دعا خبير عقاري ان تعمل السعودية على الاستفادة من الأراضي البيضاء المهجورة والواقعة داخل نطاق جدة العمراني، وذلك بتقديم القروض الحكومية غير الربحية لاصحابها لتستثمر تلك الاراضي ويكتمل بذلك بناء مدينة جدة. وقال المهندس احمد الفقيه لـ «الشرق الاوسط» ان من بينها اراض تتمتع بمواقع تجارية مميزة وممكن ان تستثمر، كتلك التي تقع بالقرب من شواطئ جدة الشمالية او التي تقع على شوارع ذات استثمارات تجارية عالية. ويصعب حصر عدد الأراضي التي لم تبن والداخلة في النطاق العمراني في مدينة جدة لأن حركة العقار فيها لا تتوقف وان تراجعت أحيانا، فانها تنشط احيانا اخرى، فهناك اراض كثيرة تتحول في غضون اشهر الى مبان سكنية او أسواق تجارية.
وهناك دراسة حديثة لدى امانة مدينة جدة حصرت فيها نسبة الأراضي التي لم تبن داخل منطقة العمران في جدة بما يقارب الـ 40 في المائة، ويقدر عقاريون قيمتها باكثر من مليار ريال سعودي (267 مليون دولار).
وأوضح ان هذا النوع من الأراضي الفضاء، تتميز بامكانية حصولها على جميع الخدمات الأساسية، من ماء، كهرباء، خطوط هواتف، لكون تلك الاراضي تقع ضمن النطاق العمراني وهي ميزات تفضلها عن غيرها من الأراضي البعيدة عن العمران، والموجودة في أطراف جدة. ولكن عدم الاستفادة منها، جعلها سببا في الحد من حركة الشوارع التجارية التي تقع عليها، وهي شوارع ذات واجهات تجارية واسعة و متعددة. وقال ان بعض هذه الاراضي يهجرها اصحابها لفترة طويلة بغرض الاستثمار، ولتباع عندما ترتفع اسعار العقار، ولكن الاغلبية من هذه الاراضي سوف يتبدل حالها وتخرج من دائرة التجميد وتستغل وتستثمر تجاريا اذا ما طبق عليها نظام جباية الزكاة، النظام الذي صدر اخيرا ومن المتوقع ان يطبق قريبا، والذي قد يكون في تطبيقه دافع لكثير من الملاك لبيع أراضيهم بدلا من دفع زكاتها دون الاستفادة منها، ويمكن للاراضي الكبيرة ان تستثمر وتباع على شكل قطع صغيرة و بالتالي تنشط حركة العقار ويكتمل بناء مدينة جدة. وقال خالد المالكي، والذي يعمل في مكتب عقار في حي الصفا، لقد تعرف مكتبنا على ارض ذات مساحة كبيرة كانت مهجورة تقع مباشرة في الواجهة الشرقية لمركز عبد اللطيف جميل الطبي لاعادة التأهيل في حي الصفا، رغب في شرائها العديد من المستثمرين على مدى عقدين من الزمان و لم نتعرف على صاحبها، وقبل سنتين استثمرت تلك الأرض وبيعت على شكل قطع، وشيدت عليها مبان ساهمت في إحياء الشارع الذي أقيمت عليه واصبح على جانبيه مناطق سكنية متكاملة و بالتالي حسنت من سعر العقار في تلك المنطقة من حي الصفا. ان أحد اكبر الاراضي التي تعوق حركة التجارة في شوارع اربعة رئيسة، هي الارض التي تعود ملكيتها لوزارة التربية و التعليم و التي لم يستفد من موقعها التجاري، وتمتد في جانبها الغربي مباشرة بعد سوق محمود سعيد شمالا وحتى دوار الفلك وتمثل الارض الواجهة الشرقية لشارع مكتظ بالعمران والمحلات التجارية الى جانب مستشفى الدكتور عرفان.
وكان ممكن لوزارة الثقافة والتعليم ان تستغل واجهات الارض الاربع وتقيم عليها مباني تستغل تجاريا ويعود ريعها للوزارة. وقياسا على ذلك باقي الاراضي التي تقع في وسط المناطق العمرانية والشوارع الرئيسة، مثل الارض التابعة لمصلحة المياه التي تقع جنوب الأسواق الكبرى على شارع الروضة وامتدادها من الشرق والغرب ما بين دواري الطائرة ودوار المزهرية سابقا.
وشارع الروضة كذلك يعتبر من أهم الشوارع الرئيسة في جدة، والذي تكثر على جانبيه الاراضي الواسعة وتقلل من حركته التجارية واهميته كشريان حيوي يتوسط جدة ويمتد من الخط السريع شرقا الى أقصى غرب جدة وتقع عليه مراكز تجارية كبيرة ومتعددة ومستشفيات من أهمها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وعدة مستوصفات ومراكز صحية وصيدليات ومحطات بنزين ومع ذلك شكلت تلك الاراضي الممتدة على جانبي الشارع، الأثر السلبي على حركته التجارية.
ان الأراضي البيضاء التي تقع خارج النطاق العمراني ومنها تلك الواقعة في تول وذهبان وطريق مكة ما بين الكيلو 14 وبحرة يرى عقاريون انها سوف تكون ضمن عمران جدة بحلول عام 2025 حيث من المتوقع ان يزيد عدد سكان جدة من 2.8 مليون نسمة الى 6 ملايين نسمة وبالتالي ستتوفر لها الخدمات وستدخل في استراتيجية التخطيط المستقبلي لتوسعة جدة.