الخطوات سهلة والإغراءات كثيرة** والمطبات أكثر

شراء العقار في إسبانيا

TT

تعتبر إسبانيا من أكبر الدول السياحية في العالم، حيث تستقبل سنويا أكثر من 50 مليون سائح، وكان الرقم في عام 2004، حوالي 51 مليون سائح* وهي تستضيف سياحها على مدار العام، حيث المناخ الدافئ شتاء، والحار صيفا، يجذب زوارها من الشمال والجنوب على السواء* ومع شهرتها السياحية، تجذب إسبانيا أيضا العديد من المقيمين بصفة دائمة والزوار المترددين عليها دوريا، وايضا المستثمرين، وهؤلاء جميعا يقبلون على شراء العقارات الاسبانية لاغراض متعددة* وتتزايد أعداد المقبلين على شراء العقار في إسبانيا سنويا، خصوصا من الملايين الذين يزورونها سياحيا كل عام* ويكون قرار الشراء في العادة بغرض الاقامة أو التأجير أو الاستثمار بإعادة البيع بعد فترة* وتساهم أسعار الفائدة المستقرة والمتدنية على اليورو في تشجيع اتخاذ قرار الشراء في إسبانيا* كما تتاح عدة خيارات من العقارات المعروضة للبيع، لتناسب كافة أغراض الشراء، من شقق الفنادق الجديدة الى المزارع والفلل والبيوت المستقلة في القرى والضواحي الهادئة، وايضا المزارع* والخطوة الاولى في قرار الشراء في إسبانيا، هي تحديد نوعية العقار المطلوب والمنطقة التي يفضلها المستثمر، ثم تأتي بعد ذلك خطوة الاستعانة بالمتخصصين من أجل تحقيق الحلم، وتجنب المشاكل التي قد تنشأ أثناء عملية الشراء، بداية من المعاينة الاولية وحتى تسلم العقار وتبادل وثائق الملكية* ولأن إسبانيا دولة كبيرة مترامية الاطراف، لا بد أولا من تحديد الموقع بدقة حتى تكون عملية البحث، ثم الاختيار في ما بعد، سهلة* وتتطلب هذه الخطوة بعض البحث، خصوصا لو كان قرار الشراء بغرض الاقامة الدائمة، فلا بد من التعرف على خصائص المكان خلال المواسم المختلفة والتسهيلات المتاحة للاقامة فيه ووسائل المواصلات وايضا تكاليف وسهولة الوصول الى الموقع من البلد الأم بالطائرة من حيث عدد الرحلات الجوية ومتوسط التكلفة، وبعد ذلك يمكن استعراض واجهات وكالات العقار المحلية للتعرف على مستوى الاسعار في المنطقة* الخطوة الثانية التي يجب اتخاذها في الاعتبار هي نوع العقار المطلوب شراؤه من حيث المساحة والموقع، ولا بديل هنا عن التعرف على اكبر عدد ممكن من عقارات المنطقة، بحيث يكتسب المستثمر فكرة واقعية عن مستوى الاسعار السائدة ونوعية العقارات المتاحة* والحديث مع وكلاء العقار المحليين في غاية الاهمية، فهم الخبراء الذين يعرفون خبايا العقار المحلي التي لا يعرفها الغريب* ويجب التأكد من كون الوكيل العقاري مسجلا ومعه ترخيص بمزاولة المهنة، لان إسبانيا تعاني من الكثيرين ممن يتخذون من الوساطة العقارية مهنة غير متخصصة لزيادة الدخل من دون خبرة حقيقية او مسؤولية قانونية* وإذا كان مشروع الشراء بغرض الاقامة الدائمة في إسبانيا، فإن النقطة الحيوية هنا هي اختيار موقع يتسم بالهدوء والسكينة، أما اذا كان الغرض هو تأجير العقار، فإن الاختيار يعتمد على الموقع السياحي القريب من مركز المدن ومواقع الترفيه او الشواطئ* وخلال عملية الشراء، يمكن للوكيل العقاري المساهمة في النصيحة والخطوات المطلوبة للتعرف على العقار المناسب* لكن هذا لا يلغي الحاجة الى ضرورة إجراء بعض الابحاث عن تكاليف الشراء والخطوات القانونية المطلوبة، وأول هذه الخطوات هو اختيار محام له خبرة عقارية لاسداء النصيحة والمساعدة في عملية الشراء، ولا بد من معرفة خطوات الشراء القانونية وتكلفتها قبل الشروع في عملية الشراء العقاري في إسبانيا* ويمكن للمحامي، واسمه باللغة الاسبانية «أبوغادو»، (التي نسخ عنها تعريب أبوكاتو)، ان يشرح الخطوات والتكاليف المتوقعة بصفة تقريبية* عرض الشراء

