حماية البطاريات المثبتة تحت جسم السيارة الكهربائية مشكلة جديدة تواجه شركة تيسلا الأميركية

خبير ألماني يتوقع تراجع الاهتمام بها

TT

هل تجاوزت السيارة الكهربائية بالكامل نطاق تشكيك الكثيرين بمستقبلها المنتظر من الدول الحريصة على سلامة البيئة؟

رئيس معهد أبحاث السيارات بجامعة «ديوسبورغ - إيسن»، والخبير الألماني في شؤون السيارات فرديناند دودينهوفر، قرع ناقوس الإنذار في تقرير أكد فيه أن المستقبل المتوقع للسيارات التي تدار بالكهرباء بالكامل في ألمانيا أصبح «قاتما» مضيفا أن تحقيق السيارات الكهربائية لرواج كبير في السوق «يبدو غير محتمل أكثر من أي وقت مضى». وقال الخبير الألماني بصراحة واضحة بأن السيارة الكهربائية بالكامل» لم تعد في دائرة «الاهتمام» وإن الضجة الدعائية التي رافقتها «قد تبددت».

ويبدو أن توقعات خبير السيارات الألماني تعززها أيضا إشكالات فنية تبين مؤخرا أن السيارات الكهربائية تعاني منها، فبالتزامن مع تقرير الخبير الألماني كشفت شركة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية «تيسلا» عن قرار بإضافة طبقات واقية من مادة التيتانيوم تحت جسم السيارة التي تنتجها، إلى جانب ألواح عاكسة من الألمونيوم، وذلك في أعقاب وقوع حادثين أديا إلى اشتعال النار في سيارات من طراز «إس».

وكان الحادثان قد وقعا عام 2013. وفي كل حادث منهما تضررت البطاريات المثبتة تحت جسم السيارة مما أدى إلى اشتعال النار بحسب موقع الشركة ولكن دون أن يسفر الحادثان عن وقوع إصابات.

وذكر مؤسس شركة تيسلا، إيلون ماسك، أنه على مدى 152 مستوى من الاختبارات التي أجريت على السيارات حالت الطبقات الواقية دون وقوع أي ضرر بالبطارية كان يمكن أن تؤدي إلى اشتعال النار أو إلى تضرر لوح البلاستيك المقوى الذي يبلغ سمكه ربع بوصة والذي يحمي البطارية بالفعل.

وأكدت الشركة أن السيارات التي أنتجتها اعتبارا من 6 مارس (آذار) الماضي كانت كلها مزودة بالطبقة الثلاثية الواقية، وأنها تعتزم أيضا تزويد السيارات التي يملكها عملاؤها بهذه الطبقة مجانا بناء على طلب العميل.

تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تعد أكثر دولة غربية داعمة للسيارات الكهربائية بالكامل. وقد سبق لحكومة المستشارة أنجيلا ميركل أن أعربت عن أملها برؤية نحو مليون سيارة كهربائية بالكامل أو سيارة هجين تجوب الشوارع والطرقات الألمانية بحلول عام 2020.

وأضاف الخبير أن الوقت آخذ في النفاد بالنسبة للسيارة التي تدار بالكهرباء على نحو كامل وأنه «من دون دفعة سياسية كبيرة، يمكن أن تفقد بريقها». وأوضح أن ألمانيا متخلفة بالفعل على صعيد الحراك في استخدام السيارات الكهربائية.

غير أن مجموع السيارات التي تعمل بالكهرباء بالكامل التي تم تسجيلها في ألمانيا العام الماضي لم يتجاوز 6379 سيارة، مقابل 8779 سيارة في فرنسا، و225 سيارة في النرويج حيث سوق السيارات أصغر بكثير، الأمر الذي دفع الخبير الألماني دودينهوفر إلى ملاحظة أنه لو كانت السيارة الكهربائية تحظى في ألمانيا بالشعبية التي تلقاها في النرويج لكانت شركات السيارات باعت ما يعادل 170 ألف و831 سيارة في عام 2013.

وتظهر البيانات الألمانية الرسمية أنه بحلول أول يناير (كانون الثاني) 2014 لم يتجاوز عدد السيارات التي تعمل بالكهرباء بالكامل في ألمانيا الـ12 ألفا و200 سيارة من أصل 43.9 مليون سيارة في ألمانيا.

وبهذه المناسبة، أشار الخبير الألماني إلى أن حجم مبيعات السيارات الموصوفة «صديقة للبيئة» ما زال ضئيلا رغم عرض مجموعة سيارات كهربائية من 15 طرازا في ألمانيا. وعليه توقع دودينهوفر أن لا تتجاوز مبيعات العام الحالي الـ11 ألف وحدة مؤكدا أن السيارات الكهربائية «تكاد لا تلفت نظر المستهلكين».

ولكن الاتحاد الألماني لصناعة السيارات لا يشارك الخبير دودينهوفر رأيه ولا يزال متفائلا في نظرته إلى مستقبل السيارة الكهربائية ويعد أنه رغم تراجع مبيعاتها فإن اتجاهها آخذ في الصعود.