السعودية: توجه عقاري نحو تدشين المراكز التجارية في مختلف المناطق لمردودها الربحي العالي

المهندس صالح الحبيب: توقعات بوصول السوق لمرحلة من التشبع في ظل زيادة أعداد المجمعات

TT

في اطار ازدياد حجم الاعمال التجارية في السعودية خاصة بما يتعلق في قطاع التجزئة والاسواق، وفي ظل حاجة البلاد إلى مواقع سياحية وترفيهية، وجه الكثير من المستثمرين استثماراتهم نحو بناء المجمعات التجارية التي يزدهر تدشينها في مختلف مدن السعودية.

وحسب مصادر عقارية يعود ذلك الازدهار كون المجمعات التجارية المغلقة ترضي رغبات المتسوقين سواء من ايجاد احتياجاتهم او سد حاجاتهم المختلفة في الترفيه سواء بايجاد مواقع للمطاعم والاسواق المختلفة او أماكن تخصص للالعاب في مواقع مغلقة مكيفة مما يبعد المناخ الحار الذي يغلب طوال السنة على السعودية وعلى منطقة الشرق الاوسط.

وتضيف المصادر أن العائلات والافراد والاطفال في السعودية في جميع مدنها يفضلن قضاء عطلة نهاية الاسبوع في المجمعات التجارية التي توفر جميع الطلبات والرغبات مختلفة الاذواق، خاصة التي تحمل طابع المجمعات التي تحتوى على مركز كبير لبيع المواد الغذائية (هايبر ماركت) والتي ظهرت أخيرا في المدن الرئيسية، مثل مجمع جيان وكارفورد والمخازن الكبرى والعزيزية بندة وجذبت نسبة كبيرة من الزوار والمتسوقين، مما دفع الكثير من العلامات والماركات التجارية لتدشين فروع لها في تلك المجمعات او الهايبر ماركت.

ووضح أخيرا توجه الكثير من كبرى الشركات العاملة في مجال العقارات والشركات التي تعمل في مجال التنمية الغذائية للاستثمار في الاسواق التجارية، مثل شركة صافولا التي ضخت ما يقارب 240 مليون ريال (64 مليون دولار) في قطاع الاسواق في النصف الثاني من العام الجاري. وكانت وزارة البلدية القروية قد اعدت عددا من الاشتراطات بهدف تحديد الحد الأدنى من المتطلبات الأساسية الفنية والبلدية التي يجب توافرها في مشاريع المجمعات والمراكز التجارية، وذلك بما يسهل عمل الجهات المختصة بالأمانات والبلديات في دراسة وترخيص مثل هذه المشروعات وفق أسس علمية سليمة يتم التقيد بها وتطبيقها على المراكز والمجمعات التجارية عند الترخيص، وبعد الإنشاء والتشغيل وتؤكد الوزارة أن الهدف من هذه الاشتراطات هو التسهيل على المستثمرين الراغبين في الاستثمار في مثل هذه المشروعات، ومنها أن تكون المجمعات التجارية التي سيجري إقامتها ذات مظهر معماري وحضاري يواكب ما تشهده البلاد من تقدم وازدهار في شتى المجالات وتستثنى المشاريع القائمة قبل صدور هذه الاشتراطات من بعض اشتراطات الموقع مثل المساحة والارتدادات شريطة ألا يؤثر ذلك على السلامة العامة وتعطى مهله لمدة سنتين لتصحيح أوضاعها وفقا لهذه الاشتراطات قدر الامكان. ويشير عدد من المستثمرين العقاريين أن النمو العقاري والسكاني في السعودية ساهم بشكل كبير في زيادة حجم الاستثمارات في المجمعات التجارية والتي تتجاوز 2500 مجمع تجاري موزعة على أنحاء البلاد، وتتجاوز استثماراتها مليارات الدولارات.

