السعودية: دخول شركات عالمية يزيد من احتراف عمل السوق العقاري

رئيس كويلدويل بانكر السعودية: المنافسة تنصب في الأخير لصالح المستهلك

TT

دخل السوق العقاري في السعودية إلى مرحلة جديدة يطلق عليها العقاريون، مرحلة التصفية وخروج الدخلاء، حيث يتعرض السوق العقاري في البلاد إلى مرحلة تقنين بوجود كبرى الشركات العقارية، التي حققت نتائج مجدية وكبيرة، من خلال عملها في الفترة الماضية التي تمثلت في العام الماضي والعام الجاري، وخروج الشركات والمؤسسات التي واجهت صعوبات في تحقيق نجاحات مستمرة، كونها لا تمتلك العناصر المجدية للاستمرار في سوق العقارات السعودي، الذي يتوقع ان يشهد انتعاشا، مع تذبذب سوق الاسهم المالية ومواجهة العديد من المضاربين والمستثمرين للخسائر الكبيرة في السوق، الامر الذي لا يحدث في سوق العقارات، مما جعلهم يتوجهون اليه كونه الآمن بين الاسوق التجارية.

ويرى الخبراء ان كثيرا من الشركات العاملة في السوق العقاري السعودي، نجحت من خلال استراتيجيتها التسويقية المتكاملة، من حيث صناعة المنتج وتسويقه وبيعه، بأساليب تضمن حقوق المشتري وتحقيق أرباحاً مجدية له.

وفي مجال التسويق العقاري والسمسرة عدد كبير من الشركات والمكاتب والأفراد العاملين في هذا المجال، ولكن بدأ النجاح المضمون ينحصر في الشركات العقارية والمكاتب والافراد، الذين استطاعوا الدخول الى نطاق جديد من التسويق العقاري الحديث في السعودية، وهي الجهات التي عملت على توفير خدمات إدارة العقارات وإدارة المحافظ الاستثمارية العقارية وتولي مسؤولية توفير الارباح المجدية للمستثمرين وتوفير الخيارات المختلفة للراغبين في شراء العقارات، سواء كانت شركات او مؤسسات او حتى على المستوى الفردي، بالاضافة إلى دخول شركات عالمية للسوق العقاري السعودي تعمل على توسيع اعمالها حول العالم والدخول إلى سوق شهد طفرة كبيرة خلال الفترة الاخيرة، وتم ضخ رؤوس أموال ضخمة في ذلك السوق، الامر الذي دفع الشركات العالمية إلى تهيئة عملها في السوق باحترافية كبيرة تجذب أكبر قدر من العملاء على غرار ما تقدمه من خدمات تساعد العملاء على الدخول معها في نشاطاتها المتوزعة حول العديد من المنتجات العقارية.

ويصف العقاريون السوق بالمتنامية، بدعم وجود عدد كبير من شركات العقارات العاملة في السعودية ووجود طلب متواصل على هذا القطاع، يتطلب تقديم أنواع مختلفة من الوحدات السكنية ونوع آخر من خدمة الإدارة والصيانة والتصاميم الداخلية، تخدم المشتري وتوفر له العيش برغد ورفاهية، بالاضافة إلى الطلب المتزايد على مقرات اقامة دائمة في كل من مكة المكرمة لزيارة الحرم المكي الشريف والمدينة المنورة لوجود الحرم النبوي الشريف، بالاضافة إلى الطلب المتزايد على المنتجعات البحرية في كل من جدة والمنطقة الشرقية لضمان متنفس للعوائل، التي لا تقطن في نفس المدينة كمدن الرياض والقصيم وغيرها من المدن غير الساحلية.

ويخدم نظام تسويق العقارات المستثمرين الراغبين في الاستثمار العقاري عن طريق المساهمات العقارية او عن طريق المحافظ الاستثمارية، التي تتمثل في البيع والشراء في الاراضي او عن طريق الشراء المباشر للفلل والقصور والوحدات السكنية.

