صناعة السيارات الكورية الجنوبية تدخل عام 2013 بزخم يقلق الأوروبيين

الخامسة في العالم على صعيد الإنتاج والسادسة على صعيد التصدير

TT

صادرات السيارات الكورية الجنوبية إلى الاتحاد الأوروبي بدأت تثير قلق الصناعة الأوروبية على أسواقها، وخصوصا الشركات الفرنسية، وتحديدا «بيجو ستروين» و«رينو» اللتين تعتبران شركتي «هيونداي» و«كيا» الكوريتين منافسين مباشرين لسياراتهما.

وبينما شن مدير مجموعة «فيات – كرايسلر» الإيطالية الأميركية، سيرجيو مارشيوني - الذي يرأس الاتحاد الأوروبي لمنتجي السيارات - هجوما على ما وصفه بالتدفق «الخارق» من السيارات على الأسواق الأوروبية في أعقاب تطبيق اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية عام 2011، اتهمت الحكومة الفرنسية كوريا الجنوبية علانية، في يوليو (تموز) الماضي، بانتهاج استراتيجية «منافسة غير عادلة» في صناعة السيارات. وشفعت الحكومة الفرنسية اتهامها بشكوى تقدمت بها إلى الاتحاد الأوروبي يمكن أن تؤدي إلى فرض رقابة أكثر صرامة على صادراتها إلى الأسواق الأوروبية. ويمكن أن تستخدم فرنسا حينئذ تلك البيانات في المطالبة بتفعيل فقرة الحماية في اتفاقية التجارة الحرة. وفي حال الموافقة يمكن أن يؤدي ذلك إلى تزايد مطرد في الرسوم على واردات السيارات الكورية المجمدة مؤقتا أو إعادتها إلى مستوى ما قبل تطبيق الاتفاقية التجارية عند 10%.

ووفقا للمفوضية الأوروبية، زادت واردات الاتحاد الأوروبي من السيارات الكورية الجنوبية بنسبة 17% أو بقيمة 600 مليون يورو (752 مليون دولار) اعتبارا من يوليو 2011، أي تاريخ البدء بتطبيق اتفاقية التجارة الحرة، لغاية مارس (آذار) من عام 2012. غير أن عدد السيارات الكورية المستوردة في عام 2011 بلغ فقط نصف ما تم استيراده في عام 2007 قبل بداية الأزمة المالية العالمية. إلا أن الشهر الأول من عام 2013 أثبت أن صناعة السيارات الكورية الجنوبية لم تفقد شيئا من زخمها، إذ أظهرت البيانات الرسمية أن إنتاجها من السيارات خلال يناير (كانون الثاني) الماضي ارتفع بنسبة 23.3% عن الشهر نفسه من العام الماضي بفضل الطلب الخارجي القوي عليها.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن اتحاد منتجي السيارات الكوري القول إن شركة «هيونداي موتور»، أكبر منتج سيارات في كوريا الجنوبية، والشركات الأربع الأخرى في البلاد، أنتجت خلال شهر يناير الماضي 410602 سيارة. وأضاف الاتحاد أن صادرات السيارات الكورية سجلت خلال الشهر الماضي زيادة بنسبة 17.1% لتصل إلى 288344 سيارة بقيمة إجمالية قدرها 4.27 مليار دولار. اعتبر بعض مراقبي حركة الإنتاج أن زيادة حجم الصادرات تعود إلى تحسن مبيعات لسيارات الصالون لكبيرة والسيارات الرياضية متعددة الأغراض (إس. يو. في) التي زادت بنسبة 38.8% 27.6% على التوالي.

في الوقت نفسه بلغ إجمالي مبيعات السيارات في السوق المحلية 117323 سيارة بزيادة نسبتها 10.3% عن يناير من العام الماضي. ولكن، في الوقت نفسه، كانت مبيعات الشهر الماضي دون مبيعات الشهر السابق بنسبة 20.2% نظرا لانتهاء برنامج حوافز تشجيع مشتريات السيارات في كوريا الجنوبية بنهاية العام الماضي. في الوقت نفسه زادت مبيعات السيارات المستوردة في كوريا الجنوبية خلال الشهر الماضي بنسبة 30.8% إلى 12345 سيارة بزيادة نسبتها 200% عن الشهر نفسه من العام الماضي.

أما على صعيد الأرباح فقد أعلنت مجموعة «هيونداي موتور» عن تحقيق أرباح قياسية بلغت 9.1 تريليون وون (8.5 مليار دولار) في عام 2012 رغم تراجع لم يكن متوقعا في الربع الأخير. وقالت الشركة إن صافي أرباحها السنوية ارتفع بنسبة 11.7%، كما ارتفعت الإيرادات بنسبة 8.6% إلى 84.5 تريليون وون.

وتهدف «هيونداي» التي تحتل مع «كيا موتورز» المرتبة الخامسة بين كبرى شركات إنتاج السيارات في العالم إلى تسليم 4.66 مليون سيارة في عام 2013 الحالي أو 7.41 مليون سيارة في حال ضم سيارات «كيا موتورز» إلى إحصاءاتها. وكانت «هيواندي» قد أنتجت 4.4 مليون سيارة فقط في عام 2012. إلا أن أرباح «هيونداي» تراجعت في الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 5.5% إلى نحو 1.9 تريليون وون، خلافا لتوقعات المحللين. ويعود الانخفاض أساسا إلى ارتفاع قيمة العملة الكورية الجنوبية (وون).

تجدر الإشارة إلى أن كوريا الجنوبية دخلت قطاع صناعة السيارات في سبعينات القرن الماضي من باب تجميع القطع المستوردة من شركات أجنبية، ليصبح اليوم هذا القطاع من أكثر صناعات السيارات تقدما في العالم، فهي تحتل اليوم مرتبة الدولة الخامسة في العالم من حيث الإنتاج والسادسة من حيث الصادرات.