وتتصدر العاصمة الرياض والتي يقدر عدد سكانها بنحو 4.5 مليون نسمة ومعدل نمو يزيد عن 7 في المائة المدن السعودية في عدد المجمعات التجارية والتي يبرز من خلالها مجمع برج المملكة التجاري والذي يتكون من ثلاثة طوابق اثنين منها عام وواحد نسائي يمثل نهجا جديدا في مفهوم الاسواق التجارية، بالاضافة إلى سوق الفيصلية الذي يقع في ناطحة السحاب الفيصلية في منطقة العليا وسط الرياض التجاري، وتستقطب تلك المجمعات العديد من سكان الرياض بالاضافة إلى زوار المدينة من المحافظات والمناطق المجاورة، ودفع التنافس المحموم على تدشين أسواق تجارية في منطقة العليا التي تعتبر منطقة المراكز التجارية، وفيها ما يقارب 12مجمعا تجاريا وهو، مجمع المملكة والفيصلية، ومركز العليا مول، مركز الموسى، العقارية وهي عبارة عن ثلاثة مراكز تجارية متصلة وتسعى الشركة العقارية السعودية لتدشين الرابع، بالاضافة إلى مركز البساتين التابع لشركة امجاد والذي يقدم فكرة جديدة في عالم التسوق، مركز النمر، ومركز الخريجي، مجمعين لمجموعة المقرن بالقرب من برج المملكة وفي تقاطع شارع العليا وشارع الإمام سعود بن عبد العزيز، أسواق طيبة والعويس، ومجمع سعد الرصيص، الأمر الذي دفع سعر المتر التجاري إلى الارتفاع في شارع العليا إلى أن وصل إلى 8 الاف ريال (2133 دولارا)، بالاضافة إلى طريق الامير عبد الله والذي يحتضن عددا من المجمعات التجارية منها مجمع صحارى والذي يتضمن ثلاثة مجمعات متقاربة، ومجمع الحياة مول التابع لشركة محمد الحبيب العقارية والذي تبلغ تكلفته إلاجمالية 350 مليون ريال (93 مليون دولار)، في حين يتضمن الطريق الدائري الشرقي عددا من المجمعات التجارية ومنها أسواق المجد بالاضافة إلى مجمع غرناطة التابع للمؤسسة العامة للتأمينات، وأسواق بشرى النسائية، ويأتي هذا الطلب الكبير على المجمعات التجارية لما تحققه من جدوى اقتصادية في نطاق اعادة رأس المال في وقت استثماري معقول بالاضافة إلى قدرتها على إعادة التكاليف على القدرات الإدارية والتشغيلية.

في غرب الرياض يبرز مجمع البديعة مول الذي تمتلكه مجموعة عبد المحسن المقرن وإخوانه ويقع في حي البديعة وتتجاوز تكاليفه أكثر من 130مليون ريال (34.6 مليون دولار) ويقع على مساحة تزيد عن 35 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 260 معرضاً.

في حين تأتي مدينة جدة غرب السعودية في المرتبة الثانية من حيث عدد المجمعات التجارية والتي شهدت طفرة في الثلاث سنوات الاخيرة وتم أفتتاح عدد كبير من المجمعات التجارية في تلك الفترة، ويعود ذلك كون المدينة تعتبر بوابة الحرمين الشريفين، بالاضافة إلى محطة راحة للحجاح والمعتمرين المقبلين لتأدية مناسك الحج والعمرة، بالاضافة إلى أن جدة تعتبر المدينة الاولى على مستوى استقطاب السياحة في السعودية، والتي تجذب عددا كبيرا من سكان المنطقة الوسطى خاصة في فترة الصيف وذلك للاستفادة من موقعها الجغرافي الواقع على البحر، وقربها من مكة المكرمة والمدينة المنورة، بالاضافة الى حاجتها الفعلية الداخلية للمجمعات التجارية تخدم سكانها، وبالتالي فإن جدوى الاستثمار في المجمعات التجارية فيها تبدو مرتفعة.

ويعمل على انشاء عدد كبير من المجمعات التجارية والتي يبرز منها، بالاضافة إلى المجمعات الحالية شارع الامير محمد بن عبد العزيز (التحلية سابقا) الذي يحتوى على اربعة إلى خمسة مجمعات تجارية منها جدة مول، وسلطان مول، ولو مول، مركز بن حمران، سوق تجار جدة، الامر الذي أدى إلى ارتفاع اسعار المتر المربع في الاراضي الموجودة على الشارع والتي وصلت إلى 13الف ريال (3466 دولار)، وطريق المدينة الذي يحتوى على مجمع العزيزية مول، وسوق المحمل في وسط البلد، وأسواق الكورنيش الجنوبي التابع لمجموعة السعدان العقارية والتي وصلت تكلفته إلى 500 مليون ريال (133مليون دولار) والذي يضم 2600 محل تجاري على مساحة 350 الف متر مربع، بالاضافة إلى مجمعات مختلفة موزعة على أنحاء جدة.

