السعودية: الركود يخيم على الحركة العقارية في المنطقة الشرقية وسط تباين الانتعاش في جدة والرياض

ارتفاع في عقارات مكة المكرمة والمدينة المنورة

TT

شهد السوق العقاري في السعودية توجها نحو المنطقة الوسطى بعد اختتام فعاليات معرض الرياض الثامن للعقارات، الذي شهد تجمعا عقاريا كبيرا بحضور كبرى الشركات العقارية في السعودية، بالاضافة إلى مشاركة شركات من مصر والكويت ودبي لعرض مشاريعها في المعرض.

وكانت المؤشرات التي طرأت على سوق الرياض بشكل خاص، بعد تشبع كثير من الشركات العقارية بتطوير الاراضي الخام، قد توجهت إلى تحرك بشكل كبير إلى طرح فرص عقارية متميزة في مناطق مختلفة في العاصمة السعودية.

في حين شهد سوق جدة العقاري حركة متوسطة تمركزت في منطقة أبحر الشمالية، وبحث الكثير من المستثمرين إلى الاستثمار في بناء الشقق السكنية التي تشهد اقبالاً من الكثير من أفراد المدينة.

المنطقة الشرقية شهدت هبوطا في الحركة العقارية بعد توجه الكثير من المستثمرين إلى سوق الاسهم المالية إلا ان عددا من المشاريع قد ترفع الحركة من جديد في المنطقة.

وشهد المعرض العقاري ابرام عدد من الصفقات العقارية في جنوب وشمال الرياض، ووضح اهتمام عدد من المستثمرين إلى البيع عن الفرص العقارية التي يوفرها السماسرة والوسطاء العقاريين في المعرض بعد ازدياد الطلب على الاراضي الخام الكبيرة ذات الاسعار المنخفضة، وذلك ليتنسى للشركات العقارية الخروج بعائد ربحي جيد بعد تطويرها.

في حين ذكر سعود القصير مدير عام دار الاركان العقارية أن السوق العقاري في السعودية سيتوجه لمزيد من التغير في سياسة تطوير الاراضي إلى أنشاء المباني السكنية، وهذا ما أعلنته شركة دار الاركان التي تعتزم بناء 65 الف وحدة سكنية موزعة على مناطق السعودية وتركز على شريحة كبرى من شريحة الشباب.

وأضاف القصير أن السعودية ما زالت تفتقر لمزيد من شركات التطوير العقاري التي تغطي حاجة البلاد لمدة عشرين سنة مقبلة والتي تحتاج إلى 4.5 مليون وحدة سكنية، مطالباً الشركات العقارية إلى البحث عن سبل الاستثمار في تطوير وبناء الوحدات السكنية للمساعدة على حل الازمة المتوقعة التي قد تحدث بسبب نقص السكن لحاجة السكان، بالاضافة إلى زيادة الناتج القومي ببناء المزيد من الوحدات السكنية.

وأوضح القصير إلى أن معرض الرياض الثامن ساعد كثيراً على تلمس حاجات الافراد في ما يخص السكن والوحدات السكنية التي تسعى شركته إلى وضعها في سياسة الشركة في بناء الوحدات، مشيراً إلى ان أولى الوحدات السكنية المطروحة ستكون خلال العام المقبل في مخطط القصر بحي السويدي في وسط الرياض، وستبدأ أسعارها من 280 الف ريال، بالاضافة إلى مشاريع الشركة من الفلل السكنية في حي اشبيلية شمال الرياض حيث كثرت العروض العقارية في منطقة الجنوب التي تعتبر مستقبل مدينة الرياض العقاري بعد تشبع منطقتي الشرق والشمال اللتين تعتبران المفضلتين لدى رجالات العقار في السعودية، بالاضافة إلى قربها من المطار ومن جميع الخدمات.

إلا ان عددا من العقاريين أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن هناك ارادة واضحة من عدد من الشركات العقارية إلى التوجه لجنوب في مدينة الرياض لانخفاض اسعار المتر المربع فيه، والتي تتراوح ما بين 50 ريالا (13 دولارا) وحتى 100 ريال (26 دولارا) للمتر المربع الواحد.

