حنين ألماني غريب لإعادة إحياء سيارة تميزت ببشاعتها وتلويثها

بعد أن تحولت «ترابنت» إلى رمز لسقوط جدار برلين

«ترابنت».. هل يعيدها الحنين الألماني؟
TT

أيام عزها - إن صح القول بأنها شهدت عزا يذكر في سجلات صناعة السيارات - كانت خمسينات القرن الماضي التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. آنذاك كانت سيارة «ترابنت» هي الرد الألماني الشرقي على سيارة «فولكس فاغن» الألمانية «الغربية». وإن كانت قد نجحت في ترجمة هذا الرد على صعيد الأسعار فقد ظل فارق الأداء شاسعا بين السيارتين الألمانيتين الشعبيتين.

من حيث الشكل كانت «ترابنت» أشبه بعلبة من البلاستيك مجهزة بمحرك ضعيف ثنائي الشوط وثنائي الأسطوانات بسعة 0.5 لتر و18 حصانا فقط. وكانت السيارة مشهورة بسحابة الدخان الأسود الذي تنفثه وراءها في وقت لم يكن فيه حس الحفاظ على البيئة جزءا من السلامة العامة.

مع ذلك أنتجت ألمانيا الشرقية بين عامي 1957 و1991 أكثر من ثلاثة ملايين سيارة «ترابنت» مقسمة على فئتين: سيدان وستيشن. ولكن رغم عمرها القصير نسبيا توصلت إلى «تربية» جمهور متعلق بها، بل ومحبين درجوا على إطلاق اسم دلع عليها هو «ترابي».

عشاق سيارة «ترابنت» عادوا إلى الظهور في ألمانيا بعد عقدين من توقف إنتاج السيارة، فباشروا بحملة مزدوجة الأهداف: السعي لإيجاد ممول يعيد إحياءها من جديد، وإقامة متحف بالعاصمة الألمانية، برلين، تمجيدا للسيارة التي صارت ترمز إلى سقوط جدار برلين.

مدير شركة «ترابي - سافاري»، أندره براجر، يطالب بأن يشرح المتحف تاريخ جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية) التي لم يعد لها وجود الآن، وأن «يظهر الدور الذي تقوم به ترابي في الحياة اليومية».

ورغم أنه لم يتم العثور، بعد، على موقع مناسب لإقامة المتحف المقترح يقترح براجر أن يقام المتحف في منطقة لا تقل مساحتها عن 500 متر مربع، على أن تسع ساحة العرض ما بين 18 و25 سيارة «ترابنت». ويؤكد براجر أن الكثير من نسخ السيارة الممكن عرضها في المتحف المقترح متوفر بالفعل لدى شركات خاصة متخصصة في اقتناء هذا النوع من السيارات. ويضيف بروجر أن هذا المتحف سيكون «مبعث سلوى» وجذابا للأطفال والشباب، خصوصا أن الكثيرين لا يعرفون شيئا حتى عن شركة «ترابي».

أما على صعيد إعادة إحياء السيارة فقد ذكرت مالكتها الحالية، شركة «هيربا»، أنها تسعى بالتعاون مع شركة التطوير «إنكيدار» إلى إعادتها إلى الطرقات بحلة جديدة وأسلوب عصري يحاكي أحدث تقنيات العصر، ومحرك كهربائي قد يعوض سمعتها السابقة كمصدر تلويث دائم.

ويكشف مسؤولو هذه الشركة عن تفاؤلهم بإعادة الحياة إلى السيارة الرميم في تأكيدهم أن كل ما ينقصها للعودة إلى الطرقات هو «ممول يرعى عمليات التطوير والإنتاج»، كون شركتها المالكة غير قادرة على تمويل هذه العمليات بالكامل.

وبانتظار العثور على الممول المناسب قررت الشركة المالكة عرض طراز «تشجيعي» من السيارة في معرض فرانكفورت القادم المزمع عقده في سبتمبر (أيلول) المقبل، يكون مزودا بمحرك كهربائي يستطيع السير لمسافة 250 كيلومترا.

ورغم أن سيارة «ترابنت» اختفت إلى حد كبير من شوارع برلين غير أنه يمكن لمن يرغب في الانضمام إلى جولات بالمدينة في قافلة من هذه السيارات الطريفة الجذابة بهيكلها المصنوع من البلاستيك تحقيق رغبته تحت إشراف مرشد.

والطريف على هذا الصعيد أن استطلاعا للرأي أجري مؤخرا في ألمانيا أظهر أن 93% من الألمان يؤيدون إعادة إحياء «ترابنت» التي كانت رمز الصناعة الألمانية الشرقية.