سورية تتجه للتوسع في المشاريع الاستثمارية السكنية في ظل تحول اقتصادي نحو تطوير قطاع العقار

إطلاق «منتجع الغاردن سيتي» على 3 آلاف متر نموذج للمدن الحديثة

TT

فيما تتجه الحكومة السورية نحو العمل بمفهوم جديد للاستثمار العقاري يكون أكثر فاعلية في خدمة المواطنين، يسود لدى الخبراء في هذا المجال اعتقاد بأن هذا التوجه يستدعي مقدمات عملية ومحفزات داعمة قوية للانطلاق بتنفيذه عبر تطوير القوانين والأنظمة الإدارية والعمرانية والاستملاكية وقوانين الإفراز والتقسيم والملكية يلائم هذا التوجه الجديد.

ويرى الخبراء ضرورة الابتعاد عن المركزية في الإدارة المحلية وتشجيع المستثمر الداخلي من خلال تسهيل الإجراءات الإدارية وتخفيض الرسوم المالية وتأمين الغطاء والدعم المالي لهذا المستثمر، والمساواة في الفرص ودعم جميع القطاعات، العام منها والخاص والتعاوني والمحاسبة الدقيقة والفاعلة على الإنتاجية والجودة والحيلولة بذلك دون هروب المستثمر الداخلي للاستثمار في بعض الدول مثل دولة الإمارات العربية ومصر وتركيا.

ويأمل رجال الأعمال السوريون في مجال الاستثمار العقاري أن تكون فكرة الاستثمار العقاري ناجحة ومجدية وتقدم الخدمات اللازمة للمواطن السوري لا أن تكون مدخلاً للاستغلال والربح السريع، لافتين إلى حوارات كثيرة أجرتها الحكومة لتحديد أسباب ارتفاع اسعار العقارات ولكن من دون التركيز على الأسباب الحقيقية لهذه المشكلة وهو بالتحديد فشل الأداء الحكومي في إدارة السوق العقاري وعدم الجدية في تحديث طريقة تفكيرها وفي تحديث أنظمتها بما يتماشى مع التطور الطبيعي للمجتمع السوري.

ويشير الخبراء الى أن المشاريع الاستثمارية التي تمت الموافقة عليها الآن تتركز في الأبنية التجارية والسياحية كالأبراج التجارية في دمشق ومشاريع الفنادق والملاهي والحدائق، متسائلين أين مشاريع الإسكان ومشاريع البنية التحتية الخدمية ومشاريع المدن الجديدة، وبينما ينصح الخبراء الحكومة بتسهيل أمور أعمال المواطنين ودعمهم وتشجيعهم وتمكينهم من النهوض بالواقع العقاري بما لديهم من إمكانات كبيرة جدا وخبرات علمية وعملية متقدمة، يوصي العاملون في مجال الاستثمار العقاري بضرورة تنظيم السوق العقاري ودراسة إصدار مشروع قانون للترخيص للشركات والمؤسسات العقارية وشركات الإدارة العقارية متعددة الوظيفة وإعادة النظر برسوم الخدمات العقارية لعدم توافقها مع الجذب الاستثماري وتشكيل فرق عمل وطنية للمشاركة في دراسة الملاحظات حول مشروع قانون الاستثمار العقاري بمشاركة المؤسسات العقارية المتخصصة والإسراع بإصدار مخطط استعمالات الأراضي خاصة المناطق واضحة الاستعمال، ويطالبون بمشاركة مؤسسات عربية وأجنبية مهتمة بالصناعة العقارية والاستثمار العقاري وتشجيع منح قروض بفوائد رمزية للاستثمار العقاري بحيث يتم بدء تسديد الأقساط والفوائد بعد ثلاثة سنوات من بدء المشروع وخاصة الذي يقدم حلولاً للسكن العشوائي بكفالة المشروع نفسه والإعفاء بنسب معينة من ضريبة الأرباح وإعادة النظر بضريبة العرصات وتشجيع تأسيس بنوك متخصصة للإسكان وتشجيع البناء الشاقولي والبرجي في المدن عوضاً عن الامتداد الأفقي لتخفيف الهدر والتقليل من كلفة الخدمات والمرافق والسماح بمرائب متعددة الطوابق وفق احتياجات البناء المتعددة وتأسيس شركات مشتركة بين القطاع الخاص والسطات المحلية للمحافظات تعمل على التخلص من السكن العشوائي بحيث تدخل السلطات بنسبة 30% مقابل العقارات وتقديم الخدمات لموقع المشروع وتنفيذ عملية الإخلاء بعد إنجاز مهمة المستثمر وتحديث الأنظمة المالية بخصوص نقل ملكية العقارات وتثبيت الملكية وفق استمارة مرتبطة بالزمن وإعادة النظر برسوم نقابة المهندسين على مشاريع السكن الشعبية ومناطق المخالفات والمجمعات على المزايا والحوافز للشركات الوطنية والاستفادة من نظام منظمة التجارة العالمية.

