250 مليار دولار حجم الاستثمارات في قطاع العقار بمنطقة الخليج حتى نهاية العقد

طفرة الإنشاءات تعزز نمو قطاع الفنادق مع انتعاش عوائد السياحة

TT

تقود طفرة العقارات في منطقة الخليج بصورة عامة مجموعة أخرى من محركات الدفع الاقتصادي ممثلة في اسواق الاسهم بصورة بارزة وقطاع الفنادق والمنشآت السياحية على نحو اقل بروزا على الرغم من امكانية اطلاق تعبير «الطفرة» على بناء الفنادق الجديدة في المنطقة. وفيما تشير الارقام الى ان الاستثمارات في الانشاءات والعقارات في منطقة الخليج ستتجاوز 250 مليار دولار حتى نهاية العقد الحالي، فإن الارقام نفسها عن الفنادق الجديدة تتعثر هنا وهناك الا انها على كل حال ارقام «ثقيلة» لها دلالات. ويأتي ذلك في ظل انتعاش قطاع السياحة في المنطقة الذي تحقق عوائده نموا سنويا بنسبة 13% وبلغت في العام الماضي اكثر من 20 مليار دولار حيث حلت قطر في المرتبة الاولى من قائمة مجلس السياحة العالمي للدول الاكثر نموا في القطاع السياحي خلال الفترة بين 2005 ـ 2014 بنسبة نمو سنوية تبلغ 7.3% وجاءت السعودية في المرتبة الخامسة بنسبة 4.1% والامارات في المرتبة 13 بنسبة 2.5%. وخلال العام الحالي اعلنت عدة مجموعات فندقية دولية عن تعزيز استثماراتها بالمنطقة ومنها مثلا مجموعة أكور الفرنسية للفنادق التي اعلنت في مايو (ايار) الماضي عن خطط توسع جديدة للمجموعة في منطقة الشرق تشمل إدارة 33 فندقا جديدا حتى عام 2009 تصل قيمة الاستثمارات فيها الى 1.7 مليار دولار.

والهدف الذي تصبو إليه المجموعة هو أن يكون لديها 52 فندقاً تحت إدارتها في منطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2009 بعدد غرف يبلغ 13898 مقابل 18 فندقا حاليا تضم 3732 غرفة. وتشمل العقود الجديدة التي وقعتها المجموعة أربعة فنادق كبرى تحمل علامة «سوفيتل»، هي سوفيتل شاطئ أفاميا (230 غرفة) في مدينة اللاذقية في سورية، وسوفيتل جميرا بيتش ريزيدنس (450 غرفة) في دبي في الإمارات العربية المتحدة، وسوفيتل ويست باي (300 غرفة) في مدينة الدوحة في قطر، وسوفيتل الخُبر (230 غرفة) في مدينة الخُبر في المملكة العربية السعودية. كما وقعت «أكور» عقودا أخرى لإدارة كل من فندق «نوفوتيل العنود» (210 غرف) في الرياض في المملكة العربية السعودية، وفندق «إيبيس سالمية» (175 غرفة) في الكويت. ومن المقرر افتتاح جميع هذه الفنادق الستة خلال النصف الثاني من العام المقبل. وتصل قيمة الاستثمارات في هذه الفنادق الستة الى 550 مليون دولار. واعلنت سلسلة رفاد للفنادق الكويتية في الشهر نفسه عن خصخصة 350 مليون دولار لدعم توسعاتها في انحاء العالم بعد ان تمكنت بعد عام واحد على تأسيسها من ابرام 11 اتفاقية تتعلق بفنادق وعقارات ومنتجعات في شرق اوروبا والشرق الاوسط اضافة الى اقامة فندق يحمل اسم «مونارك» في مشروع جزر العالم بدبي. وكونها أكبر شركة إدارة فنادق في المنطقة، سجلت مجموعة فنادق انتركونتيننتال نمواً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط خلال العقد الأخير. يقول كريس مولوني، رئيس العمليات في مجموعة فنادق انتركونتيننتال الشرق الأوسط وأفريقيا: «تتمتع أسواق منطقة الشرق الأوسط على الدوام بالحيوية والنشاط، وقد نجحت مجموعة فنادق انتركونتيننتال في تحقيق نجاحات ونتائج ممتازة في هذه المنطقة من العالم.

ويتابع مولوني قائلاً: «لقد تمكنّا خلال السنوات العشر الأخيرة، وتحديداً بعد إطلاق العديد من المناطق التجارية الحرة في المنطقة، من تحقيق ارتفاع كبير في عائداتنا وذلك نتيجة لارتفاع مستويات الطلب على منشآتنا الفندقية من قبل المسافرين من رجال الأعمال إلى مستويات غير مسبوقة. وعلى الرغم من أن العديد من المشاريع التجارية والصناعية الضخمة ما زالت قيد الإنشاء، إلا أن قطاع الفنادق، وتحديداً مجموعة فنادق انتركونتيننتال، استطاعت أن تلمس النمو الحاصل في المنطقة وبدأت تستفيد منه منذ فترة. وتتركز أعلى مستويات النمو بالنسبة لمجموعتنا في أسواق الإمارات وقطر والمملكة العربية السعودية والبحرين».

وتدير انتركونتيننتال 6 فنادق في الإمارات العربية المتحدة ويشرح مولوني عن دبي: «تعد دبي من أسرع المدن نمواً في المنطقة، وإحدى أهم المراكز التجارية والسياحية على الخريطة العالمية. ومن وجهة نظرنا في مجموعة فنادق انتركونتيننتال، نرى في الأفق معدلات نمو أكبر في منشآتنا في هذه المدينة».

