الألمان يقودون الابتكار في صناعة السيارات ويٌعرضون عن الأبرز.. السيارة الكهربائية

TT

يتفق الكثير من المراقبين على أن شركات صناعة السيارات الألمانية هي الشركات الرائدة على صعيد الابتكارات. وتظهر دراسة للمركز الألماني لإدارة السيارات (كام)، ومقره مدينة بيرغش - مونشنغلادباخ، شملت 18 مصنعا للسيارات و52 ماركة منها، أن شركات السيارات قدمت للعالم، خلال العام الماضي وحده، 791 فكرة مبتكرة واختراعا جديدا في سياراتها. من أصلها 307 ابتكارات أو 40% تقريبا، من شركات ألمانية. وبفضل تقنياتهم الإنتاجية المرنة، تمكن صانعو السيارات الألمان من تحديد رغبات العملاء وتلبيتها بصورة سريعة.

ووفقا لبيانات شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» (إحدى كبرى شركات الخدمات المهنية في العالم)، شهد إجمالي قطاع مبيعات السيارات في أوروبا انخفاضا بلغت نسبته 7.8% عام 2012. رغم ذلك، تمكنت شركات السيارات الفارهة مثل «بي إم دبليو» و«مرسيدس بنز» من الحفاظ على مبيعات ثابتة، بل وتمكنت «أودي» من زيادة مبيعات سيارتها بنسبة 3.7%.

وفي الولايات المتحدة، شهدت مبيعات سيارات مجموعة «فولكسفاغن» العام الماضي قفزة كبيرة بلغت نسبتها 35% رغم نمو السوق بنسبة 13.4% فقط. وتمكن المصنعون الأوروبيون من رفع مستوى فئة السيارات المدمجة بصورة خاصة عبر دمج موديلات جديدة ومختلفة مع ميزات مبتكرة جنبا إلى جنب.

إلا أن الابتكار الجذري الذي لم يقبل عليه الألمان، كان السيارة الكهربائية، وقد أظهرت دراسة حديثة أن الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية في ألمانيا تواجه مقاومة في أوساط المستهلكين للسيارات الكهربائية بالكامل وتتحدث عن دلائل تشير إلى أن سائقي السيارات الألمان يتجنبون التكنولوجيا الجديدة الخضراء. وكانت الحكومة الألمانية قد حددت مهمة طموحة تهدف إلى نشر مليون سيارة كهربائية على طرق البلاد بحلول عام 2020.

إلا أن إجمالي عدد السيارات الكهربائية التي جرى تسجيلها عام 2012 وصل إلى ثلاثة آلاف سيارة فقط، بحيث إنه لم يعد متوقعا أن تحقق الحكومة الاتحادية العدد الذي تستهدفه من بيع السيارات الكهربائية في السنوات المقبلة، الأمر الذي حمل نوربرت ريثوفير، رئيس مجلس إدارة شركة «بي إم دبليو» الألمانية لصناعة السيارات، على الدفاع عن الدخول المكلف لشركته إلى سوق السيارات الكهربائية. وتحمل سيارة «بي إم دبليو» خفيفة الوزن اسم «إي3»، وتعلق عليها الشركة الكثير من الآمال على المدى الطويل. ويلاحظ رئيس «بي إم دبليو» أنه «من قصر النظر الشديد أن نعتبر السوق الألمانية معيارا وحيدا لنجاح السيارات الكهربائية».

وبينما يقول الخبراء إن تصنيع سيارات تعمل بالكهرباء فقط ما زال يمثل عرضا اقتصاديا جذابا لصناع السيارات، تقول دراسة نشرتها مؤسسة «رولاند بيرغر» للاستشارات الاستراتيجية، بالتعاون مع معهد بحوث صناعة السيارات (ومقره في جامعة آخن غربي ألمانيا) حول السيارات الكهربائية، إن من المرجح أن تتسبب شكوك المستهلك وعدم وجود بنى تحتية في إعاقة مبيعات هذه السيارات لمدة من الوقت.

وأشارت الدراسة إلى أن عدم إحراز تقدم في إقامة بنية تحتية كافية لشحن السيارات التي تعمل بالكهرباء - أحد أبرز دوافع تردد المستهلكين في شراء السيارات الكهربائية.

ويقول الخبراء الذين لا يتوقعون حدوث تحسين جوهري في هذا المجال قبل عام 2020، إن المسافة المحدودة التي تقطعها السيارات الكهربائية العصرية هي مصدر آخر للقلق، بينما يقول مراقبو الصناعة إن ما يعيق إنتاج السيارات الكهربائية هو عدم قدرة القطاع على توفير بطاريات أقوى وأكثر استدامة.

وتخصص شركات السيارات الكورية الجنوبية حاليا الجزء الأكبر من استثماراتها لتكنولوجيا المركبات الكهربائية، وتليها ألمانيا، حيث تستعد شركة «بي إم دبليو» لإطلاق أول سيارة تعمل بالكهرباء فقط، ربما في وقت لاحق من هذا العام. والملاحظ أنه باستثناء الصين خفضت الدول الأخرى المصنعة للسيارات من إنفاقها على تكنولوجيا التنقل الكهربائية.

ويواجه الاتحاد الأوروبي حاليا خلافا بشأن فرض قيود جديدة على انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وإلى أي مدى يمكن أن يتم إعفاء سيارات ذات طرق دفع بديلة من رسوم السير.