«بورشه» تحتفي بالذكرى الـ50 لطراز «911».. و«ماكلارين» بتأسيسها

في إطار مهرجانات غوودوود السنوية للسرعة

جانب من الاستعداد لـ«صعود التل»
TT

يقع قصر غوودوود والأراضي المحيطة به في مقاطعة «وست ساسكس» المحاذية للساحل الجنوبي للمملكة المتحدة. وهذه المنطقة يملكها أرستقراطي بريطاني هو اللورد مارش، الذي درج على تأجير ركن منها لشركة «رولزرويس» التي تقيم فيه مصنعها.

وعلى أرض غوودوود نفسها يقيم اللورد مارش، سنويا، مهرجانين؛ أحدهما في الصيف تحت اسم «مهرجان السرعة»، والآخر في الخريف للاحتفال بالسيارات الكلاسيكية، واسمه «ريفايفل».

فكرة المهرجانين بدأت في عام 1993 بمشاركة مجموعة من السيارات الكلاسيكية بينها سيارة كان يقودها جد مارش، ويعود تاريخها إلى ثلاثينات القرن الماضي، وهو الرجل الذي ربط اسم غوودوود بعالم السيارات للمرة الأولى. ومنذ ذلك التاريخ ومهرجان السرعة في غوودوود يعقد سنويا في الصيف ويتوسع عاما بعد عام، إلى أن بلغ ذروته هذا العام في احتفال الذكرى الـ20 لتأسيسه. وقد استمر الاحتفال أربعة أيام متتالية وحضره، يوميا، ما بين 150 و200 ألف زائر.

تميز احتفال هذا العام بمرور الذكرى الـ50 لسيارة «بورشه 911»، التي أقيم لها تصميم خاص في ساحة الاحتفال. كما احتفلت أيضا شركة «ماكلارين» بالذكرى الـ50 لتأسيسها، ونظمت شركة «بنتلي» دعوة للصحافيين العرب لحضور المناسبة، ونقلتهم إلى الموقع بطائرات هليكوبتر خاصة.

ويختلف مهرجان غوودوود عن أي حدث آخر بجمعه كثير من النشاطات تحت سقف واحد، فهناك حلبة سباق مصغرة يطلق عليها منظمو المهرجان اسم «صعود التل» وتتسابق كثير من السيارات على تحقيق الرقم القياسي في قطع هذه الحلبة الصغيرة التي ستضاف إليها حلبة «صعود التل». كما قدمت شركة «نيسان» في المهرجان هذا العام نموذج محاكاة للمضمار في جناحها.

وعرضت بهذه المناسبة نماذج سيارات مرموقة لكل منها تاريخ حافل أو إنجاز خاص. وشاركت في المهرجان أيضا دراجات نارية وسيارات كلاسيكية، وكثيرا من السيارات الرياضية التي قادها أصحابها. وشهدت الحلبة أيضا عرضا للعربات الرومانية التي تجرها الخيول.

وفي المهرجانات الماضية، شارك كثير من الطائرات في العرض. وهذا العام شاهد الحضور طائرة عسكرية من طراز «يوروفايتر» تقوم باستعراضات عسكرية، قبل أن يختتم المهرجان بعرض «أكروباتي» من طائرات فريق «رد اروز» الاستعراضي البريطاني. وللمرة الأولى هذا العام، خصص المهرجان ركنا جديدا للطائرات الخاصة، على الرغم من أن مشاركة هذه الطائرات كانت مستمرة منذ أربع سنوات. وشاركت هذا العام كثير من طائرات «سيسنا».

من ناحية أخرى، وجدت شركات السيارات أن مهرجان غوودوود يتيح لها فرصة غير عادية لتسويق سياراتها لهذا الجمهور الهائل من عشاق السيارات، فشارك كثير منها بأجنحة لعرض أحدث نماذجها وبالتركيز على السيارات الفاخرة مثل «بنتلي» و«رولزرويس» و«أودي» و«جاغوار» و«إنفينيتي» و«ليكزس». وشاركت أيضا بعض الشركات الشعبية الأخرى. وكانت المشاركة مزدوجة من بعض الشركات بعرض سيارات للجمهور والمشاركة في دورات لقطاعها الرياضي من ناحية أخرى. كما ظهرت أيضا هذا العام شركة ساعات «تاغ هيويه»، التي تساهم في ضبط توقيت المسابقات الرياضية. وعرضت الشركة نماذج من ساعاتها ومنتجاتها الأخرى في جناح خاص بها.

