أميركا والصين مصدران لنصف الانبعاثات الكربونية في العالم

واشنطن تطرح خطة لخفضها 30 في المائة وبكين توقف تسيير ستة ملايين سيارة قديمة بنهاية 2014

TT

رغم أن الولايات المتحدة والصين تتسببان معا في نحو نصف الانبعاثات الكربونية في العالم، فإنهما لا تزالان حتى الآن مختلفتين حيال الإجراءات الواجب اتخاذها لخفض معدل هذه الانبعاثات. وفيما تحمل بكين السيارات القديمة قسطا وافرا من مسؤولية التسبب في تلويث أجواء مدنها، تفضل واشنطن، منذ أن أصدرت عام 2010 أوامر تنفيذية تفوض شركات صنع السيارات بخفض الانبعاثات الكربونية، تحميل الجزء الأكبر من هذه المسؤولية لمرافق الكهرباء وتركيز جهودها على تقليل إنتاج واستهلاك مركبات الكربون الهيدروفلورية التي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي هذا السياق، أعلنت الإدارة الأميركية عن خطة «للطاقة النظيفة» (كلين باور بلان) لخفض الانبعاثات الكربونية من مرافق الكهرباء على مدى الأعوام الـ16 المقبلة من شأنها خفض انبعاثات الكربون بنسبة 30 في المائة عن المستويات المسجلة في عام 2005.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد عقد قبل عام اجتماعا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في كاليفورنيا اتفقا خلاله على اتخاذ تدابير لخفض تلوث البيئة في بلديهما.

أما الصين، التي تحمل الأعداد الضخمة من السيارات القديمة المسؤولية الرئيسة في تلويث أجواء مدنها، فقد اتخذ مجلس وزرائها قرارا يوقف بموجبه تسيير نحو ستة ملايين سيارة قديمة الصنع بداعي أنها تصدر كميات كبيرة من الانبعاثات الكربونية الملوثة للهواء. ووفقا لإحصاءات وزارة الداخلية الصينية، فقد بلغ عدد السيارات العاملة في الصين، بنهاية العام الماضي، 137 مليون سيارة تسعى بكين إلى خفض عددها إلى 132 مليون سيارة بعد البدء في تطبيق قرار مجلس الوزراء مطلع عام 2015.

وتعد الصين، حاليا، أكبر سوق عالمية للسيارات. وقد أدى الارتفاع السنوي المطرد في مبيعات السيارات في الصين إلى اشتداد حدة تلوث الهواء في مدنها الكبرى.

يذكر أن ثلث المدن الصينية، وعددها 74 مدينة، جرى تصنيفها العام الماضي مدنا نظيفة الهواء. إلا أن سكان العاصمة بكين يعانون بصورة شبه يومية من التبعات الصحية والبيئية للارتفاع المتواصل في معدلات التلوث. وتحمل السلطات الصينية السيارات مسؤولية المساهمة بثلث كميات ملوثات الهواء.

ووفقا لقرار مجلس الوزراء الصيني، سوف تعطى الأولوية في قرار خفض عدد السيارات الملوثة للبيئة للسيارات القديمة والشاحنات الكبيرة والحافلات. وكانت وزارة البيئة الصينية قد طرحت منذ عدة سنوات فكرة وقف سير السيارات شديدة التلويث للهواء دون أن يتخذ أي قرار رسمي بشأنها. ووفقا لإحصاءات عام 2012، فإن نحو 16 في المائة من السيارات العاملة في الصين تقع ضمن هذه الفئة.

وكانت السلطات الصينية قد أعلنت مطلع العام الحالي عن تكثيف حملتها ضد التلوث، ووصف رئيس وزرائها هذه الحملة بأنها بمثابة «إعلان حرب على تلوث البيئة».