يقول حسان الأسطواني رئيس مجلس إدارة مشروع غاردن سيتي الذي يتم تنفيذه بالقرب من دمشق، إن القوانين الخاصة بالاستثمار العقاري باتت جيدة جداً الآن وتبشر بالخير، وتسمح بتملك العرب والأجانب بنسبة مائة بالمائة، وجميع الأبواب مفتوحة أمام المستثمرين، لذلك يفترض أن يلعب هذا الواقع الجديد دوراً كبيراً في جذب المستثمرين العرب والأجانب للاستثمار في سورية، ولقد كان هدفي الأساسي من تنفيذ هذا المشروع أن استثمر في بلدي سورية، إيماناً مني بأنني في ذلك أقدم لها خدمة بطريقتي الخاصة حيث لم يكن الهدف مادياً، مع أن لا أحد «بيشتغل بدون ما يربح، لكنني لو أردت الربح فقط لبعت المشروع منذ فترة طويلة». وعن الشريحة الاجتماعية التي يقوم المشروع من أجلها يقول الأسطواني: «إن هذا المشروع موجه للطبقة فوق الوسطى بمعنى طبقة الأغنياء، ويمكننا من خلاله تلبية حاجة سكنية جزئية باعتباره مشروعاً سياحياً سكنياً يمكن أن يشمل ألفي وحدة تستوعب عشرين ألف نسمة، ويعمل فيه ثلاثمائة موظف وعامل وسوف يزيد العدد عند استثماره عن ألف ومائتي عامل».

يقع المشروع على الطريق المؤدية إلى مطار دمشق الدولي وعلى مسافة 23 كم من العاصمة السورية وسينفذ قطار من المدينة للمطار يمر بالقرب من هذا المشروع فيما يتم العمل على تأسيس شركة نقل تقوم كل ربع ساعة بنقل الركاب بين المدينة والمشروع وبالعكس.

ويعتبر منتجع الجاردن سيتي مشروعاً متكاملاً يلبي الحاجات المعيشية ضمن مجموعة من النشاطات الترفيهية على مساحة ثلاثمائة ألف متر مربع قابلة للتوسع إلى مليون متر مربع ونموذجا فريداً في سورية ضمن المشاريع الاستثمارية التي تجمع بين الحداثة والاقتصادية وفقاً لهيكلية إدارية ومالية تجعل المستثمر أو المالك أو المساهم يشعر بأمان الاستثمار واستقلاليته بطريقة علمية وبإشراف بنك متخصص.

