«تاتا» الهندية تعيد النظر في استراتيجية الإنتاج انطلاقا من تغيير جذري في تصميم سياراتها

في مسعى لرد الاعتبار إلى مبيعاتها المتباطئة في الداخل والخارج

سلاحا «تاتا» لعودة قوية إلى السوق.. سيارتا «زيست» و«بولت».
TT

عانت شركة صناعة السيارات الهندية (تاتا)، التي نالت شهرة عالمية بعد استحواذها على شركتي «جاغوار» و«لاند روفر» البريطانيتين، من حالة تباطؤ في مبيعاتها في سوقها المحلية دامت أربع سنوات على الأقل، لم تدخر خلالها أي جهد لإنعاش مبيعاتها في الداخل والخارج معا.

وتعمل الشركة حاليا على إطلاق أربع سيارات جديدة في الشهور القليلة المقبلة. وكانت قد كشفت عن نماذج هذه السيارات في معرض دلهي الأخير للسيارات. وقد دخلت السيارات الأربع مرحلة التجارب النهائية، وفي حين يبدي كثير من متابعي شؤون السيارات اهتماما ملحوظا بالسيارات الجديدة، تأمل شركة «تاتا» أن تساعد هذه السيارات في إنعاش مبيعاتها بحلول نهاية هذا العام.

أحدث الطرازات التي تنضم إلى أسطول الشركة هي سيارة الصالون (Zest)، وسيارة الهاتشباك (Bolt)، ذات الباب الخلفي. وقد عرضت كلتا السيارتين في معرض نيودلهي الذي أقيم في شهر فبراير (شباط)، من هذا العام.

من المتوقع أن تطرح «تاتا» سيارة «Zest» في الأسواق في بحر شهر أغسطس (آب) الحالي، وسوف تكون سيارة الصالون الهندية الأولى المزودة بتقنيات ناقل الحركة اليدوي في طرازيها العاملين بالبنزين والديزل في الهند.

تركز شركة «تاتا»، حاليا، على الجانب التصميمي لسياراتها بشكل أفضل بكثير من ذي قبل، وتأمل الشركة أن تجتذب الزبائن من جديد بعد أن شعرت بمللهم من التصميمات المتشابهة لكل السيارات التي أنتجتها الشركة حتى الآن. وتعكس سيارة «Zest» استراتيجية تصميم جديدة تتبناها الشركة، إذ إنها أنجزت هذا التصميم بالتعاون مع ثلاثة استوديوهات تصميم تملكها «تاتا» في كل من بيون وكوفنتري بالمملكة المتحدة، وتورين بإيطاليا.

ولن يجري طرح طرازي «Bolt» و«Zest» في سوق الهند المحلية فحسب بل سيجري الترويج لهما كسيارات عالمية على أن تصدرهما لاحقا مع المنتجات الأخرى للشركة.

وسوف تأتي السيارات الجديدة مع نظام «هارمان» الترفيهي الذي يتصل بالهواتف الذكية للمستخدمين، وبمقدوره أن يقرأ الرسائل النصية القصيرة ويرد عليها من خلال أوامر صوتية. ويعزز نظام الوسائط المتعددة الذي يعمل باللمس من التعديل التلقائي لدرجة الصوت، وتقنية «البلوتوث»، و«واي فاي» وبإمكانه الاتصال بمكتب المساعدة لدى شركة «تاتا» للسيارات.

أما سيارة «Bolt»، كما سيارة «Zest»، فهي أكثر «سيارات الهاتشباك» ذات الباب الخلفي شعبية في الهند، ويتوقع أن يكون ظهورها الأول في السوق المحلية إما بحلول شهر أكتوبر (تشرين الأول) أو شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من هذا العام. وسوف تزود سيارة «Bolt» بثلاثة أنماط للقيادة وفقا لتصنيفها كسيارة المدينة، أو سيارة اقتصادية، أو رياضية.

ووفقا للموقع الرسمي للشركة، فإن أنماط القيادة القابلة للتحويل سوف توجد في طراز السيارة العاملة بمحركات البنزين. وفي الآونة الأخيرة جددت الشركة التصميم الداخلي لسيارة «Bolt»، بحيث أصبح اللون البرتقالي فيها يتداخل مع اللون الأسود في عملية طلاء مبتكرة.

ورغم استمرار ارتفاع الطلب على سيارات «الهاتشباك» ذات الباب الخلفي في السوق الهندية، من المتوقع أن يخوض طراز «Bolt» منافسة حادة بالنظر لإغراق السوق بكثير من الخيارات الأخرى، وعليه، ستكون المنافسة محتدمة بينها وبين سيارة «سوزوكي سويفت ماروتي»، و«هيونداي آي - 10». و«هوندا جاز»، و«شيفروليه بيت»، و«فولكسفاغن بولو».