وبالحديث عن منطقة الخليج بشكل عام، يبدو أن المستقبل يعد بالكثير بالنسبة لقطاعات الأعمال والفنادق. فتتوقع مجموعة فنادق انتركونتيننتال أن يشهد سوق البحرين نمواً كبيراً بعد إنشاء مرفأ البحرين المالي، وهو عبارة عن مشروع يهدف إلى ضم جميع المؤسسات المالية والمصرفية في مملكة البحرين في منطقة مالية واحدة تبلغ تكلفة انشائها 1.3 مليار دولار أميركي. وسيعزز هذا المشروع من مكانة البحرين كعاصمة الخدمات المالية المصرفية في منطقة الشرق الأوسط، وسيعمل على تلبية كافة الاحتياجات التي يتطلبها قطاع الخدمات المالية مهما كبرت أو صغرت. وقد وضع حجر الأساس للبدء بأعمال هذا المشروع عام 2002 على أن يصبح جاهزاً على أكثر تقدير بحلول عام 2010، وسيقام على أرض تبلغ مساحتها 202.272 مترا مربعا.

وما إن بدأ العمل بمشروع مرفأ البحرين المالي حتى شهد فندق كراون بلازا و فندق انتركونتيننتال في البحرين تزايداً في أعداد الوافدين إليهم. يقول مولوني: «إن مرفأ البحرين المالي مشروع طموح يقام في مياه الخليج مقابل الشواطئ البحرينية. وسيوفر هذا المشروع، الذي تجاوزت تكلفته المليار دولار أميركي، مجمعات مكاتب وأبنية سكنية بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المحلات بمختلف أنواعها والمطاعم والمقاهي، وهذا سيؤهله لجذب أعداد كبيرة من رجال الأعمال ليتموا أعمالهم ويستمتعوا بأوقاتهم في هذه الجزيرة الساحرة».

وفي السعودية، يشهد قطاع الفنادق هناك نمواً يزداد باضطراد وبخطوات ثابتة، ويتوقع أن تزداد معدلات النمو في هذا القطاع بعد أن سمح لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي ببيع وشراء الأسهم في السوق السعودية، بما في ذلك شراء الأسهم في المصارف وشركات التمويل والشركات العقارية. واستطاعت مجموعة فنادق انتركونتيننتال أن تتلمس وتدرك حجم التطور والنمو الحاصل في السوق السعودية خلال السنوات الأخيرة، وذلك من خلال منشآتها الراقية المخصصة لرجال الأعمال. ففندق انتركونتيننتال الرياض، يعد أحد أفخم فنادق الشرق الأوسط وخاصة في مجال تقديم خدمات متميزة لرجال الأعمال.

ويتحدث مولوني عن السوق السعودية: «إنه من الممتع أن تعمل في السوق السعودية، ليس لحيويتها فحسب بل لسرعة التطور التي تشهدها. وتقدم مجموعة فنادق انتركونتيننتال مجموعة من المنشآت الفندقية المختلفة والمتنوعة لتلبي كافة احتياجات رجال الأعمال، مهما كانت. وبحكم خبرتنا في السوق السعودية، نستطيع القول ان فهمنا لاحتياجات زوارنا هو السبب الرئيسي وراء ارتفاع معدلات النمو في منشآتنا في المملكة. فلقد أجرينا عمليات تجديد شاملة في منشآتنا لتزويدها بأحدث الخدمات التقنية وتوفير غرف اجتماعات كبيرة ومريحة ومزودة بأحدث التجهيزات».

ولا تختلف قطر عن جاراتها من دول الخليج من حيث النمو الاقتصادي الذي تعيشه. فقطر أيضاً دخلت عالم التجارة والأعمال، وهذا واضح من خلال المشاريع الضخمة التي تطلقها والنمو الذي تنعم به. وقد نالت مجموعة فنادق انتركونتيننتال من خلال فندقها انتركونتيننتال الدوحة نصيبها من النمو الحاصل في قطر لترتفع معدلات الإشغال فيه إلى مستويات جديدة. ومن سمات السوق القطرية أنه يوجد على رأسها قيادة تتمتع برؤية بعيدة المدى، وأنها توفر مناخاً اقتصادياً وسياسياً صحياً للاستثمار، وطبعاً تمتعها بأهمية استراتيجية. وقد أمنت هذه السمات موقعاً مهماً لقطر على الساحة العالمية، وقد عززت هذا الموقع بعد أن منحت المستثمرين من المقيمين فيها أو الأجانب حق التدوال في سوق الدوحة للأوراق المالية، الأمر الذي سينعكس ايجاباً على كافة الشعب في قطر.

يقول مولوني: «لقد تطورت قطر بشكل استثنائي بعد اكتشافها للنفط في الخمسينات من القرن الماضي ومن ثم تطوير حقل غاز القبة الشمالية في التسعينات. ويستمر النفط والغاز في لعب الدور الأساسي في تحقيق النمو في المستقبل وذلك بحكم الاحتياطي الطبيعي الكبير من هاتين المادتين اللتين تملكهما قطر في جوفها. لكن تعتمد رؤية قطر الاقتصادية على التنويع في مصادر الدخل القومي، وقد أنجزت خطوات كبيرة باتجاه تحقيق ذلك الهدف. ويستقبل انتركونتيننتال قطر زوارا يقصدون قطر من مختلف قطاعات العمل، وهذا يعكس طبيعة السوق الحرة التي تتمتع بها قطر والتي تجذب الكثير من الاستثمارات من كافة أنحاء العالم»..