هل هو مؤشر مستقبلي أم مجرد انتكاسة عابرة؟
السوق العالمية الأكبر للسيارات، أي الصين، تشهد هذا العام انتعاشا غير مسبوق إذ ارتفعت مبيعات السيارات الصينية بنسبة 17% في الربع الأول من العام الحالي مؤكدة استمرار الاتجاه الذي بدأ عام 2009 بتجاوز الإنتاج السنوي الصيني مجموع إنتاج الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان، فيما سجلت السوق العالمية الثالثة للسيارات، أي الهند أول تراجع في مبيعاتها من السيارات منذ عقد كامل أي منذ عام 2003.
بيانات جمعية مصنعي السيارات الهندية كشفت، في أبريل (نيسان) الماضي، أن مبيعات سيارات الركاب المحلية الصنع راجعت بنسبة 6.7% في العام المالي الماضي المنتهي في آخر مارس (آذار) 2013. وقالت الجمعية إن 1.9 مليون سيارة ركاب بيعت في هذه الفترة مقارنة بـ2.4 مليون سيارة في العام المالي السابق عليه.
وكانت مبيعات السيارات الهندية قد سجلت نموا ثابتا بين عامي 2005 و2011. وفي عام 2012 ارتفع الإنتاج بنسبة 13.83% عن السنة السابقة فتكون الهند قد أنتجت خلال عام 2011 - 2012 المالي 20.366. 432 سيارة ومركبة وشاحنة.
رد المحللون هذا التراجع إلى أسعار الفائدة المرتفعة التي حددتها الهند بهدف السيطرة على التضخم، إضافة إلى التباطؤ الاقتصادي وارتفاع أسعار الوقود.
ووفقا لبيانات الصناعة، انخفضت مبيعات السيارات في مارس الماضي بأكثر من 22% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. إلا أن الجمعية الصناعية توقعت ارتفاعا بين 3 و5% لمبيعات سيارات الركاب في العام المالي الحالي ونمو الصناعة عموما، بما في ذلك إنتاج الدراجات النارية وسيارات النقل بنسبة تتراوح بين 6 و8%.
وعلى نقيض الوضع في الهند أعلن اتحاد منتجي السيارات الصيني «سي إيه إيه إم» أن مبيعات السيارات في الصين ارتفعت بنسبة 17.2% في الربع الأول من هذا العام.
وذكر الاتحاد أن إجمالي مبيعات السيارات بلغ 4.42 مليون سيارة في الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس 2013 وقال إنه إذا أضيفت مركبات النقل إلى أعداد السيارات المباعة يصل إجمالي مبيعات السيارات إلى 5.42 مليون سيارة.
وكان مصدر تفاؤل الصناعة ارتفاع مبيعات السيارات خلال مارس الماضي بنسبة 13% على أساس سنوي لتصل إلى 1.59 مليون سيارة، بينما وصل إجمالي عدد المركبات إلى 2.04 مليون مركبة بزيادة نسبتها 10.7%.
تجدر الإشارة إلى أن نسبة 44.3% من السيارات المنتجة في الصين صينية بالكامل، أي محلية الصنع، فيما النسبة الأكبر هي حصيلة مشاريع مشتركة مع شركات أجنبية أبرزها «فورد» و«جنرال موتورز» و«فولكس فاغن» و«نيسان».
وفيما بيعت معظم السيارات المحلية الصنع في السوق الصينية الداخلية صدرت الصين 814.300 سيارة إلى الخارج في عام 2011.
وخلال عام 2012 المنصرم والربع الأول من العام الحالي ازداد إقبال الصينيين على السيارات المنتجة محليا نتيجة مقاطعة السيارات اليابانية في أعقاب توتر العلاقات السياسية مع اليابان بسبب الخلاف على ملكية جزر شرق بحر الصين غير المأهولة.