المستثمرون الإماراتيون يتخلون عن تحفظهم ويدخلون القطاع العقاري بمشاريع عملاقة

TT

قبل اعوام قليلة مضت كان كبار رجال الاعمال في دبي يتعرضون للانتقادات الهامسة من مسؤولين على تحفظهم في الدخول بقوة في مشاريع عملاقة والاكتفاء بالتجارة والوكالات وبناء برج هنا وبناية هناك فيما ظلت الحكومة بصورة رئيسية هي المبادر الاكبر في دفع عجلة الاستثمار واقناع اصحاب الاموال في الخليج والخارج بجدوى ضخ استثماراتهم في هذه الامارة الصغيرة الفقيرة بالنفط ولكن الغنية بالافكار البراغماتية. وقد جاء اعلان مجموعة إلياس ومصطفى كلداري الاماراتية الاسبوع الماضي عن استثمار ملياري دولار في مشروع «سيتي اوف ارابيا» العقاري والسياحي الضخم بمثابة دفعة قوية لتعزيز الثقة بمجتمع الاعمال الاماراتي وخطوة كبيرة أخرى في توجه رجال الاعمال في البلاد نحو الانخراط بصورة اكبر في العملية الاقتصادية التنموية ولعب دور اكثر ايجابية مما كان عليه الامر في السابق.

وقبل مجموعة كلداري، كانت مجموعة الفطيم بدبي والتي يمتلكها عبد الله الفطيم ونجله عمر اعلنت قبل نحو 4 اعوام عن ضخها لحوالي 4 مليارات دولار في مشروع عقاري ضخم هو «دبي فسيستيفال سيتي» وكانت تلك اولى المبادرات الضخمة للقطاع الخاص في الدخول لقطاع العقارات الناشىء آنئذ. وقبل فترة قريبة عدلت المجموعة حجم محفظتها الاستثمارية في المشروع ليرتفع اكثر من ضعفين الى 10 مليارات دولار دفعة واحدة ما يجعله اضخم استثمار منفرد في منطقة الشرق الاوسط على الاطلاق.

وقبل عامين بادرت مجموعة من رجال الاعمال الاماراتيين تضم عبد الرحمن بو خاطر وخالد الزرعوني وعبد الرحيم الزرعوني الى التكتل لانشاء مدينة رياضية ضخمة في دبي بتكلفة تصل الى 735 مليون دولار وعدلت محفظتها العام الماضي الى 1.9 مليار دولار.

اللافت في المشروعات العقارية الثلاثة والتي تبلغ استثماراتها المجمعة نحو 14 مليار دولار أنها ركزت على تقديم تجمعات متكاملة لتكون بحد ذاتها مدنا داخل مدينة وتميزت جميعها بتسخير الافكار الخلاقة لتأسيس تجمعات سكانية كبيرة والاستفادة من الحركة السياحية المتنامية في الامارة والتي تتوقع الحكومة ان تصل الى 15 مليون سائح بنهاية العقد الحالي مقابل نحو 5 ملايين حاليا.

فمشروع دبي فيستيفال سيتي وصفه مروان شحادة المدير المالي في مجموعة الفطيم بأنه «واحد من اكبر المشاريع في العالم». وتمثل المرحلة الاولى من المشروع التي تبلغ تكاليفها 9 مليارات درهم (2.4 مليار دولار) نحو 35% من حجم المشروع الذي يمتد على مساحة 7 ملايين متر مربع والمتوقع انجازه في عام 2011. وقال شحادة «في 2007 سيبدو ان المشروع وكأنه قد اكتمل بعد انتهاء المرحلة الاولى. إلا انه لا يزال امامنا الكثير من العمل». واضاف «هناك عناصر من هذه المرحلة استكملت ومنها مجمع سكني مستخدم منذ عام وملعب الجولف الذي تم افتتاحه في يناير (كانون الثاني) الماضي. وخلال هذا العام سنفتتح مركز تسوق ضخما يضم 5000 متجر و100 مطعم يمتد على مساحة 2.2 مليون قدم مربع ويعتبر القلب النابض للمدينة».

واضافة الى 19 الف وحدة سكنية فاخرة سيضمها المشروع عند استكماله، فإن عددا من الفنادق سيتم بناؤها في هذه المدينة الهائلة ومنها فندق انتركونتيننتال الذي اعلن عنه العام الماضي وفندق «فور سيزنز» الذي سيكون اول فندق لهذه العلامة التجارية في الامارات.

