السيارة الكهربائية يحدد مستقبلها المستهلك الصيني.. والشركات الألمانية تنسق جهودها لتطوير قطاعها

«نيسان» و«جنرال موتورز» يتصدران قائمة الشركات المنتجة لها

TT

تؤكد حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها ملتزمة بخطة رفع عدد السيارات العاملة بالكهرباء في ألمانيا إلى مليون سيارة بحلول عام 2020، غير أن الكثير من الخبراء يعتبرون هذا الهدف «غير واقعي»، يربطون تحقيقه بمدى رغبة المستهلك الصيني في اقتناء سيارة كهربائية ولا يخفون قناعتهم بأنه ما لم تحقق السيارة الكهربائية انتشارا ملحوظا في الصين فسوف يصعب على ألمانيا، والأسواق الأوروبية، أن تشهد رواجا للسيارات التي تدار بالكهرباء بالكامل. وهذا الارتباط حمل نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وزير الاقتصاد والطاقة زيغمار غابريل، إلى أن يدعو الصين - بمناسبة حضوره معرض بكين للسيارات - للدفع بترشيد الطاقة، مشيرا إلى أن قطاع صناعة السيارات لا يمثل قدوة في هذا الترشيد، مؤكدا أن زيارته للصين تمثل رسالة بالغة الأهمية، وأن ترشيد الطاقة في قطاع السيارات يمثل ضرورة بالغة، وأن من الممكن تحقيق هذا الترشيد بسرعة. ورأى الوزير الألماني أن على الصين الدفع في مدنها الكبيرة بسيارات تعمل بمحركات كهربائية بغية السيطرة على تلوث الهواء في هذه المدن.

إلا أن سوق السيارات الكهربائية في ألمانيا نفسها لا يبدو واعدا، بل إنه «قاتم» في رأي رئيس معهد أبحاث السيارات بجامعة «ديوسبورغ - إيسن»، فرديناند دودينهوفر - وهو خبير في السيارات - وفي اعتقاد الخبير الألماني أن رواجها في السوق يبدو «غير محتمل».

وكان عدد السيارات الكهربائية بالكامل المسجلة في ألمانيا قد بلغ العام الماضي 6379 سيارة، مقابل 8779 سيارة سجلت في فرنسا، و225 سيارة في النرويج حيث سوق السيارات أصغر بكثير.

وأظهرت البيانات الألمانية الرسمية أنه بحلول أول يناير (كانون الثاني) 2014 لم يبلغ عدد السيارات التي تدار بالكهرباء بالكامل سوى 12 ألفا و200 سيارة من أصل 43.9 مليون سيارة في ألمانيا بالإضافة إلى 85 ألف مركبة تستخدم الطاقة الهجين (وهي المزج بين المحرك الكهربائي ومحرك حرق الوقود). ويمثل العدد مجرد 1.6 في المائة من السيارات المسجلة في ألمانيا.

وبصورة عامة لا يزال حجم مبيعات السيارات المصنفة «صديقة للبيئة» ضئيلا في ألمانيا رغم طرح مجموعة سيارات كهربائية من 15 طرازا في سوقها. وعلى هذا الصعيد تأتي شركة «نيسان» على رأس قائمة الشركات المسوقة للسيارات الكهربائية في العالم، تليها «جنرال موتورز» ثم «تويوتا» ثم شركة «تيسلا» التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا الأميركية مقرا لها.

واللافت في هذا السياق أن شركات صناعة السيارات الألمانية مثل «فولكس فاغن» و«دايملر» و«بي إم دبليو» تأخرت في اللحاق بركب الدول التي قطعت باعا طويلة في مجال استخدام السيارات الكهربائية، وتحاول الآن أن تعوض ما فاتها في هذا القطاع. وتنسق الشركات الثلاث حاليا جهودها لطرح 16 طرازا كهربائيا جديدا صممت جميعا في ألمانيا.

وهذا التخلف عن الآخرين كشفه وزير الاقتصاد والطاقة الألماني، زيغمار غابريل، في سياق حضوره معرض بكين الأخير للسيارات، حين أعرب عن أمله في أن تعود الصناعة الألمانية للمنافسة بقوة في السوق الدولية لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية.

وبمناسبة انعقاد معرض بكين للسيارات قدمت شركة «دايملر» الألمانية سيارتها الكهربائية «دينزا»، بينما أعلنت شركة «فولكس فاغن» عزمها التركيز مستقبلا على صناعة السيارات الكهربائية في الصين.

ومن المعروف أن كلفة تشغيل السيارات الكهربائية هي أقل من مثيلاتها العاملة بالوقود الحفري، ومع ذلك لا تتوقع شركات السيارات أن يرتفع الطلب على شراء السيارات الكهربائية دون إغراءات مالية للمشترين تتمثل بإعفاءات ضريبية مشجعة على الانتقال من سيارة المحرك العادي إلى سيارة المحرك الكهربائي.