلى صعيد المحركات تقدم فيات «باندا» خيار محرك أول أساسي بسيط يعمل بالبترول، سعته 1.2 لتر، بقوة 69 حصانا مكبحيا، ومحرك ثان يعمل بالديزل وبشحن توربيتي، سعته 1.3 لتر بقوة 75 حصانا مكبحيا. أما الخيار الثالث الذي حاز على عدد من الجوائز، فبترولي أيضا ومشحون توربينيا، بقوة 85 حصانا، لكنه مؤلف من أسطوانتين فقط، ويدعى «توين إير». وهذا المحرك يبث عادمه أقل من 100 غرام من ثاني أكسيد الكربون في الكيلومتر الواحد. ولذلك أعفي من الضرائب ورسوم الازدحام في عدد من الدول الأوروبية المهتمة بسلامة البيئة كبريطانيا مثلا.

ويقول الذين تسنى لهم قيادة هذه السيارة الفريدة إن قيادتها ممتعة، سواء داخل المدن أو خارجها على الطرقات السريعة المفتوحة. وتقول «فيات» الشركة الصانعة، أن محرك هذا الطراز الذي يصدر زئيرا خفيفا محببا، يستطيع قطع مسافة 67.3 ميل في الغالون الواحد من الوقود.