وذكر سلمان بن سعيدان مدير عام مجموعة بن سعيدان العقارية أن الجنوب يقدم حلولا للشركات العقارية لتوفير وحدات سكنية مناسبة لشريحة كبيرة من الافراد بأسعار تتناسب مع دخلهم الشهري. مشيراً إلى أن شركته تسعى إلى تطوير أحياء طيبة والسعدانية وتوفير وحدات سكنية متميزة تغطي حاجة الفرد.

وأضاف ان شركة بن سعيدان تعمل على تطوير أحياء متكاملة تتوفر فيها جميع الخدمات، مشيراً إلى ان مؤشرات السوق تدل على ارتفاع الطلب على الوحدات السكنية الجاهزة بالاضافة إلى الاراضي ذات الاسعار المعقولة.

في مدينة جدة غرب السعودية شهد السوق العقاري فيها حركة متوسطة في البيع والشراء، حيث لا تزال منطقة أبحر الشمالية والتي تبعد عن وسط جدة نحو 50 كيلو مترا، تستحوذ على نسبة عالية من عمليات البيع والشراء واهتمام رجال العقار وذلك بسبب انخفاض اسعار المتر المربع فيها، بالاضافة إلى وجود مساحات كبيرة من الاراضي الخام وتحتوى على 80 مخططا عقاريا.

في حين ازدادت نسبة العزوف عن شراء الاراضي المفردة في وسط جدة بسبب ارتفاع الاسعار وغياب جهات التمويل العقاري، وعجز شريحة كبرى من سكان المدينة لشراء ارض، وتوجهت غالبية عظمى من تلك الشريحة للبحث عن شقق التمليك التي تتناسب مع مدخولاتهم الشهرية.

في حين شهدت المنطقة الشرقية من السعودية حركة بسيطة فيما يتعلق بالبيع والشراء، الا أن عقاريين أكدوا أن السوق يشهد ركوداً كبيراً في تلك الحركة نظراً لتشبع السوق وانتهاء العروض المتميزة مع ارتفاع الاسعار خاصة في الاحياء القريبة من المدن الرئيسية فيها.

الا ان العقاريين أكدوا أن اعلان مجموعة الشبيلي للاستثمارات العقارية عن قرب مزاد الشبيلي «هاي رايز» الذي يعتبر من أضخم المشاريع العقارية على مستوى السعودية، قد يرجع الروح للسوق العقاري في المنطقة الشرقية، نظراً لمساهمة الكثير من المستثمرين في هذا المشروع وترقب بيعه في انتظار العوائد الربحية بعد تصفية المساهمة. بالاضافة إلى انتهاء المجموعة من بيع مخطط زهراء القطيف الامر الذي حرك العقارات في المدينة التي تشتهر بارتفاع اسعار اراضيها مقارنة بمدينتي الدمام والخبر نظراً لندرة الاراضي المفردة فيها، وتمسك بعض الملاك للاراضي رغبة في ارتفاع سعرها لضمان المزيد من الربح.

في حين كشفت مصادر عقارية في المنطقة الشرقية أن آخر مزاد أقيم في المنطقة الشرقية كان على أحد المواقع على طريق الظهران أقيم عليه المزاد لم يشهد الاقبال المتوقع من المشترين، وذلك لضعف القوة الشرائية في هذا الوقت بالاضافة إلى ارتفاع اسعار المزاد الذي بدأ من 800 ريال للمتر المربع السكني (213 دولارا).

وعزت نفس المصادر السبب في ضعف الحركة في المنطقة الشرقية إلى توجه الكثير من المستثمرين إلى سوق الاسهم المالية الذي يشهد حركة أسرع مما يشهده سوق العقارات.

وفي المدينة المنورة توجد مفاوضات لبيع وشراء ابراج في المنطقة المركزية بعد انتهاء عدد من المشاريع في الفترة الحالية مما دفع المستثمرين إلى التفاوض لشرائها، في حين شهدت مكة المكرمة بيع ارض على طريق جدة السريع بمبلغ يصل إلى 120 مليون ريال (31 مليون دولار)، بالاضافة إلى مفاوضات لشراء ابراج بالقرب من الحرم المكي الشريف.