الشركات السعودية تعزز حضورها في معرض «سيتي سكيب» وتتوسع في طرح مشاريعها العقارية

برج إيفل والأهرامات وتاج محل في دبي

TT

الزائر لمعرض «سيتي سكيب» الذي أقيم الاسبوع الماضي في مدينة دبي بدولة الامارات، بين الفترة من 17 الى 19 من شهر سبتمبر (أيلول) الجاري، يلاحظ النقلة النوعية في عالم السوق العقاري سواء على مستوى المشاريع الضخمة أو على مستوى الخدمات العقارية التي تقدمها بعض الشركات العقارية مثل التسويق والتثمين وادارة الاملاك بالاضافة الى التمويل.

على مستوى المشاريع طرحت مشاريع مختلفة في هذه السنة تتجاوز قيمتها 200 مليار دولار حسب تقديرات أولية للمشاريع المطروحة، خاصة ان المشاريع التي عرضت على منصات الشركات العقارية كانت شبه مستحيلة لتدشينها على ارض الواقع، الا انه تم طرحها على شكل مجسمات تعرض لزوار المعرض من مستثمرين او جماهير.

وكان لبرج إيفل وتاج محل والاهرمات المصرية وحدائق بابل المعلقة وجود في المعرض عبر مشروع عقاري يجمع بين عجائب الدنيا بأحجام أكبر وباشكال افضل، حيث يؤكد أحد العارضين في شركة «فالكون» أن حجم برج إيفل أكبر من حجم البرج الحقيقي في مدينة باريس، وأشار العارض ان من الممكن بيع البرج على المستثمرين شريطة ان يقام حسب المواصفات التي تفرضها الشركة، في حين يشاهد ضخ رؤوس الاموال بمشاريع عقارية قد لا تكون مجدية في الوقت الحالي، مثل انشاء مدن سكنية كبيرة الحجم.

وتميزت عروض شركات الامارات كعملاق التطوير العقاري في المنطقة شركة «إعمار» وشركة «دبي القابضة» و«نخيل» بطرح المشاريع المعروفة والتي تعمل على تطوير امارة دبي خلال السنوات الخمس القادمة، وتميزت باسلوب طرحها وشهدت اقبالاً كبيراً خلال فترة اقامة المعرض.

وكانت المشاركة السعودية بارزة بين المشاركات الدولية حيث كانت تشغل مساحة 16 في المائة من المساحة الاجمالية للمعرض البالغة 10 آلاف متر مربع، حيث شاركت من السعودية 13 شركة بمشاريع مختلفة ومتنوعة إذ كانت هناك مشاريع في السعودية طرحتها بعض الشركات مثل شركة «دار الاركان» التي كانت تهدف من المشاركة على عكس صورتها في الاستثمار الداخلي من حيث بناء المدن السكنية كخطط الشركة في مخطط القصر الذي يقع وسط مدينة الرياض، في حين عرضت شركة «أمجاد» السعودية مشروعها الضخم «ابراج المريديان» لبيع وحداته عن طريق صكوك التملك الجزئي والذي يبيع الوحدة السكنية بنظام اقتسام الوقت، كما عرضت «جوار» مشروع وقف الملك عبد العزيز المسمى «ابراج البيت» والذي حققت الشركة من خلاله صفقات ببيع بعض ابراجه لمستثمرين كويتيين وسعوديين، في حين عرضت «تنميات» و«الحنو» وشركة «اسس» مشاريع في دولة الامارات عن طريق استثماراتها في تلك المشاريع.

ويرى المهندس حامد القحطاني رئيس مجموعة البناء الهندسي أن المشاريع المطروحة في «سيتي سكيب» قد تكون مستحيلة الا ان إمكانية اقامتها في نفس الوقت كبيرة في ظل هذا الازدهار الكبير الذي يشهده السوق العقارية في منطقة الشرق الاوسط، مشيراً الى أنه قبل سنوات طرحت مشاريع عقارية مختلفة كان الكثير يجزم بانها مستحيلة الا انها واقع يعيشه جميع من أجزم باستحالتها، والتي منها «مدينة الثلج» التي تسعى شركة «دبي لاند» لانشائها وهي مدينة متكاملة من الثلج مغطاة، مع العلم بان مناخ دبي الموسمي يوصف بالحار صيفاً والدافئ شتاءً.

وأضاف ان مدينة دبي بشكل خاص ومدن الشرق الاوسط تعمل على تطوير الصناعة العقارية بمختلف الاشكال والالوان، حيث أن التطوير العقاري اصبح سمة من سمات كبرى الشركات التجارية التي تعمل في دول الخليج ولبنان ومصر.

وذكر القحطاني أن مشاريع الشركات السعودية كانت متميزة في المعرض وحققت نجاحات غير مسبوقة ما يؤكد أن الاستثمار السعودي كان له دور في النهضة العقارية التي شملت جميع دول المنطقة، حيث ان الاستثمار السعودي قد يعود بالفائدة على الشركات من حيث نمو الفكر التطويري في العقارات ونقل ذلك الفكر المتطور الى السعودية بعد الاحتكاك مع خبرات عالمية لها باع طويل في التطوير العقاري كالشركات البريطانية والأميركية التي تعمل على تطوير بعض المشاريع المطروحة في دبي.