كما ستضم هذه المدينة المطلة على الممر المائي الشهير خور دبي متاجر ضخمة وحدائق العاب وترفيه لجذب الزوار والسكان اليها. اما مشروع «سيتي أوف أرابيا» الجديد الذي يمتد على مساحة قدرها 20 مليون قدم مربع في دبي لاند، فإنه يتضمن مركز تسوق يعد له أن يكون الأكبر حجماً في العالم، ومدينة ديناصورات يتم تصميمها بالتعاون مع متحف التاريخ الطبيعي في لندن.

ومع التوقعات التي تشير بأن عدد السياح الوافدين إلى إمارة دبي سيصل إلى 15 مليون سائح بحلول عام 2010، يتوقع لمشروع «سيتي أوف أرابيا» أن يصبح نقطة جذب سياحي مهمة. ويتضمن المركز التجاري المزمع افتتاحه عام 2008 ضمن المشروع والذي يطلق عليه اسم «مول أوف أرابيا» حوالي 1000 متجر ومسرح متكامل ومواقف سيارات تتسع لحوالي 10 آلاف سيارة.وسيمتد المركز التجاري، الذي يتوقع له أن يكون أكبر مركز من نوعه في العالم، على مساحة قدرها 10ملايين قدم مربع. ويتضمن مشروع (سيتي أوف أرابيا) مدينة «ريستلس بلانيت» التي يتوقع لها أن ترسي معايير جديدة تماماً في عالم السياحة العائلية. وستتضمن المدينة كذلك معرضاً للحفريات النادرة لبقايا ديناصورات تنتمي إلى حقبات تاريخية مختلفة ومتباعدة.

وإضافة إلى ما سبق، سيشتمل المشروع على وحدات سكنية ومكاتب بالاضافة إلى مجمع سكني يطل على قناة مائية بطول 4 كيلومترات.

ويحاذي القناة المائية عدد كبير من المحال والمتاجر والمطاعم والمقاهي ضمن مشروع يطلق عليه اسم «وادي واك»، هذا بالإضافة إلى توفر قوارب صغيرة شبيهة بالعبارات لنقل رواد وزوار وسكان المشروع من ضفة إلى أخرى ما بين المناطق السكنية للمدينة ومركز التسوق والحديقة الترفيهية. وستمتد سكة قطار دبي لتصل إلى مشروع «سيتي أوف أرابيا» بحيث تربطه مع مطار دبي بشكل مباشر.

ويتم حالياً التخطيط لتشييد ثلاثة فنادق، الأول بسعة 400 غرفة تطل بشكل مباشر على مركز التسوق (مول أوف أرابيا) والثاني مستقل على جزيرة ضمن القناة المائية، وفندق ثالث يطل على شارع الإمارات. ومن المقرر افتتاح حديقة (ريستلس بلانيت) ومركز تسوق (مول أوف أرابيا) في ربيع عام 2008، على أن يبدأ تسليم الوحدات السكنية والتجارية بنهاية 2007.

مشروع مدينة دبي الرياضية والتي ستقع ضمن دبي لاند ايضا، يشتمل على بناء اربعة ملاعب ومركز تسوق. وقد وصف المشروع بأنه المرة الاولى التي يجري فيها انشاء مجمع بهذا الحجم في العالم. وتتسع الملاعب بمجملها لحوالي 70 الف متفرج وهي مخصصة لكرة القدم والرجبي والكريكيت وغيرها.

ويخطط المستثمرون في المشروع لاقامة مجمعات سكنية ضخمة تضم عددا من الابراج والفلل الفخمة التي ستحيط بالمدينة الرياضية، والتي سيتم طرحها للبيع للتملك الكامل لجميع الجنسيات. وتتضمن المشروعات الرئيسية في مدينة دبي الرياضية، ملعبا للغولف بـ 18 حفرة وأكاديمية لتعليم الغولف ذات مستوى عالمي، ملعبا على مستوى دولي للتنس وأكاديمية لتعليم التنس، ملعب كريكيت يتسع لـ 25 ألف شخص ومجهزا لاستقبال البطولات العالمية، بالإضافة إلى أكاديمية لتعليم الكريكيت، استاد مكشوف لممارسة العديد من الرياضات مثل كرة القدم، الرجبي والعاب القوى، بالإضافة إلى أكاديمية لكرة القدم، ملعب لرياضة الهوكي يتسع لـ 10 آلاف شخص، وصالة رياضية مغلقة بطاقة تستوعب من 5000 إلى 8000 شخص لممارسة العديد من الرياضات مثل كرة السلة والكرة الطائرة، ميادين لسباقات الخيل.