نظام تعليق مبتكر «يقرأ» الطريق أمام السيارة وكاميرات أمامية تكشف النتوءات وتلغي أثرها

«مرسيدس» تواصل تحديث أفضل إنتاجها.. الجيل العاشر من «إس كلاس»

إس كلاس في جيلها الجديد لعام 2014
TT

اختارت شركة «مرسيدس - بنز» المصنع الألماني لطائرات إيرباص في مدينة هامبورغ لتدشين الجيل الجديد من إس كلاس، التي تعتبر واحدة من السيارات المؤسسة لقطاع السيارات الفاخرة في العالم، والتي تطلق عليها الشركة بلا تردد لقب «أفضل سيارة في العالم». وللدلالة على أهمية الحدث قال رئيس مجلس إدارة الشركة الدكتور دايتر زيتشه إنه عمل في شركة «مرسيدس بنز» لمدة 37 عاما ولم يشهد مثل هذا اليوم إلا في خمس مناسبات سابقة، دشنت فيها الشركة أجيالا سابقة من السيارة نفسها.

وكعادة تقديم أجيال «إس كلاس» السابقة، تأتي السيارة لكي ترسي معايير تقنيات جديدة في الصناعة. وفي هذا الجيل تقدم السيارة للمرة الأولى أول نظام تعليق «يقرأ» الطريق أمام السيارة عبر كاميرات أمامية تكشف تعرجات ونتوءات سطح الطريق وتتعامل معها وتلغي أثرها لكي تنطلق السيارة وكأنها على بساط الريح. وهي السيارة الأولى في العالم التي لا تستخدم أي مصابيح كهربائية في أرجائها وتعتمد تماما على إضاءة دايودية جديدة من نوع «إل إي دي». كما أنها تحقق رقما قياسيا جديدا في الانسيابية في هذا القطاع.

من تجديدات الجيل الجديد أيضا إمكانية اختيار عطر من عدة عطور يختلط بهواء التكييف لكي يحيط مناخ السيارة برائحة ذكية طوال الرحلة.

وتعتقد الشركة أن ابتكارات «مرسيدس إس كلاس» الجديدة سوف تنتقل مع الوقت إلى السيارات الأخرى كما كان الحال مع الابتكارات السابقة التي قدمتها السيارة إلى الصناعة في أجيالها السابقة مثل تحريك زجاج النوافذ كهربائيا وتقديم نظم الاستقرار الديناميكي والوسائد الهوائية. وكانت الشركة قد ابتكرت نظام «بريسيف» للوقاية المسبقة من الحوادث قبل عشر سنوات وقلدتها فيه شركات أخرى، كما أضافت إلى الصناعة نظام كروز الذكي الذي يحافظ على مسافة ثابتة أمام السيارة مع تغيير السرعة لتوافق سرعة الطريق.

ووصف عضو مجلس الإدارة وكبير مهندسي الشركة جواكيم شميت السيارة بأنها تحقق معايير أعلى من الفخامة في جيلها الجديد مثل عمليات «مساج المقاعد» (التدليك) الذي يماثل ما سماه «مساج الأحجار الساخنة». كما أضاف شميت أن «إس كلاس» الجديدة تصلح لإنجاز الأعمال داخلها وللترفيه والاسترخاء، كما أن صوت نظام الموسيقى فيها يشبه قاعة الموسيقى. وتتعامل السيارة مع التقنيات الحديثة بحيث يمكن التحكم في الأنظمة عن طريق الهواتف الذكية، بما في ذلك التحكم في المقاعد والتكييف واختيار الموسيقى. وتوجد طاولة خلفية يمكن طيها خلف المقاعد الأمامية.

وخلال السنوات العشر الأخيرة، استطاعت الشركة خفض معدلات استهلاك الوقود في «إس كلاس» بنحو النصف لتصل إلى 4.4 لتر لكل مائة كيلومتر، مع انخفاض في معامل مقاومة الهواء إلى نسبة قياسية هي 0.24 درجة. وبعد مائة عام من استخدام المصابيح الكهربائية في السيارات، استغنت عنها الشركة لصالح إضاءة «إل أي دي» مكونة من 500 دايود منها 56 وحدة أمامية و35 وحدة خلفية ونحو 500 وحدة دايود داخل السيارة. وتم تحسين الرؤية الأمامية عبر نظام رفع درجة الإضاءة تلقائيا في الظروف الملائمة.

