حمامات السباحة في المنتجعات المصرية ترفع قيمة العقار بشرط ضمان الصيانة

تعددت أشكالها واكسسواراتها وأنظمتها الرفاهية

TT

تسعى شركات التسويق العقاري ومعظم الشركات العاملة في المنتجعات السكنية الحديثة الى تحقيق أحلام راغبي الشراء في توفير فيلا سكنية أو شقة سكنية تتميز بالهدوء والخضرة وحمام السباحة الذي يعد بمثابة رمانة الميزان في منظومة الهدوء فضلا عن كونه يشكل عنصراً أساسياً في تسويق الفيلات والمجمعات السكنية وأيضاً المنتجعات سواء الساحلية على شاطئ البحر أو المنتجعات في المدن الجديدة.

ويعتمد أسلوب التسويق والترويج للقرى السياحية في الساحل الشمالي بشكل رئيسي على إظهار تميز موقعها على مياه البحر ووجود مساحات خضراء واسعة وكذلك وجود عدة حمامات سباحة كبيرة ومتنوعة وحمام مخصوص للأطفال، وأحياناً ما تقدم تلك المنتجعات الساحلية من مزايا أخرى داخل حمامات السباحة مثل التيارات الهوائية والمساج والنوادي الصحية التي تشمل الجاكوزي والساونا.

ونفس الخصائص التسويقية المتعلقة بحمامات السباحة تروج لها المنتجعات والكمومبوند على أطراف القاهرة فهي لا تتمتع بمزايا «الفيو» أو المنظر الطبيعي للبحر، لذا تركز على مزايا المنظر الطبيعي لحمام السباحة وما يمكن إضافته من لمسات جمالية خاصة مثل الصخور الصناعية وشلالات المياه المتدفقة من بين الصخور إلى حمام السباحة.

وهناك ايضا الإكسسوارات التي تضفي طابعاً ترفيهياً خاصاً للأطفال مثلا الزلاجة التي تنطلق إلى مياه حمام السباحة والإكسسوارات الخاصة أيضاً بالكبار والتي تعطي رفاهية وفخامة خاصة لحمام السباحة مثل الكراسي الموضوعة داخل حمام السباحة، كذلك تيارات الهواء air jets داخل الحمام والمساج ونظام التدفئة ونظام الإنارة والـspa، سواء في جانب من الحمام أو إنشاء حمام خاص صغير داخل حمام السباحة الكبير.

وكل هذه الإكسسوارات ووسائل الترفيه للكبار والصغار التي توفرها المنتجعات الساحلية والكومبوندز على أطراف العاصمة ترفع من قيمة العقار أو الفيلات السكنية التي يتم تسويقها وبيعها.

وسعت بعض المنتجعات السكنية إلى تحقيق ميزة وجود حمام السباحة لقاطني الشقق السكنية أيضاً فأصبحت تعلن عن وجود حمام سباحة مشترك بين الوحدات السكنية والعمارات في كل مربع سكني أو حمام سباحة لعدد معين من الشاليهات والفيلات الصغيرة، وهو ما رفع من الإقبال على الشراء.

يقول نيقولا هنري اسكندر صاحب شركة ميرافارم التي تقوم بتصنيع أجسام حمامات السباحة وهي الشركة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تركيبها في المنتجعات المختلفة فإن هناك أشكالا عديدة لحمامات السباحة منها الشكل المستطيل وهو الأكثر شيوعاً، كذلك الشكل المربع، ثم الشكل غير المحدد الزوايا أو شكل «الكلية» أو الأشكال الهلامية، وهناك إمكانية لتنفيذ أشكال خاصة يتطلبها العميل مثل شكل الوردة على سبيل المثال فيقوم العميل برسم الشكل الذي يتخيله للحمام ويقوم الكومبيوتر بوضع الأبعاد وتنسيقها وتقوم ماكينات المصنع بتكوين جسم الحمام وفقاً لمتطلبات ورسوم الكومبيوتر التي طلبها العميل.

وهناك أشكال حمامات السباحة المكشوفة التي تحيطها الخضرة في فناء الفيلات أو حمامات السباحة المغطاة التي تعد غرفة من غرف الفيلا السكنية ولا تختلف التركيبات الهندسية، بل تتعدد فقط الأشكال الجمالية والديكورات المناسبة لكل مكان.

ويؤكد نيقولا هنري أن هناك إقبالا كبيراً على شراء حمامات السباحة، وقد زاد الإقبال خلال السنوات العشر الأخيرة خصوصاً لدى الناس التي سافرت للخارج وعادت لمصر بحلم إنشاء فيلا صغيرة بحمام سباحة.

وتكلفة حمام السباحة تختلف وتتنوع صعوداً وهبوطاً ليس فقط وفقاً لمساحة الحمام وشكله وإنما يشمل السعر أيضاً نوعية الخرسانة المستخدمة 1.5 مللي أو 2 مللي مجلفنة أو غير مجلفنة بالإضافة إلى حجم المياه داخل الحمام والإكسسوارات التي يتطلبها العميل ونوعية القيشاني أو الفسيفساء أو الصخور الطبيعية الملساء أو غير المهذبة.

وهي أمور كثيرة ترفع من سعر تكلفة حمام السباحة ولكن في المتوسط يكلف سعر المتر المكعب في الحمام العادي 700 جنيه إلى ألف جنيه، وتصبح التكلفة الإجمالية لحمام السباحة «العادي» دون إكسسوارات إضافية ما بين 30 ألف جنيه إلى 40 ألف جنيه، وكلما تنوعت الإضافات مثل نوعية الفسيفساء أو السيراميك المستخدم إلى نظم تسخين المياه في الحمام إلى نظم الإضاءة إلى الزلاجات وكافة الوسائل الترفيهية الأخرى، ارتفع سعر تكلفة الحمام.