يتضمن المشروع فندقاً من الدرجة الممتازة بخدماته المتكاملة مع مجموعة كبيرة من البنغالوهات المعدة للتأجير وناديا رياضيا اجتماعيا وألعاب المياه وكارتينغ سيارات وناديا للفروسية ونشاطات مختلفة، إضافة إلى مركز تجاري حديث يضم صالة سينما ومسرحاً وقاعة للتزلج على الجليد وهذه الفعاليات محاطة بمجموعة من الفيلات المتميزة والمعدة للبيع.

ويتكون الفندق من أربعة طوابق رئيسية وقبو للخدمات يضم 112 غرفة وجناحاً متضمناً مطاعم وكافيتريات وقاعات حفلات ومركزاً لرجال الأعمال ومركزاً رياضياً للمعالجات الفيزيائية وحماماً تركياً وذلك ضمن جو شرقي دافئ بكل ما يحتويه من وسائل الراحة والترفيه.

وتلتف البنغالوهات السياحية حول الفندق وعددها 180 بنغالو مقسمة إلى طرازين أحدهما يضم غرفتي نوم معيشة ومطبخا وحمامين. والآخر يضم غرفة نوم وغرفة معيشة ومطبخا وحمامين، كما تلتف حول الفندق حدائق على شكل قوس دائري يؤمن بيئة داخلية مستقلة وحميمية وهي مؤلفة من ثلاثة طوابق بمداخل خاصة من خارج القوس بحيث تمكن نزلاءها من استعمالها بحرية شخصية تامة مع الاستفادة من خدمات المشروع الأخرى.

تكمن أهمية البنغالوهات بإمكانية تأجيرها لفترات طويلة أو موسمية للمغتربين والمصطافين العرب والأجانب مع الاستفادة من كافة أساليب الراحة والنشاطات الرياضية والاجتماعية متمتعة بنفس خدمات الفندق مما يوفر كافة مستلزمات الرفاهية والاستجمام.

ويضم المشروع مركزاً رياضياً متطوراً داخل القاعات وفي الهواء الطلق لممارسة كافة ألعاب الكرات والتنس والاستمتاع بحمامات الساونا والجاكوزي والمعالجة الفيزيائية وناديا للشطربج وملاعب البولينغ والاسكواتش وقاعات الألعاب الجماعية وصالات البلياردو وكرة الطاولة والمسبح الشتوي، إضافة لكارتينغ السيارات وناد الفروسية والصيد.

وتضم حدائق المياه مجموعة من المسابح وأحواض مياه الألعاب الخاصة تساعد في ذلك الفترة الطويلة لمناخ المنطقة المعتدل الذي يجعل من وجود المياه والألعاب أمراً ممتعاً ومنعشاً خصوصاً للأطفال، وتخضع الألعاب الموجودة في الأكوا بارك لأحدث ما توصلت إليه التقنية الحديثة مع وجود كافة شروط السلامة العالمية لتؤمن راحة البال والأمان. وصممت الفيلات لتراعي معظم الأذواق متضمنة كافة وسائل الراحة مع حديقة خاصة لكل فيلا وبأسعار مناسبة للجميع، ويتميز كل نموذج بخصوصية محددة بداية من التصميم المعماري الدمشقي وصولاً إلى العمارة الحديثة مع استعمالنا لأفضل مواد الإكساء والتجهيزات والديكور. كما تتوزع الفيلات على ستة نماذج متعددة المساحات لتناسب متطلبات الزبائن مما يجعلها مجمعاً فريداً متكاملاً بخدماته مميزاً بتنوعه.

ويضم المركز التجاري أسواقاً متعددة ومحلات ومطاعم وصالات للسينما والمسرح والتزلج على الجيلد ومكاتب تجارية لكافة الخدمات مؤمناً كافة احتياجات هذه المدينة العصرية، وقد صمم هذا المركز ضمن أرقى مفاهيم تصاميم المجمعات العالمية والذي بدوره سيجعله نقطة جذب أساسية للتسوق ليس فقط على مستوى المشروع بل على مستوى المناطق المجاورة خاصة وأنه قريب من مطار دمشق الدولي.