الإمارات: القوانين المرنة المدعومة بتسهيلات غير مسبوقة تجتذب رؤوس أموال هائلة

استقرار أسعار مواد البناء يساعد على تواصل الحركة النشطة في القطاع

TT

تشهد السوق العقارية لإمارتي دبي والشارقة في هذه الفترة حالة من الاستقرار في أسعار بعض مواد البناء الرئيسية كالأسمنت والحديد والخشب والتي حافظت على مستوياتها طيلة الأسبوعين الماضيين، بالرغم من الشائعات والإشارات غير المطمئنة التي تتداولها أغلب شركات المقاولات حول احتمالات مؤكدة تنبئ بحدوث ارتفاع مفاجئ في أسعار تلك المواد.

ويشير تقرير بنك دبي الى ان النشاط العقاري يزداد وتيرته في إمارتي دبي والشارقة ومع تسارع الأعمال الإنشائية في المشاريع الضخمة بالإمارتين على حد سواء فإن شركات المقاولات تأمل في أن تحافظ مواد البناء على أسعارها إذ تساعد أجواء الاستقرار السعري على تواصل الحركة النشطة في المشاريع المختلفة، في حين أن تقلب أسعار هذه المواد خاصة الحديد والخشب والأسمنت كونها تشكل المواد الرئيسية التي تدخل في أعمال البناء، يؤدي بلا شك إلى تكبيد المقاولين خسائر مالية كبيرة. هذا وتشير بعض شركات المقاولات العاملة في دبي والشارقة إلى أن بعض الأسعار تشهد تقلبات خفيفة لكنها غير مؤثرة، وربما يعود هذا لاتصالهم المباشر بالسوق قبل تحديد الأسعار المقدمة للمشاريع الجديدة التي يقدمون عليها، إلا أن البعض من هذه الشركات يخشى من ارتفاع القيمة السعرية لمواد البناء الرئيسية نظرا للأخبار المتواترة عن ارتفاع أسعار هذه المواد من الأسواق المجاورة والتي تشهد ارتفاعا سعريا حادا في أسعار الأسمنت تحديدا.

ومن جهة أخرى تستمر دبي في إطلاق المشاريع العقارية إذ يشهد سوق الإمارة العقاري دخول مشاريع جديدة بشكل متتال وبوتيرة متسارعة فقد أعلنت ريف للاستثمارات العقارية عن قرب إطلاق برج جديد يحمل اسم «الريف تاور» ويتكون من 34 طابقاً ضمن مشروع «بحيرات الجميرا» باستثمارات تصل إلى نحو 250 مليون درهم، وبذلك ترتفع استثمارات الشركة إلى نحو 500 مليون درهم تمثل «الريف تاور» و«برج المدينة تاور» السكني المؤلف من 33 طابقا والذي أُطلق أخيراً في مشروع بحيرات الجميرا، بتكلفة 180 مليون درهم، وحقق مبيعات غير متوقعة وصلت حتى الآن إلى 80% من مجموع الوحدات السكنية البالغ عددها 200 وحدة ، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الاستثمارات العقارية الأخرى في دبي. ولعل النمو المتواصل في اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة قد خلق فرصاً استثمارية واعدة وعديدة، وقد تمكنت دبي عبر إصدار وتطبيق قوانين مرنة مدعومة بتسهيلات غير مسبوقة، من اجتذاب رؤوس أموال كبيرة من الخارج وخلق تحالفات لإطلاق المشاريع العقارية في الإمارة والتي كان أحدثها تحالف كل من «هان للاستثمارات» المحلية مع شركة «تكنو بيلد سبيس» العالمية، لإطلاق برج «إتش دي إس» المخصص للمكاتب التجارية على مساحة بناء تصل إلى 600 ألف قدم مربع باستثمارات تتجاوز ربع مليار درهم، ومن المتوقع انجازه في عام 2007 ضمن مشروع «بحيرات الجميرا» ليكون أحد 78 برجاً تطورها «نخيل» العقارية على مساحة 579. 144. 1 متراً مربعاً موزعة حول عدد من البحيرات الاصطناعية التي تغطي مساحة 998. 249 متراً مربعاً.