وتشهد المنطقة الشرقية وبالتحديد مدينتي الدمام والخبر تدشين عدد من المجمعات التجارية والتي يصل عددها إلى 11مجمعا تجاريا بتكلفة تتجاوز مليار ريال (266 دولارا) وتتمثل في سوق الاولى على شارع الامير تركي بكورنيش الخبر ومجمع آل شيخ ومركز جيان على طريق الأمير فيصل بن فهد بالخبر، ومجمع التركي، وهناك ايضا مجمع الراشد 2 الذي يعتبر توسعة لمجمع الراشد التجاري أحد أكبر الاسواق التجارية في منطقة الشرق الاوسط، ومركز كافورد في مدينة الخبر، ومجمع إكسترا، ومجمع جرير مول في الخبر بالمنطقة الشرقية. ومجمع المقرن بلازا ومجمع الشاطئ، والخليج بلازا في طريق الخليج بكورنيش الدمام، ومجمع الدمام بلازا لشركة الدمام للتعمير.

كما تشهد أبها تدشين أول المجمعات التجارية بشكل حديث، حين أعلنت شركة محمد الحبيب القابضة عن تدشين مشروعها في أبها (أبها ميغا مول) جنوب السعودية مع بداية شهر أغسطس (آب) المقبل، والذي تصل تكاليفه الى 100 مليون ريال (26.6 مليون دولار)، ويقع على مساحة تقدر بنحو 50 الف متر مربع.

ويشير المهندس صالح الحبيب مدير التطوير في شركة محمد الحبيب العقارية الى أن زيادة الاستثمار في المجمعات التجارية تعود لعدد من الأسباب، والتي منها الزيادة الكبيرة في عدد السكان، بالإضافة إلى النمو السكاني العالي في السعودية والذي يعتبر من أعلى المعدلات في العالم، بالإضافة إلى التطور الكبير في مفهوم التسوق وظهور الفكر الجديد وهو التسوق بالترفيه، مما أدى إلى وجود استثمارات جديدة ذات طابع حديث وفكر جديد، تمكنت من استقطاب الشركات والعلامات التجارية بالإضافة إلى جذب الزوار، ودخول فكرة صناعة المتاجر الشاملة (هايبر ماركت) إلى السوق المحلي والنقلة الاقتصادية والنوعية لمفهوم التسوق والانفتاح على الأسواق العالمية من خلال منظمة التجارة العالمية وتوقع دخول منافسين جدد في السوق المحلي، وأخيراً الطفرة الاقتصادية المتوقعة نتيجة ذلك الانفتاح، في ظل ما تقدمه الحكومة من تسهيلات ودعم كل ما يخدم اقتصاد البلاد.

وتوقع مدير التطوير في شركة محمد الحبيب العقارية وصول سوق المجمعات التجارية إلى مرح تشبع في صناعة المراكز وتدشينها، مما قد ينعكس على المجمعات التجارية بالهبوط في أدائها، حيث يبقى الاستمرار والنجاح للمراكز المتكاملة الخدمات.

وأشار الحبيب إلى أن صناعة المراكز التجارية تعد من أكثر الصناعات مخاطرة لأنها لا تقبل أنصاف الحلول، ولذلك فهي عالية الربحية في حال نجاحها.

وذكر الحبيب أن شركة محمد الحبيب تعتبر من أقدم الشركات العقارية التي تعمل على تدشين المشاريع والمراكز التجارية منذ 32 عاماً حيث قامت بتطوير أول مجمع تجاري مول في الرياض وهو مركز مكة التجاري، وهو اول مجمع طبقت فيه فكرة المجمع التجاري الحديث، ومن ثم توالت المشاريع والتي منها مركز طيبة والأندلس والمركز السعودي للأعمال، بالإضافة إلى سعي الشركة في الوقت الحالي إلى تطوير عدد من المشاريع في مختلف مناطق السعودية، حيث تعمل على بناء مجمع الحياة مول، ومجمع الأندلس في جدة، ومجمع السلام بلازا في المدينة، وفي أبها مجمع الميغا مول، بالإضافة إلى مجمع نجران بلازا، وفي الخبر جرير (جرير بلازا).