تقنية حديثة للسيارات الرياضية رباعية الدفع لخفض معدلات استهلاك الوقود

معرض ديترويت 2013 عززه ارتفاع المبيعات في السوق الأميركية بنسبة 10%

TT

تميز معرض شمال أميركا الدولي للسيارات في ديترويت هذا العام بحضور الكثير من المسؤولين الأميركيين وخبراء الصناعة، في ما بدا وكأنه اقتراع ثقة متجددة في مستقبل هذا القطاع الصناعي الذي بدأت بوادر انتعاشه بالظهور العام الماضي وتحديدا في الإعلان عن أن حجم مبيعات السيارات في السوق الأميركية في العام الماضي زادت بنسبة أكثر من 10 في المائة إلى 14.5 مليون سيارة.

وكان من بين الحضور وزيرة التجارة الأميركية بالوكالة ريبيكا بلانك وعمدة ديترويت ومحافظ ولاية كنتاكي، حيث تصنع سيارات كورفيت الجديدة لموسم عام 2014.

يستمد المعرض أهميته من إقامته في مدينة ديترويت التي تضم الشركات الأميركية الثلاث الكبار في الصناعة: «جنرال موتورز» و«فورد» و«كرايزلر».

وكانت أهم السيارات التي تم تقديمها في معرض هذا العام من أنواع الـ«كروس أوفر» والصغيرة والرياضية. كما ظهرت نماذج كهربائية مشجعة مثل «آي 3» من «بي إم دبليو».

ولفتت الأنظار عدة سيارات رياضية رباعية الدفع، وهي أنواع اعتقد البعض أنها في طريقها إلى الاندثار، ولكنها عادت بقوة بتقنيات جديدة واقتصادية عالية في توفير الوقود. وكانت أبرز هذه السيارات نموذج جديد من «فولكس فاغن» اسمه «كروس بلو». وقدمت شركات مثل «لنكولن» و«جيب» نماذج جديدة لسيارات رياضية متعددة الاستخدامات.

كما افتتحت شركة «مرسيدس – بنز» قطاعا جديدا بسيارة رياضية «كوبيه» مدمجة بأربعة أبواب أطلقت عليها اسم «سي إل إيه»، وهي تصغير لنموذج سابق اسمه «سي إل إس». وتعتقد الشركة أن السيارة الجديدة سوف تكون بداية لقطاع جديد في السوق.

من ناحيتها قدمت شركة «بنتلي» أقوى نماذجها وهي السيارة «جي تي سبيد» المكشوفة التي تنطلق بمحرك سعته ستة لترات ومكون من 12 أسطوانة ويحقق لها سرعة قصوى تتخطي مائتي ميل في الساعة.

وعقدت الشركات نحو 40 مؤتمرا صحافيا للإعلام الدولي مستفيدة من مناسبة حضرها نحو خمسة آلاف صحافي من كل أنحاء العالم. وكانت نسبة الصحافيين الأجانب في المعرض نحو 30 في المائة. كما حضرت بعثة من المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية ونظمت ندوة مع خبراء الصناعة الأميركية.

أما أبرز نماذج السيارات التي شاهدها جمهور ديترويت هذا العام، والتي تنزل إلى الأسواق خلال العام الحالي أو عام 2014، فقد كانت:

- «استون مارتن - فانكويش» (فئة خاصة): ستصنع الشركة مائة سيارة منها فقط للاحتفال بمئوية تأسيسها، وجميعها سيارات تصنع يدويا وفقا لرغبة المشتري. وهي تحمل ألوانا جديدة وتضع علامة الشركة مصنوعة من الفضة الخالصة. وسوف يكون التجهيز الداخلي للسيارة بالجلود السوداء (مثل طراز وان - 77) بغرز فضية وخيوط خاصة. وتحمل كل سيارة علبة هدايا خاصة بها مفاتيح من الكريستال ومحفظة جلدية خاصة للمفاتيح وأزرار قميص من الفضة بعلامة «استون مارتن» وسماعات للأذن. وسوف تختلف مواصفات السيارات وفقا للأسواق، وهي متاحة للحجز من 146 موزعا في 46 دولة.

- «كورفيت - ستنيغ راي»: وتقول شركة «شيفروليه» إن نحو نصف مليون شخص قادوا هذا النموذج الجديد، ولكن على لعبة «غران توريزمو 5» على جهاز «بلاي ستيشن»، وهي لعبة نزلت إلى الأسواق في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وهي أقوى «كورفيت» تنتجها الشركة حتى الآن، وتبلغ قدرتها 450 حصانا. وهي تنطلق إلى سرعة 60 ميلا في الساعة في أقل من أربع ثوانٍ. ولكنها أيضا من أكثر سيارات «كورفيت» توفيرا للوقود وتقطع بالغالون الواحد نحو 26 ميلا في المتوسط. وتأتي هذه السيارة بعد ثماني سنوات من الكشف عن آخر «كورفيت» جديدة، وتأمل الشركة أن تستعيد بها سمعة السيارات الرياضية الأميركية التي عانت أمام الهجوم الألماني السنوي. ويدفع «كورفيت» الجديدة محركا سعته 6.2 لتر بثماني أسطوانات.