ويتكون البرج من 350 مكتباً تجارياً بمساحات متعددة، و3 طوابق مواقف سيارات، و35 محلاً تجارياً، وستضم طوابقه الخمسة الأولى شبكة اتصالات متطورة تخدم متطلبات رجال الأعمال. ويطل على برج الماس الذي تطوره شركة «نخيل» العقارية بتكلفة تتجاوز النصف مليار درهم، وسيضم أكبر وأحدث بورصة للألماس في العالم، ويتكون البرج من 39 طابقاً ويرتفع 360 متراً ليكون أطول المباني في منطقة أبراج بحيرة الجميرا.

هذا وكانت «هان» للاستثمارات قد دشنت أواخر شهر مارس (آذار) الماضي برج بحيرة بلازا-1 الذي يقع في مشروع «بحيرات الجميرا» أيضا بتكلفة بلغت نحو 250 مليون درهم. ومن جهتها أعلنت دبي للعقارات عضو مجموعة دبي القابضة عن بدء العمل في مشروع مد مجرى خور دبي، بالتزامن مع انطلاق عمليات تجهيز البنية الأساسية ضمن مشروع الخليج التجاري الذي يجري تنفيذه ليكون منطقة جديدة عالمية المستوى للأعمال والتجارة والسكن، وسوف يتم إنجاز المشروع خلال فترة لا تتجاوز 16 شهراً وبتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 200 مليون درهم، الأمر الذي سيساهم في إحداث تغييرات جذرية في طبيعة المنطقة ودبي بشكل عام، حيث ستتيح توسعة ومد هذا المجرى المائي الحيوي المجال أمام قيام العشرات من الأبراج الجديدة التي تحظى بإطلالة مباشرة على المياه ضمن مشروع الخليج التجاري.

هذا وقد بدأت المرحلة الأولى للمشروع من خلال مد مجرى خور دبي لعدة كيلومترات تمهيداً لتحويل تلك المنطقة إلى مركز حيوي، وكانت دبي للعقارات قد وقعت عقداً بلغت قيمته حوالي 200 مليون درهم مع مجموعة دتكو بلفور بيتي البريطانية، لإنجاز الأعمال الإنشائية لعمليات مد مجرى الخور، حيث ستعمل المجموعة خلال المرحلة الأولى على شق قناة مائية بطول 5. 6 كيلومترا. وسيتطلب ذلك تجريف 8 ملايين متر مكعب من التربة وإقامة جدران جانبية بطول 13 كيلومتراً وعوازل مائية.

كما تستعد «دبي للعقارات» لدعوة الشركات في منتصف الشهر الجاري لتقديم عروضها التنافسية لاثنين من الفنادق الأربعة التي تستمر إقامتها ضمن إطار مشروع جميرا بيتش ريزيدنس وتصل تكلفتها التقديرية الإجمالية إلى 250 مليون دولار.

أما إعمار العقارية فتقوم حالياً بدراسة المقترحات التي قدمها الاستشاريون بخصوص المرحلة الأولى من نظام المواصلات الداخلي وثنائي التقنيات الخاص بمشروع برج دبي الذي تقدر تكلفته بملياري دولار أميركي. وتتضمن الأفكار التي هي قيد الإنشاء شبكة لخطوط قطار، وتاكسي مائياً، وخدمة الحافلات المنتظمة التي سترتبط بمحطات القطار الداخلي. وفور اختيار إعمار للتقنية المناسبة من بين مجموع المقترحات المقدمة سيقوم المقاول المعني بتقديم دراسة الجدوى الشاملة. وستضم خطط المواصلات الخاصة ببرج دبي نظام السكك الأحادية التي هي أيضا قيد الإنشاء في مركز دبي المالي العالمي ودبي لاند.