«فيات» الإيطالية تخسر أوروبيا.. و«كرايسلر» الأميركية تنقذها ماديا

هل انعكست الآية بعد 4 سنوات من صفقة الاستحواذ؟

TT

إذا كان الاعتقاد السائد، حتى الآن، أن شركة «فيات» الإيطالية أنقذت شركة «كرايسلر» الأميركية من الإفلاس عبر تملكها لها قبل أربعة أعوام، فإن هذه المقولة باتت معكوسة عام 2012 بحيث يصح القول إن «كرايسلر»، الأميركية، أصبحت المنقذ المادي لشركة «فيات» الإيطالية. هذا، على الأقل، ما تؤكده أرقام مبيعات مجموعة «فيات – كرايسلر» لعام 2012 والأرقام الأولية لمبيعات يناير (كانون الثاني) 2013.

استنادا إلى هذه الأرقام تعرضت شركة «فيات» لتراجع حاد في مبيعاتها في أوروبا التي تعاني معظم دولها من حالة ركود اقتصادي ففي العام الماضي، تراجعت مبيعات الشركة في أوروبا بنسبة 16.1 في المائة مقارنة بالعام السابق عليه، ووصلت قيمة خسائر الشركة في منطقة «إيميا»، التي تضم أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، إلى 738 مليون يورو، بتراجع 897 مقداره مليون يورو، وبذلك تكون خسائر الشركة الإجمالية قد ارتفعت من 353 إلى 544 مليون يورو.

ولكن المفارقة غير المتوقعة كانت تسجيل «كرايسلر»، «الشريك» الأميركي لـ«فيات»، أرباحا بقيمة 1.7 مليار دولار العام الماضي، أي ما يعادل 9 أمثال ما حققته في عام 2011 فقد ارتفعت عائدات «كرايسلر» العام الماضي بنسبة 20 في المائة لتصل إلى 65.8 مليار دولار، ولأن الشركة باعت 2.2 مليون سيارة عام 2012 ارتفعت حصتها في سوقها الرئيسية في الولايات المتحدة من 10.5 في المائة إلى 11.2 في المائة.

ويبدو أن مسيرة «كرايسلر» الربحية مرشحة للاستمرار عام 2013 إذ ارتفعت مبيعاتها في شهر يناير الماضي بنسبة 16 في المائة مقارنة بمبيعات يناير 2012، متساوية بهذه النتائج مع نتائج العملاق الأميركي «جنرال موتورز». يناير 2013 كان أفضل شهر يناير مر على الشركة منذ انتشلتها الإدارة الأميركية من الإفلاس وعومتها ماديا قبل أربع سنوات. بحبوحة أرباح عام 2012 (1.7 مليار دولار مقابل 183 مليون دولار عام 2011) أرادت الشركة الأميركية مكافأة عمالها فاتخذت قرارا بتقديم شيك بقيمة 2250 دولارا لكل عامل من عمالها المنتمين إلى اتحاد عمال اليارات الأميركي.

نجاحات «كرايسلر» رفعت مبيعات مجموعة «فيات غروب» - التي تضم «كرايسلر» الأميركية - خلال العام الماضي بأكمله، إلى 4.2 مليون سيارة أي أكثر من مليون سيارة عن عام 2011. وبذلك ارتفع صافي أرباح المجموعة من 684 مليون إلى 1.66 مليار يورو (2.2 مليار دولار). غير أن الديون ارتفعت أيضا من 5.53 إلى أكثر من 6.55 مليار يورو. وبفضل الأداء القوي في الولايات المتحدة والبرازيل، سجلت «فيات» في الربع الثالث من عام 2012 أرباحا بقيمة 286 مليون يورو (386 مليون دولار). وفي الربع الأخير من العام الماضي، وصلت قيمة الأرباح الصافية إلى 388 مليون يورو مرتفعة من 286 مليونا في الأشهر الثلاثة السابقة عليه. وفي الربع الأخير من عام 2011، بلغت 265 مليون يورو. وخلافا لما فعلته «كرايسلر» مع عمالها، لم يتم توزيع أرباح على المساهمين ولكن سعر سهم «فيات» سجل ارتفاعا في بورصة ميلانو.

المدير التنفيذي لمجموعة «فيات – كرايسلر»، سيرجيو ماركيوني، توقع أن تعود «فيات» لتحقيق أرباح في أوروبا بحلول العام المالي 2015 – 2016. ويريد ماركيوني تصنيع سيارات عالية الفخامة أي من نوع السيارات التي تحقق مزيدا من الأرباح في محاولة لتعزيز وضع الشركة.وبالفعل افتتحت «فيات» الأسبوع الماضي مصنعا جديدا لإنتاج سيارة «مازيراتي الرياضية» بالقرب من مقرها في مدينة تورين، بعد أن كشفت عن تحقيقها مزيدا من الأرباح العام الماضي على الرغم من استمرار الخسائر في أوروبا.

وتضم طرازات «فيات»: «ألفا روميو» و«لانشيا» و«أبارث» فضلا عن «فيراري» و«مازيراتي»، كما تبيع «كرايسلر» سيارات تحمل العلامات التجارية «جيب» و«دودج» «ورام ز» وقد أعلنت مؤخرا عن خطة لإنتاج مائة ألف سيارة «جيب» في الصين.