- «نيسان - ريسونانس»: وهي نموذج تجريبي يمثل توجهات خطوط التصميم في المستقبل داخل شركة «نيسان». ويركز التصميم، وهو من نوع «كروس أوفر» على الانسيابية في الشكل الخارجي. وتقدم السيارة أيضا أفكارا جديدة للتصميم الداخلي، كما تنطلق بنظام هايبرد. وتوفر السيارة جلسة صالونية مريحة داخلها مع سقف زجاجي يضفي ضوءا طبيعيا على أرجاء المقصورة. وتحمل السيارة أحدث نظم الهايبرد من «نيسان»، حيث تعتمد السيارة أساسا على محركين، أحدهما كهربائي مرتبط ببطاريات، والآخر بترولي صغير يرتبط بناقل تروس من نوع «سي في تي» غير محدود النسب. وتعد السيارة امتدادا لفئات «كروس أوفر» سبق للشركة تقديمها مثل «مورانو» و«قشقاي» و«جوك». ومن المتوقع أن تعتمد السيارة على محرك سعته 2.5 لتر وناقل أوتوماتيكي من الجيل الثاني. كما أن بطاريات السيارة مدمجة نسبيا مع نظام ذكي للشحن. ولا توجد خطط عملية لتصنيع هذه السيارة في المدى المنظور.

- «أودي - آر إس 7 سبورتباك»: أضافت هذه السيارة بعض الحرارة إلى صقيع ديترويت بإنجاز يصل بها إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 3.9 ثانية فقط. وتنطلق السيارة إلى سرعة قصوى محددة إلكترونيا بنحو 155 ميلا في الساعة، ولكن يمكن طلب رفعها إلى 189 ميلا في الساعة، ومع ذلك فهي تقطع نحو 28 ميلا بغالون الوقود الواحد. ويدفعها محرك مكون من ثماني أسطوانات، سعته أربعة لترات بشاحن توربو مزدوج. وهي متاحة لدى الموزعين بداية من صيف 2013. وهي تعمل بتقنية «أسطوانات عند الطلب»، بمعنى إمكانية الانطلاق على أربع أسطوانات فقط، أو نصف المحرك في حال انتفاء الحاجة إلى قوة دافعة مؤثرة. وتساهم هذه التقنية في خفض استهلاك الوقود ونظافة العادم. وتنطلق السيارة على دفع رباعي «كواترو» دائم. وهي تتمتع بصلابة ملحوظة للجسم وخفة وزن، وتتوفر السيارة بتسعة ألوان خارجية للاختيار منها. وهي تحمل الكثير من الأنظمة التي تأتي ضمن التجهيزات الأساسية مثل نظام «بانغ اند أولفسون» للموسيقى المزود بـ15 سماعة وقدرة 1200 واط.

- «مرسيدس - سي إل إيه»: تؤسس فئة «سي إل إيه» لقطاع جديد لسيارات رياضية بأربعة أبواب في حجم مدمج. وهو إنجاز سبق أن حققته شقيقتها الكبرى «سي إل إس» الكوبيه الصالون التي طرحت في الأسواق عام 2003 وقلدتها معظم شركات القطاع الفاخر الأخرى. ويتميز القطاع الجديد بانسيابية مطلقة حيث لا يتجاوز معامل مقاومة الهواء فيه نسبة 0.22 درجة. وتعتمد السيارة على نظام للدفع على كل العجلات اسمه «فورماتيك»، وأبواب بلا حواف علوية مع امتداد مستمر للنوافذ الجانبية. وتوفر الشركة أحدث تقنيات منع التصادم لهذه السيارة، وستكون متاحة في الأسواق ابتداء من أبريل (نيسان) المقبل بأسعار تبدأ من 29 ألف يورو. وتوفر الشركة محركا بشحن توربيني وعزم دوران قوي يوفر لها 211 حصانا، مع تعليق رياضي، ورقم قياسي عالمي جديد في الانسيابية. ويتوفر نظام منع الاصطدام باستخدام الرادار في هذا القطاع الجديد كنظام قياسي. وكان الظهور العالمي الأول لهذه السيارة في معرض ديترويت. وتتوافق السيارة مع معايير نظافة التشغيل التي ستعتمد في أوروبا في عام 2014 ولا يفرز أصغر المحركات سوى 109 غرامات من الكربون لكل كيلومتر تقطعه السيارة. وتعمل السيارة بتقنية وقف تشغيل المحرك أثناء توقف السيارة، وتعتمد على ناقل أوتوماتيكي بسبع نسب.