* ويكون عرض الشراء في العادة كتابيا لمالك العقار وفقا للتفاهم الشفوي الذي يتم مسبقا، وفي العادة يتضمن هذا العرض الثمن الاجمالي المتفق عليه، مع ضرورة اضافة مبلغ المقدم وتوقيت سداد هذا المقدم، وتوقيت استكمال الاجراءات المناسبة لك، وما تعتبره متضمنا في ثمن الشراء مثل المنقولات والتجهيزات الداخلية* واذا كان الامر يتعلق بمزرعة، فلا بد من ذكر نقطة يغفلها كثيرون، وهي شرط ان تكون جميع الادوات والماكينات والمعدات في المزرعة في حالة تشغيل جيدة وغير معطلة* وبعد قبول العرض، يتولى المحامي المسؤولية القانونية لفحص سجلات الشهر العقاري، وبعدها يقوم بإعداد نسخة تعاقد تربط المتعاقدين بصفة قانونية* وعند ذلك يدفع المشتري مقدم الثمن وتستكمل الاجراءات بالتعاقد الرسمي، الذي يتم توقيعه أمام محام معتمد ويسمى Escritura de Compraventa* وبعد دفع بقية ثمن العقار وتسلمه شاغرا، يكون الشراء قد تم بصفة قانونية* وفور ذلك يبلغ المحامي مصلحة التسجيل العقاري باسم المشتري الجديد، حتى يتم تسجيله بحيث لا يباع العقار مرتين، ويتم تحويل حسابات الخدمات المحلية، مثل الماء والكهرباء والعوائد الى اسم المشتري الجديد، بحيث يتكفل بها عن طريق حسابه المصرفي المحلي* الاختيارات