وأكد القحطاني ان التسهيلات التي تقدمها مدينة دبي لاقامة المشاريع العقارية ساعدت كثيراً في نمو الطفرة العقارية فيها، الامر الذي جعل الامارة هدفاً لشركات التطوير العقاري لاقامة مختلف المشاريع العقارية، في ظل مقومات النجاح التي تملكها الامارة من قوة شرائية من مختلف دول العالم.

الا ان القحطاني عاد مرة اخرى وذكر ان الخطر يكمن في جدوى العوائد الاستثمارية من تلك المشاريع، حيث تذكر بعض الدراسات ان المشاريع العقارية المطروحة في دبي ستكون عوائدها على المدى البعيد وان كانت ظاهرة صحية، الا ان هناك قنوات استثمارية ترجع راس المال بشكل اسرع.

في حين ذكر خالد الجار الله، وهو خبير عقاري ووكيل معرض «سيتي سكيب» في السعودية، ان ردود الافعال على المشاركة السعودية كانت ايجابية إذ لوحظت زيادتها من بداية اقامة معرض ومؤتمر «سيتي سكيب» في عام 2002 ، وحتى المعرض الاخير، ما يدل على ازدياد استثمار السعوديين في قطاعات العقارات في مختلف مناطق الشرق الاوسط.

وأضاف الجار الله ان السعوديين عرضوا مشاريع تقارب قيمتها 25 مليار درهم (6.8 مليار دولار)، والتي كانت على مستوى عال من التطوير والافكار، وتمنى ان يقام مثل هذه المشاريع في السعودية بهذا المستوى في ظل الانفتاح الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، بالاضافة الى وجود مقومات النجاح من بنية تحتية متينة والمناطق البكر والخدمات المتوفرة في السواحل الشرقية والغربية لانشاء منتجعات واقامة سياحة دائمة فيها.

واكد الجار الله ان الشركات السعودية في حال رغبت ان تعمل على تلك المشاريع في البلاد فإن عليها عمل دراسات الجدوى لتلك المشاريع القادمة، مشيراً إلى ان كثيرا من المشاريع والشركات طرحت مشاريع عقارية خلال الفترة الماضية من دون اقامة أي من الدراسات والبحوث ما قد يسبب في فشل المشروع، والامثلة كثيرة على ذلك، حيث توجد هناك مجمعات وأسواق تجارية من دون مستأجرين وخسارة ملايين الريالات في مبنى ترك بدون استثمار لعدم وجود مستأجرين للمعارض والمحلات.

وذكر الخبير العقاري ان البلاد مقبلة على طلب متزايد في العقارات على صعيد مختلف المنتجات العقارية، في ظل الدراسات التي تؤكد وجود شريحة كبيرة من الشباب في السعودية سيقدمون في الفترة المقبلة على تملك وتأجير العقارات. وتحدث فيصل عبد الله الخالدي، الرئيس التنفيذي لشركة «أسس للترفيه والسياحة»، المشارِكة في معرض «سيتي سكيب» بمشروعها بوابة النجوم، عن أن المشاركة السعودية في عكس مدى إمكانية اقامة المشاريع عند وجود التسهيلات والدعم، مؤكداً ان الشركات السعودية تهدف من خلال مشاركتها الى بحث سبل اقامة تحالفات استراتيجية مع شركاء في دولة الامارات او من خلال وجود الشركات العقارية العالمية في المعرض.

وأضاف ان النمو الكبير في قطاع العقارات بمنطقة الشرق الاوسط يدفع الشركات الى البحث عما هو جديد لتقديمه في هذا القطاع الكبير. واكد انه طرح فكرة جديدة في قطاع العقارات والمشاريع السياحية والترفيهية عبر مشروعه بوابة النجوم الذي يهدف الى الدمج بين قطاعي الترفيه والتعليم وذلك عبر انشاء مشاريع الترفيه الهادف في مشروعه.

وأكد ان المشاركة في «سيتي سكيب» توفر للشركة عناء البحث عن دراسات ميدانية حيث التوافد الكبير من الزوار والمستثمرين يمكن تلك الشركات من معرفة ردود الافعال عن مشاريعها المختلفة وكيفية تلافي السلبيات ان وجدت.

في حين قال سليم بن داوود، العامل في احدى شركات التقنية بدبي، إن معرض «سيتي سكيب» يوفر له عناء البحث عن استئجار عقارات في مكة المكرمة وذلك عن طريق الشركات التي طرحت صكوك اقتسام الوقت والتي كان يرغب في شراء صك له يكون مسكنا دائما خلال 24 سنة قادمة، مشيراً الى انه وجد ضالته عند احدى الشركات العارضة في ابراجها الفخمة والتي طرحتها في معرض «سيتي سكيب».

وذكر بن داوود ان هناك مشاريع جيدة سواء في اتجاه الاستثمار او السكن من خلال ما طرحته الشركات العقارية في المعرض.