ومع تخبط نظام المساهمات طالب العديد من العقاريين بضبط العمل في المساهمات العقارية والحذر من دخولها في فوضى، وضياع حقوق المساهمين في الشركات التي تطرح المساهمات العقارية، الامر الذي دفع وزارة التجارة السعودية إلى أصدار تنظيم خاص بهذه المساهمات، الذي يشترط لموافقتها على طرح أية مساهمة ان تكون الارض محل المساهمة مملوكة بصك شرعي ساري المفعول مستوف للاجراءات النظامية، وان يوافق ملاك الارض على طرح مساهمة فيها، وان يكتتب المكتب العقاري الذي يطرح المساهمة بما لا يقل عن 20 في المائة من اسهمها، وألا تزيد مدة المساهمة على ثلاث سنوات من تاريخ اغلاق الاكتتاب، إلا أنه ومع وضع تلك الضوابط ما زال العديد من الشركات العقارية الدخلية على السوق العقارية في السعودية تعمل على مواصلة الفوضى وعدم التقيد الكامل بالشروط التي وضعتها وزارة التجارة، لدرجة أنه تم فتح بعض المساهمات العقارية على اراض غير مملوكة لصالح تلك الجهات القائمة على المساهمة، مما سبب خسائر وصلت إلى 500 مليون ريال في تلك المساهمات، وكانت إحصائيات سابقة قدرت حجم المساهمات العقارية المتعثرة بنحو 12 مليار ريال (3.2 مليار دولار).

وفي خلال السنتين الماضيتين عمل بعض العقاريين في السعودية على تطوير منهج التسويق العقاري عبر تسويق المشاريع العقارية بطرق محترفة، فيما ذهب البعض إلى إدخال شركات عالمية ذات خبرة واسعة ومكاتب متعددة في مختلف دول العالم للعمل في سوق العقارات السعودي لتأتي وتقدم خدماتها في مجال التسويق وادارة العقارات وخدمات التثمين، خاصة ان السوق العقاري السعودي شهد طفرة كبيرة خلال السنوات الماضية، ومع هذه التطورات الحديثة زاد أعداد شركات التسويق العقاري، عملت على تقديم خدمات عقارية تسويقية ذات مستوى عال وبأدوات تقنية متقدمة. ويتحدث سلمان بن سعيدان رئيس مجلس إدارة شركة كويلدويل بانكر في السعودية، عن أن فكرة إدخال شركة كويلدويل بانكر السعودية جاء لزيادة الاحتراف في السوق، عبر شركة عالمية لها الريادة في تسويق العقارات حول العالم وتطبيق منهجيتها الحديثة والمؤثرة في تسويق العقارات، وذلك للمساعدة على تنظيم السوق من الفوضى التي شهدها في المساهمات والمنتجات العقارية، والتي وصل بعضها إلى طرق مسدودة، لا يمكن حلها، مشيراً إلى ان الشركة تعمل على تسويق العقارات ابتداء من الشقة السكنية إلى المجمع التجاري إلى المنتجع أو الاراضي المطورة او الخام، وفقاً للخدمات التي تتطلبها كل وحدة.

وأضاف بن سعيدان، أن شركة كويلدويل بانكر قادرة على تلبية كافة احتياجات العملاء العقاريين، من مثل احتياجاتهم في العقار نفسه، بحيث يتم البحث عن طلبهم بين العروض العقارية المتوفرة لدى الشركة او البحث لهم خارج تلك العروض وتوفير أقرب الموصفات التي يطلبونها وفق الميزانية التي يحددونها لشراء ذلك العقار.

ويذكر رئيس مجلس إدارة شركة كويلدويل بانكر، أن الشركة تسعى للتوسع لخدمة أكبر عدد من الزبائن العقاريين، سواء كانوا شركات أو أصحاب منتجعات، أو ملاكا للمباني السكنية، بالاضافة إلى الافراد، ويتم الاتفاق عادة على نسبة معينة كمصاريف للإدارة من المبلغ الإجمالي لعقد تأجير أو بيع الوحدات.

وبين أن فكرة الشركة في السوق العقاري السعودي، لقيت أقبالا كبيرا من قبل العديد من العاملين في السوق العقاري السعودي، وسعى البعض إلى عمل مقارب لنشاط الشركة، مما يدفع بالقول إلى ان السوق يشهد تطوراً في تقديم الخدمات العقارية، الامر الذي يصب في صالح المستهلك. المغرب يتجه لوضع قانون يوقف البناء العشوائي في ضواحي المدن الكبيرة