من أكبر الصعوبات التي تواجه المواطن المسلم في بريطانيا كيفية تمويل شراء العقار من دون التورط في عمليات تمويل ذات فوائد مصرفية على المدى البعيد. ولم تكن البدائل متاحة أمام مثل هذا المواطن سوى تدبير مبلغ الشراء نقدا وهو ما لم يكن متوفرا في معظم الحالات.
في الحالات القليلة للتمويل الإسلامي للعقار التي كانت تقدمها شركات تمويل خاصة، بأسلوب الاجارة، كان الأسلوب مكلفا ولا يتوافر إلا على نطاق ضيق. ومن خلاله كانت الشركات تقوم بشراء العقار ثم تأجيره لمشتري العقار مقابل تسديد ثمن العقار بالتقسيط بالإضافة إلى تكاليف أخرى. بنك لويدز تي إس بي البريطاني تعرف على هذه المعضلة عن كثب بعد تردد الكثير من طالبي التمويل الإسلامي العقاري على فروعه المختلفة في بريطانيا، وعلى الفور بدأ البنك أبحاثه لكي يوفر مثل هذا التمويل بالشروط الشرعية الملائمة.
وبعد استشارة هيئة علماء مسلمين حول الشروط المطلوب توافرها في التمويل الإسلامي للعقار، قدم البنك أول تمويل من نوعه في بريطانيا يصدر عن بنك رئيسي من البنوك الأربعة الكبيرة التي تمثل فيما بينها أساس النظام المصرفي في بريطانيا. وبدلا من تمويل الشراء مباشرة وفرض فوائد على المشتري، يقوم البنك بشراء العقار لصالحه ثم يقدم العقار لمشتريه بعد دفع نسبة 10 في المئة فقط هي المقدم المطلوب، ويتم تقسيط المبلغ المتبقي على فترة زمنية متفق عليها. وتتكون الأقساط من نسبة إيجارية بالاضافة إلى أصل القرض من دون فرض فوائد بالمرة. ويحصل البنك على أرباحه من النسبة الايجارية المفروضة على المشتري.
ويقدم البنك هذه التسهيلات على سبيل التجربة من فروع «إيدجوير رود» في وسط لندن ومدينتي لوتون وبرمنجهام في الشمال.
ومن المتوقع تعميم هذا النوع من التمويل على فروع اضافية في المستقبل، وقد تقبل بنوك بريطانية أخرى على التجربة في حالة نجاحها.