ويأتي الجمهور إلى غوودوود لمقابلة كثير من المشاهير أيضا. ومهرجان هذا العام حضره كثير منهم، بينهم السير سترلنغ موس والسير جاكي ستيوارت وألن بروست ونيلسون بيكيه ولويس هاميلتون وجنسون باتون. كما حضر أبطال العالم في سباقات الدراجات النارية وراليات السيارات وكثير من رياضات السيارات الأخرى.

وعلى مضمار غوودوود لا تجري السباقات فحسب، وإنما يتم أيضا استعراض كثير من أنواع السيارات، التي قدم بعضها مناورات غريبة. من هذه السيارات نموذج معدل من السيارة «بليموث - باراكودا» تم نقل محركها إلى المحور الخلفي، مع تركيب نافذة زجاجية في قاع السيارة. وما إن انطلق السائق بوب ريغل بالسيارة حتى استقامت على عجلتيها الخلفيتين، بينما كان السائق يتابع الطريق أمامه عبر القاع الزجاجي للسيارة. وهي سيارة تساهم في المهرجان منذ عام 2001، وينتظرها الجمهور سنويا بشوق وترحاب.

وبين السيارات الأخرى الفريدة في نوعها نموذج يشبه قمرة الطائرات، ويطلق عليه اسم «الغواصة»، وهو من إنتاج عام 1916، وحضرت هذه السيارة إلى مهرجان غوودوود للمرة الأولى في عام 1996.

والى جانب هذه السيارات التاريخية والاستثنائية، سيارات من إنتاج شركات فرنسية وأوروبية ظهرت للمرة الأولى، هذا العام. وكشفت شركة «ماكلارين» عن أحدث نماذجها، وهو طراز «بي 1» الذي شارك في سباق على المضمار.

من ناحية أخرى، شاركت في الانطلاق على المضمار في صف واحد كل سيارات «بورشه» الرياضية «911»، عبر الـ50 عاما الماضية، وحتى أحدث طراز أنتج هذا العام. وكانت أولى هذه السيارات قد أنتجت في عام 1963.

وفي ركن آخر من المهرجان، وفرت شركة «كارتييه» رعاية لكثير من السيارات الكلاسيكية القيمة، بينها سيارة من طراز «استون مارتن - دي بي 4» بيعت مؤخرا بـ3.2 مليون إسترليني (4.8 مليون دولار) في مزاد علني.

وقد تحدث اللورد مارش عن ذكريات الـ20 سنة الماضية، وكيف نشأت فكرة المهرجان في ذهنه منذ أن كان طفلا يشاهد مع والده سباقات السيارات في المنطقة. وعندما تولى مارش شؤون القصر، بدأ منذ عام 1992 بتطوير الفكرة، بالتعاون مع عدد من أصدقائه من الإعلاميين ورجال الصناعة. وبدأت فكرة «مهرجان السرعة» في التبلور تدريجيا، إلى أن تقرر أول عرض عام 1993. ومن نوادر العام الأول أن موظفي القصر وافقوا على تنظيم حفل زفاف في يوم المهرجان نفسه، بعد أن اختلط الأمر عليهم. ولما عرض اللورد مارش موعدا آخر للزفاف رفض العروسان تأجيله، فكان أن أقيم الزفاف في الحديقة فيما كانت السيارات تتسابق على المضمار.

أما اليوم، فلا مجال لهكذا تضارب في المواعيد، إذ يتم الاستعداد للمهرجان السنوي من ستة إلى سنة، ليس فقط من قبل منظميه، وإنما أيضا من الجمهور. وهذا العام، وعلى على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة قياسيا في بريطانيا خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، فقد توافد الآلاف من المشاهدين إلى المهرجان مصطحبين عائلاتهم وأطفالهم، مفضلين حضور المهرجان على الذهاب إلى الشاطئ أو مشاهدة الأحداث الرياضية المتعددة في هذا الشهر.. والسبب أن أي حدث آخر لا يتيح لهم رؤية هذا الكم من السيارات الفريدة والمتألقة والأنشطة المتعددة في مكان واحد.