وسوف تطرح سيارة «تاتا» الهاتشباك المعروفة باسم «نانو» بناقل حركة أوتوماتيكي في محاولة أخرى من شركة «تاتا» لرفع مستوى مبيعات السيارة الأرخص في العالم، فيما يمثل طراز «تاتا سفاري ستورم» النموذج الأخير في خط إنتاج «تاتا» من السيارات. وكان أول ظهور لها في عام 2012. وسوف تطرح في الأسواق بتغيير شامل. ورغم أن سيارات الدفع الرباعي لم تلاقِ إقبالا واسعا في الهند في أي وقت مضى، فإن شركة «تاتا» تتوقع أن تؤدي التجديدات التي أدخلتها على هذه الفئة من السيارات إلى زيادة مبيعاتها.

تبني شركة «تاتا» آمالا عريضة على منتجاتها الجديدة، ويعتقد رئيس قطاع أعمال المركبات لدى شركة «تاتا»، رانجيت ياداف، أن تساعد المنتجات الجديدة الشركة على تحقيق اختراق ولو بطيئا في السوق والتوصل إلى حجم مبيعات أفضل.

وتعمل شركة «تاتا» أيضا على الخروج بسيارتها الشهيرة «نانو» من فئة السيارات الرخيصة. وسوف تطلق سيارة «نانو تويست أكتيف»، التي تضيف غطاء خلفيا عمليا فوق صندوق السيارة يغني عن الحاجة إلى طي المقعد الخلفي للسيارة للوصول إلى منطقة حفظ الأمتعة فيها.

وتمثل «تويست» و«تويست إف - ترونيك» المنتظر إنتاجهما قريبا طرازين معدلين من سيارة «نانو» تأمل «تاتا» أن يردا الاعتبار لسيارة «نانو» كسيارة من سيارات المدن «الذكية». وقد عرض النموذج الافتراضي للسيارتين في معرض نيودلهي للسيارات هذا العام، وأعلنت الشركة أنهما ستدخلان مرحلة الإنتاج «في القريب العاجل».

وتعمل الشركة كذلك على سيارة صغيرة جديدة، فريدة في طرازها، مسماة «تاتا كايت». وهي من سيارات الهاتشباك المتوقع إطلاقها في وقت ما من العام المقبل، وسوف تكون المنتج الجديد الثالث من الشركة الهندية بعد سيارتي «Zest» و«Bolt».

ومن المحتمل أن تكشف شركة «تاتا» عن طراز «كايت» الجديد في معرض السيارات عام 2016. وسوف تكون مزودة إما بمحرك تربو جديد سعة 1.2 لتر يعمل بالبنزين، أو محرك ديزل «كوادراجيت» سعة 1.3. ومن أن تخفض الشركة من قوة المحركين بغية توفير المزيد من الاقتصاد في استهلاك الوقود، وبذلك اجتذاب المزيد من المشترين الأولين لسياراتها.

في غضون ذلك، أفاد تقرير إخباري بأن وحدة السيارات الفارهة في «تاتا موتورز»، المصنعة لطرازي «جاغوار» و«لاند روفر»، سوف تخفض عدد منصات الإنتاج من سبعة إلى خمسة توفيرا للنفقات، في حين تخطط لإضافة سبعة موديلات جديدة على سياراتها خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتخفيض عدد المنصات سوف يساعد الشركة على توفير مزايا اقتصادية لسياراتها من خلال صناعة ما لا يقل عن نسبة 60 إلى 70 في المائة من المكونات المشتركة بين الموديلات الجديدة، وخفض المخزون وزيادة معدل الإنتاج.

وتخطط الشركة إلى زيادة عدد الموديلات التي تبيعها إلى 21 موديلا بحلول عام، بالمقارنة مع الـ14 موديلا التي تنتجها حاليا.

وكشفت الشركة أيضا عن أن «جاغوار» و«لاند روفر» تعملان على تطوير سيارات أكثر «ذكاء»، من شأنها توفير تجربة قيادة شخصية فريدة تماما، والمساعدة في الحد من حوادث الطرق عبر التقليل من عوامل تشتت انتباه السائق.

وباستخدام أحدث تقنيات التعليم الآلي وأساليب «الذكاء» الاصطناعي، سوف تضم سيارتا «جاغوار» و«لاند روفر» في المستقبل القريب مجموعة شاملة من الخدمات أبرزها نظام التعرف على السائق وحفظ خياراته المفضلة وأسلوبه في القيادة.

وبإمكان السيارة «الذكية» التعرف على سائقها عن طريق الهاتف الذكي أو غيره من الأجهزة الجوالة في جيوبه. وبمجرد أن يفتح السائق باب سيارته تكون قد تمكنت المرايا، وعجلة القيادة ومقعد السائق من تحضير الخيارات المفضلة للسائق.