«فولكسفاغن» تتطلع للتحول إلى المنتج العالمي الأول للسيارات في إطار خطة استثمارية خمسية بقيمة 84.2 مليار يورو

هل تصبح وولفسبورغ ديترويت القرن الحادي والعشرين؟

مصنع «فولكسفاغن» في وولفسبورغ
TT

كشفت شركة «فولكسفاغن» الألمانية عن خطط لاستثمار 84.2 مليار يورو (114 مليار دولار) خلال السنوات الخمس المقبلة، وذلك في إطار سعيها للتحول من أكبر منتج للسيارات في أوروبا إلى أكبر منتج للسيارات في العالم بحلول عام 2018.

وقال رئيس الشركة، مارتن فينتركورن، إن «الاستثمارات المخصصة لترقية التكنولوجيات وتحديث المصانع ستمنح (فولكسفاغن) قوة إضافية في طريقها نحو الصدارة».

وتتطلع «فولكسفاغن» إلى أن تحل محل شركة «تويوتا موتور كورب» اليابانية كأكبر شركة منتجة للسيارات في العالم بحلول عام 2018. ومن المعروف أنها تحتل حاليا المركز الثالث بعد شركة «جنرال موتورز» الأميركية التي تتبوأ اليوم المركز الثاني. وأضاف فينتركورن أننا «سنستمر في الاستثمار بقوة في الابتكار وريادة التكنولوجيا على الرغم من الوضع الاقتصادي الغامض».

وستكون الحصة الأكبر من برنامج الاستثمار في السوق الألمانية المحلية لـ«فولكسفاغن».

وأوضح فينتركورن أن «المبلغ المستثمر في ألمانيا هو شهادة قوية على حقيقة أن مواقعنا المحلية ستستمر في القيام بدور رئيس في المركز العالمي الذي تتجه إليه المجموعة».

وسوف تستثمر «فولكسفاغن» 18.2 مليار يورو خلال الفترة الممتدة بين عامي 2014 و2018 في إقامة منشآت إنتاجية جديدة ومنتجات بالصين، أكبر أسواق السيارات في العالم. وسيجري تمويل الاستثمارات في الصين من خلال الأموال المتأتية من المشروعات المشتركة للشركة الألمانية في البلاد.

مسيرة «فولكسفاغن» لتحويل مقرها في مدينة وولفسبورغ الألمانية إلى ديترويت القرن الحادي والعشرين بدأت، عمليا، في ستينات القرن الماضي بسياسة تملك جريئة للعديد من العلامات التجارية تمثلت في تملكها وتسويقها لسيارات «أودي» و«بنتلي» و«بوغاتي» و«لامبورغيني» و«بورشه» و«سكودا»، إضافة إلى الدراجات النارية «دوكاتي» والمركبات التجارية من علامات «مان» و«سكانيا» والعلامة الأم «فولكسفاغن»، كما أنها تملك 19.9 في المائة من أسهم شركة «سوزوكي» للسيارات، إضافة إلى استثمارين ضخمين في الصين هما «فاو – فولكسفاغن» و«شتغهاي – فولكسفاغن».

وتملك الشركة الأم أيضا نحو 340 شركة تابعة وتنشط في نحو 150 دولة.

تجدر الإشارة إلى أن شركة «فولكسفاغن» تأسست قبل الحرب العالمية الثانية، في عام 1937 تحديدا، لإنتاج السيارة الشعبية التي عرفت باسم «بيتل». وفي مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وخصوصا في خمسينات وستينات القرن الماضي، نمت مبيعات «فولكسفاغن» بشكل سريع. وفي عام 1965 استملكت فولكسفاغن شركة «أوتو أونيون» لتنتج أول سيارة «أودي» في ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي السبعينات من القرن الماضي أطلقت «فولكسفاغن» جيلا جديدا من السيارات أمامية الدفع شمل طرازات «باسات» و«بولو» و«غولف» التي تحولت إلى سيارتها الأكثر مبيعا في أسواقها.

وفي عام 1986 تملكت «فولكسفاغن» حصة الأكثرية من أسهم شركة «سيات» الإسبانية لتصبح بذلك أولى علاماتها التجارية الأجنبية، ومن بعدها استملكت شركة «سكودا» التشيكية عام 1994، ثم شركتي «بنتلي» البريطانية و«لامبورغيني» الإيطالية عام 1998، ومن بعدها شركة «سكانيا» السويدية عام 2008، وأخيرا – وليس آخرا - شركتي «بورشه» و«مان» و«دوكاتي» (للدراجات النارية) عام 2012.

وفي الوقت الحاضر تشهد «فولكسفاغن» نموا متسارعا في عملياتها التجارية في الصين التي أصبحت اليوم سوقها العالمية الكبرى.