ويؤكد نيقولا أنه مهما ارتفع سعر تكلفة الحمام فهو في النهاية يزيد من قيمة الفيلا أو المنتجع السياحي لأن التسويق لفيلا سكنية لا يوجد بها حمام سباحة سيكون صعباً في مقابل أخرى بحمام سباحة.

وتختلف الإمكانات المتوافرة لحمامات السباحة وفقاً أيضاً للمكان والاستخدامات، فالفنادق تحتاج الى نوعية معينة من حمامات السباحة تكون واسعة المساحة وتتدرج في عمقها كذلك النوادي الرياضية التي تتطلب حمامات سباحة لها مواصفات اولمبية سواء للسباحة أو الغطس وبعمق يصل إلى 4.5 متر، أما حمامات القرى السياحية فلا يمكن أن يزيد عمقها على 180 سم لأنه لا توجد إمكانية وجود حارس لكل حمام سباحة لمراقبة وانقاذ مرتادي الحمام، أما الفيلات والبيوت فالمعيار الأول للاختيار هو الشكل الجمالي لحمام السباحة والإمكانات الترفيهية به.

ويشير منير مدكور الخبير العقاري ومنظم معرض «عمار يا مصر العقاري» إلى أن كافة القرى السياحية تعتمد في الترويج على عنصر حمامات السباحة، حتى القرى الساحلية التي تطل على مياه البحر الأحمر مثل قرى رأس سدر والسخنة أو التي تطل على ساحل البحر الابيض وعادة ما يشتمل طلب العميل على حمام سباحة خاص وقد لجأت شركات الإسكان لاستغلال هذا المطلب وتوفيره للمجموعات السكنية، حيث تقدم حماماً مشتركاً لعدد من الوحدات السكنية وهو ما أسفر عن مشاكل في الصيانة والإزعاج المستمر لقاطني الوحدات السكنية، لأن مشاكل الصيانة المكلفة لحمامات السباحة تعترض الكثير من قاطني الوحدات السكنية، فبعد الانجذاب لشراء شقة سكنية تطل على حمام سباحة مشترك، تصبح بعد ذلك معاناة عندما لا يتفق السكان على دفع تكاليف الصيانة وتنقية المياه ويصبح الأمر مشقة ومنظرا غير لائق عندما لا يتم إجراء تنظيف لمياه الحمام وتصبح الفلاتر مسدودة وأنابيب الصرف لا تعمل.

وهناك بعض المنتجعات التي حاولت معالجة هذه المشكلة بالاتفاق مع شركات خاصة لصيانة حمامات السباحة تتولى التنظيف وتغيير المياه وفلترتها وتحميل حصة الصيانة على كل مالك للعقار في وقت الشراء.

ولا تواجه الفيلات الخاصة هذه المشكلة كما يقول الخبير العقاري منير مدكور، فصاحب الفيلا هو المتحكم في صيانة الحمام وهذا له مردود اجتماعي في طبيعة الإنسان المصري الذي يتكلف الكثير في ملكه الخاص ولا يشارك في الملكية العامة.

ويشير مدكور إلى أن تكلفة حمامات السباحة قد تصل إلى 150 ألف جنيه، وهناك بعض العملاء الذين يفهمون في العقارات يطلبون شراء فيلا دون حمام سباحة ثم يلجأون لشركة متخصصة لبناء الحمام وبالطبع بمواصفات وأشكال وخامات أكثر جودة لأن أصحاب المنتجعات السياحية عادة ما يلجأون لاستخدام أشكال ثابتة في كل الفيلات وخامات متوسطة ليست بالجودة العالية.

ويؤكد أنس يوسف المسؤول الإداري والمالي بإحدى الشركات العقارية أن وجود حمام السباحة يعد عنصرا هاما في الجذب والترويج والبيع بل يعد من الأصول الثابتة التي تزيد من قيمة العقار عاماً بعد آخر.

وقد قامت شركته بتنفيذ حمامات سباحة في كافة الفنادق والقرى السياحية والمنتجعات التي تملكها وتديرها، ويذكر أنس يوسف أنه تم تنفيذ حمام سباحة في العين السخنة على مساحة فدان بأكمله مستخدماً فيه الصخور الطبيعية والشلالات الصناعية والكباري ما بين أماكن الحمام.

ويؤكد أن الإقبال حالياً على حمامات السباحة غير التقليدية التي تحتوي على صخور صناعية وشلالات كذلك الأشكال الجديدة غير التقليدية، وهناك تزايد أيضاً في الطلب على الكماليات مثل أنظمة التسخين والجاكوزي وتيارات المياه، وحمامات السباحة نصف المغطاة ونصف مكشوفة، كما أصبح وجود كشك خاص بجوار حمام السباحة للساونا من المميزات البالغة الرفاهية.

ويشير أنس يوسف إلى أن أسعار الفيلات السكنية تتضاعف وفقاً لعوامل كثيرة يدخل فيها المساحة والموقع المتميز والخامات والخضرة بالإضافة إلى وجود حمام السباحة، ويؤكد أن الفيلا التي تساوي مليون جنيه العام الماضي أصبح سعرها الحالي 1.8 مليون جنيه، وهكذا ويرتفع سعر الفيلا التي تحتوي على حمام سباحة بنسبة تتخطى 30% عن مثيلاتها التي لا تحتوي على حمام سباحة.