ويتعزز الأمان داخل السيارة بنظام الرؤية المحيطة لكل الزوايا حول السيارة بحيث يمكن تحذير السائق من كافة العوائق والعقبات أثناء المناورة والانطلاق. والسيارة معززة أيضا بنظام «بريسيف» في أحدث أجياله وهو بالإضافة إلى وظائف «بريسيف» التقليدية يساهم في حماية السيارة من الصدمات الخلفية ويخفف من وقع الأضرار على ركاب المقعدين الأماميين.

ويتم تشديد أحزمة الأمان برفق بواسطة محرك كهربائي صغير، كما تزود أحزمة المقاعد الخلفية بوسائد هوائية إضافية لتخفيف آثار الأحزمة على الجسم من آثار الصدمات. وتزود السيارة بالكثير من أنظمة تعزيز الأمان الأخرى مثل المساعد على المكابح. وعند تشغيل برنامج «ديسترونيك بلس» تحافظ السيارة على مسافة آمنة أمامها مع تقنية التوقف والسائق الآلي بحيث يمكن عمليا أن تقود السيارة نفسها تحت إشراف السائق.

ويمكن تجهيز السيارة بنظام الرؤية الليلية الذي يحول النظام إلى أداة استشعار لكل عوائق الطريق المظلمة من مشاة وحيوانات. ويحذر نظام آخر السائق من آثار التعب والإرهاق أثناء القيادة. ويظهر النظام في هذه الحالة أقرب منطقة استراحة على الطريق على شاشة الملاحة.

وللمرة الأولى تصمم الشركة سيارة «إس كلاس» بقاعدة عجلات طويلة في الأساس، وهو الطراز الذي سوف يتم تعميمه في الصين.

وتأتي السيارة مجهزة بخيار محركات تعمل بالبترول أو الديزل مع خيار نظام «هايبرد» لكل من النوعين. وأعلى فئاتها هي «إس 500» المزودة بمحرك سعته 4.7 لتر بثماني أسطوانات يوفر لها قدرة 455 حصانا و700 نيوتن متر من عزم الدوران. ولا تفرز السيارة أكثر من 199 غراما من عادم الكربون لكل كيلومتر تقطعه. وتحقق السيارة أفضل انطلاقة بين محركات هذه الفئة، من نقطة الثبات إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 4.8 ثانية. كما تبلغ سرعتها القصوى 250 كيلومترا في الساعة.

أما أكثر سيارات «إس كلاس» اقتصادا فهي آل «إس 300 بلو تك هايبرد» وهي تنطلق بمحرك ديزل بأربع أسطوانات وقدرة 150 حصانا بالإضافة إلى محرك كهربائي يوفر قدرة إضافية قدرها 20 كيلوواط. ويبلغ عزم دوران هذه الفئة 500 نيوتن متر. وتحقق هذه السيارة اقتصادا استثنائيا بحيث لا تستهلك أكثر من 4.4 لتر من الوقود في قطع مسافة 100 كيلومتر ولا تفرز من عادم الكربون أكثر من 115 غراما لكل كيلومتر تقطعه. ولكن السيارة بطيئة نسبيا في الانطلاق إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة إذ تستغرق هذه العملية 7.6 ثانية. وتصل سرعتها القصوى إلى 240 كيلومترا في الساعة.

هذا ولن تطرح هذه السيارة في الأسواق قبل نهاية الصيف الحالي وأسعارها تبدأ، في أوروبا، من 80 ألف يورو لتصل إلى 107 آلاف يورو للسيارات المزودة بقاعدة عجلات طويلة. ويبدو أن «مرسيدس بنز» حققت إنجازا استثنائيا في هذه السيارة لتحافظ على صدارة هذا القطاع بالابتكارات التي قدمتها.