* من الاختيارات العقارية المتاحة في إسبانيا الشراء في مشاريع جديدة او شراء عقارات قديمة او وحدات سياحية ضمن مشاريع كبيرة، وايضا الفلل والشقق والمنازل والمزارع* المشاريع الجديدة: ويشتري فيها المستثمر قبل البناء، وبناء على مشاهدة نموذج في الموقع العقاري أو تخطيط معماري* ومن فوائد مثل هذا الخيار، ان المشتري يختار الموقع والتصميم الملائمين له تماما، كما انه خيار مريح لان الدفع يكون عادة على أقساط دورية، مع بقية الثمن عند تسلمه* لكن هناك ايضا بعض السلبيات أيضا، مثل دفع معظم الثمن على فترات قبل تسلمه، والانتظار لفترات طويلة، واحتمال قيام مشروعات جديدة في نفس المنطقة تضر بالمناظر الطبيعية او الواجهة البحرية التي وعد بها المشروع* هناك أيضا بعض الحالات المسجلة لشركات عقارية أفلست قبل تسليم المشاريع، مع احتمال ضياع كل او بعض ما دفعه المستثمرون في عقاراتهم غير المكتملة* العقارات القديمة: وهي العقارات القائمة بالفعل والمعروضة للبيع، ولها فوائد عدة، منها مشاهدة العقار المعروض فعليا وسهولة تنظيم وتوقيت عملية التسلم واختيار الموبيليات والمفروشات للعقار على الطبيعة* والكثير من هذه العقارات يباع بالمفروشات والمنقولات، مما يسهل من المعيشة الفورية فيها عقب الشراء* لكن السلبيات ايضا كثيرة، ومنها ان الاختيارات محددة بما هو معروض فعلا للبيع، واحتمال وجود إصلاحات هيكلية أو عمليات صيانة ضرورية لا بد من القيام بها فور الشراء* وفي هذه الحالة، لا بد من الاستعانة بالخبرة المحلية في عمليات الترميم والصيانة وادخال هذه التكاليف ضمن معادلة ثمن العقار* الوحدات السياحية: وهي تقع ضمن مشروعات سياحية قائمة، وبعضها مشهور عالميا باجتذاب سياح من كل أنحاء العالم* والافضل بين هذه المشروعات، هو ما يقام بواجهة بحرية، لكن ما يقام بعيدا عن البحر يتيح تسهيلات أعلى ومساحات أوسع بنفس الثمن* المزايا هنا متعددة، ومنها ان الشركات القائمة تقوم في العادة بتسهيل عمليات الشراء والصيانة بحيث تتحمل الكثير من الاعباء التي تثقل كاهل المشترين في مواقع اخرى، وهي ايضا تتمتع بالامن والاعباء الضريبية المتدنية وفرصة اقتناء عقار في موقع ممتاز، واحيانا التعرف ايضا على علاقات اجتماعية مرموقة في الموقع نفسه* اما السلبيات، فهي تشمل تكلفة كبيرة للعوائد وتكاليف الصيانة المدفوعة لشركات الادارة، وقيودا عامة على الملكية تفرضها شركات الادارة، واحيانا سوء الحظ في وجود جيران سيئين او مزعجين، وضيق المساحة وعدم وجود خصوصية بدرجة كافية، وانعدام القدرة على التأثير في قرارات مستقبل المشروع السياحي بصفة عامة* الفلل: وهي منفصلة وقائمة بذاتها ومعظمها يقع في مناطق الساحل الجنوبي، لكن يعيبها التكلفة المرتفعة بالمقارنة الى مساحة مماثلة من اي مشروع سياحي، لكنها الاختيار الامثل لمن يرغب في الهدوء ولا تهمه التكاليف* الشقق: وهي وحدات مخصصة للسياحة، وتقع عادة في مناطق الساحل الجنوبي. من مميزاتها انها أرخص استثمار عقاري في اسبانيا، لكنها في الوقت نفسه تجذب قطاعات شعبية وتقع في مناطق المدن السياحية التي تعاني في معظم الاحيان من الضوضاء* المنازل: وهي تقع في القرى والمدن الصغيرة التي تنتشر في الاودية والجبال بين الاندلس جنوبا، وبلاد الباسك شمالا* وهي في العادة صغيرة الحجم تطل على شوارع ضيقة، لكن مساحاتها الداخلية قد تكون كبيرة بخلاف الواجهة* من مميزاتها انها تحافظ على الطراز الاسباني من حيث المعمار والديكور* لكن المساوئ تشمل احيانا نوعية البناء والحاجة الى اصلاحات قد تكون عاجلة في مجال تغيير الاسلاك الكهربائية او مرافق السباكة* المزارع: (وتسمى أحيانا فينكا)، وهي تضم قطعا من الارض وتقع في المساحات بين المدن والقرى الاسبانية، وهي تتيح الاراضي الفسيحة المحيطة بالمنازل، لكنها تعاني ايضا من ضرورة اجراء صيانة واصلاحات قد تكون مكلفة* ان عملية الشراء في إسبانيا واضحة وسهلة وهناك الكثير من الاغراءات التي تدفع الكثيرين لاتخاذ قرار الشراء، لكن هناك ايضا العديد من المحاذير والمطبات الكثيرة مثل التعامل مع اشخاص ليس لهم الصفة القانونية لبيع أو تداول العقار، وتوقع تعاقدات باللغة الاسبانية قبل ان يطلع عليها المحامي الخاص، واقتصار التفاوض على الثمن وليس على شروط البيع وموعد التسليم وحالة العقار* وهناك نقطة أخيرة تتعلق بالضرائب الاسبانية التي تضيف الى الثمن حوالي 10% بما فيها تكاليف المحامي، وهي قيمة مرتبطة بثمن العقار، ولا بد من ادخالها في ميزانية الشراء، حتى لا تقع ازمة مالية بسبب مطالب ضريبية لم تكن في الحسبان* وبعد نهاية الاجراءات، فإن النصيحة المريحة للمشترين في اسبانيا من غير المقيمين، هي ضرورة فتح حساب مصرفي اسباني ودفع الفواتير الدورية منه بصفة اتوماتيكية، بحيث لا يضيع المستثمر وقته في ما بعد في دفع فواتير وغرامات تأخير في كل مرة يسافر فيها لقضاء عطلة في عقاره الجديد*