40 سيارة «رولزرويس» كلاسيكية تكرر الرحلة وتؤكد الاعتمادية الثابتة لتقنيات طرازاتها القديمة

بعد قرن كامل على الرالي الأول عام 1913

رولز رويس كلاسيكية تتحدى سنوات العمر الطويلة وتتسلق طرقات جبال سلوفينيا
TT

شاركت أكثر من 40 سيارة «رولزرويس» كلاسيكية، يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 100 عام، في رالي أوروبي أجري خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي إحياء لذكرى مشاركة أربع سيارات «رولزرويس» من طراز «سيلفر غوست» بهذه المغامرة قبل قرن كامل من الزمن، تحديدا في عام 1913.

في ذلك التاريخ قطعت السيارات الكلاسيكية مسافة 1820 ميلا عبر طرق جبلية صعبة انطلاقا من فيينا. وأثبتت السيارات الأربع اعتمادية متناهية في بلوغ آخر مراحل الرالي دون أي عطل طارئ، مكرسة بذلك سمعة سيارات «رولزرويس» - المستمرة إلى اليوم - على صعيدي الكفاءة والأداء.

من بين هذه السيارات الكلاسيكية سيارة «جيمس برادلي» التي كانت الرائدة في الأداء، وهي السيارة الوحيدة المتبقية من السيارات الأربع والوحيدة التي شاركت هذا العام، وبعد مائة عام من سباقها الأول، في رالي 2013.

قاد هذه السيارة المواطن البريطاني جون كينيدي الذي اشتراها قبل 25 عاما وقضى خمسة أعوام في إصلاحها ثم قطع بها نحو 200 ألف ميل عبر 20 عاما من المشاركة في السباقات والراليات التاريخية.

من ناحيتها، كرمت شركة «رولزرويس» هذه السيارة بإنتاج مجموعة خاصة حديثة تحمل اسم «مجموعة غوست ألباين المائوية» أدخلت عليها الكثير من معالم السيارة التاريخية مثل اللون الأزرق الفاتح والعجلات والشبكة الأمامية السوداء. وهي المرة الأولى التي تشارك فيها سيارة حديثة من «رولزرويس» معالم سيارة أخرى كلاسيكية.

حضرت «الشرق الأوسط» هذا الرالي وشاركت في قيادة «رولزرويس غوست» الحديثة ورافقت كينيدي لعدة ساعات إبان قيادته سيارته العتيقة في مرحلتي الرالي بين سلوفينيا وكرواتيا. وقد كانت الانطباعات عن الرالي والمشاركين فيه متعددة، وأهمها أن معظم أصحاب هذه السيارات الكلاسيكية تخطوا مرحلة التقاعد ولكنهم يخوضون مغامرة قد يتردد الشباب في تجربتها لأنها تغطي مسافات شاسعة، وتقطع أكثر من 200 ميل على الأقل في يوم واحد في سلوفينيا.

وهم يعتنون بسياراتهم ويوفرون لها صيانة يومية. كما كان واضحا حجم التخطيط الذي جرى لهذا الرالي المائوي حيث ينزل المشاركون في فندق مختلف كل ليلة تصاحبهم شاحنة كبيرة تنقل كل أمتعتهم. وقد اتبعوا في رالي هذا العام الطرق التي سبق أن سلكتها السيارات الكلاسيكية وتجنبوا الطرق السريعة لأن السرعة القصوى لبعض هذه السيارات لا تتعدى 50 ميلا في الساعة.

نجم الرالي بامتياز كان جون كينيدي وسيارته رقم 4 التي سبق أن شاركت، فبل مائة عام، في الرالي الأول. ويبدو أن جون تقمص شخصية جيمس رادلي، مالك السيارة الأصلي، والذي تعرف السيارة باسمه، فقد ارتدى ملابس قديمة الطراز وأحجم عن استخدام أي تجهيزات في السيارة لم تكن متاحة في الطراز الأصلي. وتشمل الأدوات التي استغنى عنها كينيدي أحزمة السلامة والنوافذ الجانبية ومساحات المطر والمرايا الخلفية، وهي تجهيزات لم تكن متوفرة في السيارة الأصلية.

ورفض كيندي التحدث عن قيمة سيارته معتبرا أنها لا تقدر بمال وأن ما تمنحه من السعادة لا يمكن تقويمه. وكان ذلك واضحا في بلدان أوروبا الشرقية التي لم تر مثل هذه السيارة من قبل فقد كان الجمهور يستقبله بالحفاوة والتقاط الصور وإلقاء التحية في كل موقع يمر فيه.

ويحفظ كينيدي مسار الرالي عن ظهر قلب ولا يستعين بأي أداة ملاحة إلكترونية، حتى إن سيارات كلاسيكية أخرى تحمل أنظمة ملاحة حديثة كانت تغفل توجيهاتها لتتبع سيارة كينيدي. وأكد بعض منظمي الرالي أن كينيدي اكتشف جزءا من طريق سلكه الرالي الأصلي كانت قد أغلقته السلطات اليوغوسلافية. وقد تمت إعادة فتح هذا الجزء من الطريق من أجل الرالي المائوي. وقد استكشف كينيدي باستكشاف مسار الرالي بسيارته العتيقة وبمفرده عدة مرات في السنوات الماضية.

ومن بين السيارات الأخرى التي شاركت في الرالي أول سيارة «رولزرويس» صدرت إلى الهند في بدايات القرن الماضي وأطلق عليها صاحبها اسم «تاج محال» ثم اشتراها مواطن بريطاني ليشارك في الرالي.

وبين المشاركين أيضا عائلة أميركية اصطحبت معها فتاة عشرينية تملك سيارة «رولزرويس» كلاسيكية وتتقن صيانتها.

رالي هذا العام مر بأراضي كل من النمسا وسلوفينيا وإيطاليا وكرواتيا قبل العودة إلى فيينا مرة أخرى في نهاية شهر يونيو (حزيران). واستغرق الرالي من بدايته إلى نهايته نحو 15 يوما. الحدود بين إيطاليا وسلوفينيا مفتوحة بالكامل وتنطلق السيارات بينهما بلا توقف، بينما تعين التوقف لفحص جوازات السفر على الحدود بين سلوفينيا وكرواتيا (وكلاهما كانا جزءا من يوغوسلافيا).

وبعد نهاية الرالي انضمت السيارات المشاركة فيه إلى رالي آخر في «ريفا ديل غاردا» في إيطاليا، حيث اصطفت جنبا إلى جنب مائة سيارة «رولزرويس» في أكبر تجمع من نوعه لسيارات هذه الشركة.

وصف رئيس مجلس إدارة شركة «رولزرويس» تورستن موللر أوتفوش رالي عام 1913 بأنه كان إنجازا استثنائيا في حد ذاته ونقطة تحول في تاريخ الشركة، فقد كان مستوى الهندسة المطلوبة متفوقا وروح المغامرة في هذا العصر غير عادية وتعتبر ملهمة لكل من كانت له علاقة باسم «رولزرويس». وأضاف أن الشركة كرمت هذا الإنجاز بمجموعة «غوست» المائوية الحديثة التي ساهمت سيارة منها بالمشاركة في الرالي المائوي الذي أقيم هذا العام.