الطلب على الشقق الفاخرة يمتد إلى شرق بيروت

4 مشاريع لشقق كبيرة وارتفاعات متتالية للأسعار

TT

لا تزال واجهة بيروت البحرية تشهد اقبالاً عقارياً لافتاً لم تحد منه التطورات السياسية والأمنية التي شهدها لبنان منذ مطلع العام الحالي. وقد توزع هذا الاقبال على العقار السكني (ابراج سكنية) كما على العقار السياحي (فنادق).

ولكن هذا الاقبال في الشطر الغربي للعاصمة لم يحجب الطفرة المتزايدة داخل العاصمة. ولاسيما في شطرها الشرقي البعيد نسبياً عن الشاطىء من دون احتجاب النظر عنه.

ويتركز النشاط العقاري في هذا الشطر على محلة التباريس ومتفرعاتها باتجاه الاشرفية. وكان الاعتقاد السائد سابقاً ان هذه المنطقة ذات نشاط محصور بالخدمات بفضل ابنيتها العديدة المخصصة للمكاتب (برج الغزال، تباريس 812). ومقراتها الرئيسية (شركة «اشاد»، وشركة التأمين «سنا»). ولم يكن احد يعتقد ان هذه المنطقة يمكن ان تشهد تحولاً سكنياً مثيراً للاهتمام، كما هي الحال في الوقت الحاضر حيث ينكب العديد من المستثمرين على اقامة الابنية السكنية الفخمة، وفي مقدمة مجموعات المستثمرين المهتمة بالمنطقة، مجموعة جميل صعب وشركاه، ومجموعة جريصاتي، ومجموعة العائدي، ومجموعة منصور.

وفي الوقت الراهن هناك اربعة مشاريع قيد الانجاز في المنطقة، وهي على قسط عال من الفخامة والضخامة. وكانت مجموعة جريصاتي اول من حط رحاله في المنطقة حيث تقوم باقامة مبنى مؤلف من 9 شقق مساحة كل شقة 380 مترا مربعا ودوبلكس. وقد اشرفت الاعمال على نهايتها. والى جانب هذا المشروع باشرت مجموعة سليم منصور بإقامة برج سكني من 18 طبقة بيع منه حتى الآن 80% من شققه التي تبلغ مساحة الواحدة منها 375 متراً مربعاً، على حد قول مسؤول في المجموعة. وهناك مشروعان آخران يتألف الواحد منهما من 20 طبقة (برج العائدي، وبرج سرسق) يجري العمل فيهما على قدم وساق. وتبلغ مساحة الشقة في الاول 430 متراً مربعاً، وفي الثاني 500 متر مربع «وهكذا يتبين ان هذين البرجين يتوجهان نحو نوعية معينة من المشترين، معظمهم من المغتربين اللبنانيين والاجانب»، على حد قول مسؤول في مجموعة العائدي.

ويقول مدير شركة «امكو» العقارية رجا مكارم لـ «الشرق الاوسط» انه «اذا كان المشروع السكني الاول في محلة التباريس يقدم شققاً بسعر يراوح بين 1400 دولار و2000 دولار للمتر المربع الواحد، فإن الشقق في المشاريع الاربعة الحالية يتم التفاوض حولها بسعر 2000 للمتر المربع الواحد للطبقات السفلى ويرتفع هذا السعر الى 3000 دولار للطبقات العليا. ويضيف مكارم: «وهكذا تصبح اسعار الشقق في التباريس قريبة من اسعار الشقق في شارع سركيس (توين تاورز، تلال، ابو حمد، وبارك هيل) التي تشكل جزءاً من افخم واغلى ابنية الاشرفية، ولم يؤثر على هذه الطفرة في التباريس وجودها في بيئة من الحركة الدائمة والكثيفة للسيارات».

ورأى مكارم ان هناك عدة عوامل ساهمت في اجتذاب المستثمرين الى هذه المنطقة اهمها قربها من وسط بيروت التجاري، واطلالة الابنية فيها على هذا الوسط بالاضافة الى البحر والجبل، يضاف الى ذلك سهولة الوصول منها الى ابرز شوارع العاصمة ولا سيما جادة فؤاد شهاب (المعروفة بالرينغ) والتي تصل بين شطري بيروت، وشارع شارل مالك وشارع جورج حداد. كما ان من العوامل الجاذبة وقوع التباريس بين حي سكني تقليدي (فرن الحايك) ومجمع سكني بالغ الفخامة (صيفي فيلدج)، وشارع سرسق الذي يعتبر افخم شوارع العاصمة، ومنطقة الصيفي ـ الجميزة التي يجري تجديدها على قدم وساق.